لمحة تاريخية لمن لا يعرف القوات المسلحة المصرية

لواء أح/ فؤاد يوسف فيود

لقد تأسس الجيش المصري الحديث إبان حكم مُحمَّد علي باشا الذي يعتبر مؤسس مصر الحديثة حيث كون جيشا من المصريين لأول مرة بعد فترة ظل الجيش فيها حكرا على غير المصريين وخاصة المماليك حيث بدأ مُحمَّد علي ببناء أول مدرسة حربية تقوم بإعداد الجنود والضباط على الطراز الحديث عام 1820 بمدينة أسوان وقام بإنشاء العديد من الترسانات لتمويل الجيش بأحدث المعدات كالبنادق والمدافع والبارود واستعان مُحمَّد علي باشا بالقائد الفرنسي الشهير سليمان باشا الفرنساوي الذي أقام في مصر لتأسيس هذا الجيش الذي أصبح أحد أقوى جيوش المنطقة في فترة وجيزة فغزا عدة مناطق في المنطقة حيث وجه مُحمَّد علي حملاته إلى جزيرة رودس وإلى بلاد الحجاز لمواجهة الدولة السعودية الأولى بقيادة ابن مُحمَّد علي(إبراهيم باشا)، وقام بإرسال حملات إلى اليونان لمواجهة الثورات اليونانية ولكنه فشل بسبب تدخل كلا من إنجلترا وفرنسا وروسيا لنجدةاليونانيين مما أدى إلى تدمير معظم الأسطول البحرى المصري في نفارين العام 1827 مما أدى إلى إعادة بناء الأسطول من جديد .كما انتصر الجيش في حروبه ضد العثمانيين مرتين وفتحت أمامه ابواب القسطنطينية .كان التجنيد إجباريا أيام مُحمَّد علي وكان تعداده 55 ألف جندي وكانت تحت قيادة قائد واحد وهو إبراهيم باشا.

درك مُحمَّد علي ان ثروة البلاد والمحافظة على كيانها المالى من أكبر دعائم الاستقلال، لأن العمران مادة التقدم، والثروة الأهلية قوام الاستقلال المالى، ولايتحقق الاستقلال السياسى مالم يدعمه الاستقلال المالى والاقتصادى، لذلك كان أول ماهدف إليه في سياسته اصلاح حالة البلاد الاقتصادية، وانشاء اعمال العمران لتنمو ثروتها القومية، وتتوافر الاموال اللازمة للتسليح وانشاء المصانع وغيرها. وقد تولى مُحمَّد علي بنفسه تنفيذ هذه السياسةالحكيمة، بعزيمة حديدية، وبذل في ذلك جهودا جبارة حتى خلف اعمالا ومنشئات يزدان بها تاريخه، فشملت البلاد موجة من النهوض الزراعي كفلت لها الرخاء والموال الطائلة التي امكن بفضلها الاحتفاظ بقوات عسكرية كبيرة. ويكفينا ان نمر في عجالة قصيرة على مانشىء في عهد مُحمَّد علي من ترع وجسور وقناطر اهمها القناطر الخيرية، وتوسيع نطاق الزراعة والانقلاب في زراعة القطن الذي يعتبر عماد الثروة في مصر، وزراعة الزيتون والنيلة والخشخاش ، وكذلك انشاء مصانع الغزل والنسج والجوخ والحرير والصوف والكتان والحبال والطرابيش ، ومعامل سبك الحديد والالواح النحاسية، والسكر والصابون، لندرك مدى ماكانت عليه سياسة مصر العسكرية من سعة افاق اهدافها التي كانت ترمى إلى جعلها دولة صناعية زراعية نامية الثروة زاهية العمران زأخرى القوى العسكرية، يمكنها ان تحقق مبدأ الكفاية الذاتية لقواتها لتصون استقلالها.

بداية الجيش المصري الحديث

بعد أن أغتيل الرئيس السادات -رحمه الله- تولي بعده محمد حسني مبارك البلاد والذي عين لسبب ما نائباً للسادات -رحمه الله-.بدأت قيادة القوات المسحلة المصرية آنذاك بإعادة بناء وتطوير العسكرية المصرية بعد الحروب المتتالية -ولكن زادت في الآونة الأخيرة الصناعة المدنية التابعة للجيش- فتم آنذاك زيادة تعداد أفراد الجيش المصري ، وطبقا للمساعدات العسكرية التي تلتزم الولايات المتحدة بإعطائها إلى مصر حسب معاهدة كامب ديفيد تم تطوير تكنولوجيا الاسلحة السوفيتية القديمة وتمت إضافة العديدة من الأسلحة الأمريكية كبديل أو كإضافة للسوفيتية المتهالكة.

أسرى إسرائيليين في قبضة الجيش المصري من معركة نيتسانيم في 7 يونيو 1948
كانت قيادة القوات المسلحة اتجهت للتصنيع فبدأت مصر في تصنيع بعض أسلحتها وأضافت العديد من التطويرات إلى أسلحة مصنعة بالخارج وتعد طائرة التدريب K8E الانجاز الأهم بالنسبة للصناعة الحربية الجوية .للقوات البرية تم تصنيع الدبابة أبرامز -بموافقة أمريكية- بنسبة 95% وأيضا المدرعة فهد بنسخها المتعددة. ومن أبرز القطاعات التي تهتم به الصناعة الحربية المصرية هو سلاح الصواريخ الإستراتيجية فتم تصنيع عدة صواريخ يعتبر أبرزها سكود والذي تم تصنيعه بالتعاون مع العراق وكوريا الشمالية. بالنسبة لصناعات الدفاع الجوي فهي غالباً ماتكون عبارة عن مئات التطويرات والتعديلات إلى أسلحة مصنعة بالخارج لتناسب الحاجة العسكرية المصرية.

في فترة حكم مبارك اقتصر دور المصري على فض بعض المناوشات على الحدود مع دول الجوار العربية فقط مثل ليبيا والسودان وحرب الخليج الأولى، وشاركت مصر في قوات حفظ السلام كمعظم دول العالم. وهو ما أثار تساؤلات حول تغيير العقيدة العسكرية المصرية ليصبح رغم قوته نظريا غير قادر على المشاركة في صراعات مع دول ذات قوة عسكرية حقيقية، بالإضافة إلى ظهور صناعات مدنية عديدة شككت في كفاءة الصناعة العسكرية المصرية وأيضاً اتجاه غالب الظاهرين من الضباط إلى العمل البيروقراطي ورغبتهم في عمل ثروات وامبراطوريات خاصة لانفسهم داخل القوات المسلحة وتسخير مجندي الجيش من أبناء الشعب لأغراض خاصة وازداد في فترة مبارك الأخيرة صراع خفي بين القوات المسلحة والشرطة المدنية -التي استخدمها الحزب الوطني الحاكم آنذاك و الذي تم حله بعد ذالك ….

اعزائي المتابعين اينما كنتم ….

هذه لمحه سريعه ومختصره عن جيشنا المصري العريق أو بالاحري قواتنا المصريه المسلحه التي هي تعد بمثابة الدرع الفولازي الواقي لجمهورية مصر العربيه ولدولنا العربيه الشقيقه قاطبتا

Related posts

Leave a Comment