بقلم الداعيه الاسلامي الشيخ وائل ابو جلال
السحر لغة:
1- قال الليث: السحر عمل يتقرّب فيه إلى الشيطان، وبمعونة منه،
2-وقال الزهري: أصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره، فكأن الساحر لما رأى الباطل في صورة الحق، وخيّل الشيء على غير حقيقته، قد سحر الشيء عن وجهه، أي صرفه
3-وقال الجوهري: والسحر الأخذة، وكل ما لطف مأخذه ودقّ، فهو سحر وسحره أيضا بمعنى خدعه
4-وقال القرطبي: السحر أصله التمويه بالحيل، وهو أن يفعل الساحر أشياء ومعاني، فيُخيّل للمسحور أنها بخلاف ما هي به، كالذي يرى السراب من بعيد فيُخيّل إليه أنه ماء، وهو مشتق من سحرت الصبي إذا خدعته،قال لبيد:
فإن تسألينا فيم نحن فإننــــا عصافير من هذا الأنام المسّحـــــر
السحر شرعاً:
1- قال فخر الدين الرازي: السح في عرف الشرع مختص بكل أمر يخفى سببه ويتخيل على غير حقيقته، ويجري مجرى التمويه والخداع
2-قال ابن قدامة المقدسي: هو عقد ورقى وكلام يتكلم به أو يكتبه، أو يعمل شيئا يؤثّر في بدن المسحور، أو قلبه أو عقله، من غير مباشرة له، وله حقيقة، فمنه ما يقتل ومنه ما يمرض وما يأخذ الرجل عن امرأته، فيمنعه وطأها، ومنه ما يفرّق بين المرء وزوجه، وما يبغّض أحدهما إلى الآخر، أو يحبب بين اثنين
3-وقال ابن القيم: هو مركب من تأثيرات الأرواح الخبيثة، وانفعال القوى الطبيعية عنها
إذا.. فالسحر هو اتفاق بين ساحر وشيطان،على أن يقوم الساحر بفعل بعض المحرمات أو الشركيات،مقابل مساعدة الشيطان له وطاعته في ما يطلب منه.
ويقول العلماء والباحثون: إن السحر قدرة تتوفر عند بعض الناس، فيستطيعون بها التأثير في غيرهم، أو فيما حولهم، وهذا التأثير يكون ماديا في بعض الأحيان، ووهميا في أحيان أخرى، ويقول آخرون: إن السحر عمل يؤدي إلى نتائج تتعارض مع قوانين الطبيعة والمنطق المألوف.
وقالوا أيضا: إن السحر فن له آثار لا يمكن إنكارها، وإن كان هو نفسه غامضا لأنه يستند إلى قوانين غيبية، غير قابلة للقياس، أو التحليل أو التفسير، أما علماء النفس.. فذهب بعضهم إلى أن السحر قدرة متفوقة على الإيحاء، يستطيع من يملكها نقل أفكاره، وتصوراته إلى عقول الآخرين فيرون ما يريد لهم أن يروه. وذهب بعضهم إلى أن هناك ظواهر لا يزال العلم عاجزا أمامها، لأنها فوق المستوى النفسي المحسوس، وتحتاج إلى منهج جديد للتفسير، لم يتوصل إليه العلم بعد..ومن هذه الظواهر السحر