إهمال مصالح الناس بحجة الصيام

عبدالحميدشومان

كتيرا ما تدوي في اذاننا النبرات الرنانه حين يؤذن المؤذن للصلاه وتنادي صاحبك لماذا لم تلبي النداء ان الاذن يؤذن يرد عليك وكأنه عالم جليل اليس العمل عبادة ويظل يواصل عمله
تلك عبارة يتكئ إليها كثير من المقصرين فى أداء الصلوات فتراهم كسالى قعودا عن أداء الصلوات يواصلون الليل بالنهار فى السعى على المعاش وتحصيل الأموال.

ولك ان تتخيل هذا الشخص ذاته حين يكون موضف وفي مكان عمله تراه ينشغل بالعبادة فى أوقات وأماكن العمل الرسمية فقبل الصلاة بوقت طويل يستعد بالوضوء ونحوه وبعد الصلاة يختم الصلاة والاستغفار ثم الانشغال معظم الوقت بقراءة القرآن فى أوقات العمل الرسمية غير عابئ بمصالح الناس أو مهام عمله التى يتقاضى عليها راتبه وإذا ما ذهب أحد ليعاتبه تغير وجهه ورد غاضبا «اتق الله ..نحن فى شهر رمضان وأنا صائم .. إننى كنت أصلي»!
وهذا ما بني عليه الكاتب وحيد حامد احداث فيلم الارهاب والكباب واعتقد ان احد لم يشاهده وبدأت القصة من الموظف الذي يهدر وقت عمله بالصلاة وضياع مصالح الناس وحين تعاتبه يتهمك والعياذ بالله بالكفر.
إن شهر رمضان فرصة لعلو الهمة والإخلاص وحسن المراقبة الذاتية علي عكس البعض الذي لا يفهم ذلك أو يخطئ التطبيق بأن يخلط بين الواجب والنافلة والفريضة وذلك لأننا فقدنا الفقه الحقيقى واهتممنا بالشكليات وتركنا الجوهر.
فالمسلم الصائم ينبغى أن يكون فى رمضان أكثر إخلاصا فى عمله وليس متقاعسا بسبب الصيام.

فلا يجوز له أن ينشغل طوال ليله بالعبادة قياما وقراءة للقرآن ثم إذا أتى عمله فى الصباح أتاه كارها كسلانا وإذا سأله أحد أمرا يقول له معذرة فإننى كنت طوال ليلة البارحة أصلى القيام والتهجد حتى الفجر ولم تر عينى النوم!!

هذا النموذج رغم أنه يسهر فى طاعة وعبادة إلا أن ذلك لا يشفع له تقصيره فى عمله الذى يتقاضى عليه أجرا فينبغى عليه أن يوازن بين حقه وحق غيره وبين العمل والعبادة وقضاء مصالح الناس فرض عليه أما قيام الليل والتهجد فهو نافلة لا يجوز أن تكون على حساب فرض.

فإذا أراد أن يقوم الليل حتى الصباح فله ما شاء فى أيام إجازاته الرسمية إعمالا بالقاعدة الشرعية التى تقول لا ضرر ولا ضرار وقاعدة «درء المفاسد مقدم على جلب. المصالح»،فمصالح الناس أمانة يجب أن يؤديها برفق وإتقان .

إن المشكلة الأساسية تكمن فى الجهل بالدين وغياب ما يسمى بفقه العبادات وأمثال هؤلاء لو يعلمون عاقبة ما يفعلون.
لذا فإنهم يصدق فيهم قول ربنا «قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا». فالعمل عبادة نعم إذا كان مشروعا وكان بنية إعمار الأرض وإعفاف النفس والأهل وكفايتهم من الحاجة والسؤال وشريطة ألا يجور هذا العمل مهما كان نوعه على العبادة ذاتها كالصلاة مثلا..

أما تعطيل العبادات المفروضة استنادا إلى «العمل عبادة»، فهذا خطأ يقع فيه البعض فالأعمال التى تعطل العبادات وفرائض الله ليست من العبادة فى شيء، لأنه كما علمنا النبى صلى الله عليه وسلم «لا بارك الله فى عمل يلهى أو يشغل عن الصلاة».

وعلي الانسان ان يعي الفرف بين حقوق الله وحقوق العباد، وبين الواجب على الفور والواجب على التراخي وأن يعلم أيضا أن هناك فرقا بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة وأن هناك كثيرا من أعمال الدنيا ومصالح العباد تفوق فى أجرها قيام الليل وصيام النافلة وان المسلم الذى يجور على عمله ويهمل مصالح الناس بسبب صلاته أو صيامه هو بالأساس يسيء إلى الصلاة والصيام وبل وإلى الإسلام بشكل عام
وهو بهذا ينقل صورة سلبية لغير المتدين فضلا عن غير المسلم ويكون عنصر تنفير من الدين
والأصل فى المسلم أن يكون عنصر جذب للإسلام لهداية غيره بحسن سلوكه وخلقه .. وكما قال سيدي وسيد ولد ادم صلي الله عليه وسلم (انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. )

Related posts

Leave a Comment