الجمهورية اليوم
يركز هذا النمط من العلاج السلوكي على الدوافع الشخصية، وعلى الأشياء التي يريدها الشخص لنفسه في حياته الشخصية، مثل العيش بصحة لفترة تكفي
لرؤية أحفاده وهم يكبرون، بدلا من التركيز على أهداف سطحية مثل أن يصبح قياس ملابسه أصغر أثناء حضوره حدث كبير أو الوصول لوزن معين على الميزان.
كشفت دراسة جديدة أنه يمكن للمرء تعلم المهارات اللازمة لقول «لا» للانغماس في الطعام، فضلا عن التمسك بدوافعه وحماسه للحفاظ على قول «لا»، من خلال ما يسميه الباحثون العلاج السلوكي المعتمد على القبول.
وتقول سوزان ماكويلان، أخصائية الصحة والتغذية في مدينة نيويورك والمحررة السابقة في مجلتي ريدار دايجست وأمريكان هيلث إن الخطوة الأولى وفقا للدراسة، هي القبول بأن فقدان الوزن لن يكون أمرا سهلا وأنه سيكون على الشخص تقديم تضحيات حتى يحقق النجاح.
وتضمنت الدراسة- التي نشرت مؤخرا في مجلة البدانة إجراء تجربة سريرية عشوائية تشمل 190 من الرجال والنساء الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، حيث وجدت التجربة أن المشاركين الذين تلقوا علاجا سلوكيا يعتمد على الرفض، فقدوا أكثر من 13 % من وزنهم الأصلي خلال سنة.. مضيفة، أن هذا يعني، أن الشخص الذي يزن 82 كيلوجراما على سبيل المثال، سيفقد حوالي 10 كيلوجرامات من وزنه، مشيرة إلى الأشخاص الذين تلقوا علاجا سلوكيا تقليديا، فقدوا في المتوسط ما بين 5 إلى 8 % من وزنهم خلال سنة.
وأشار الباحثون إلى أنه يتوجب على الشخص الذي يرغب في خسارة الوزن أو الحفاظ على ثبات الوزن، محاربة المحرك البيولوجي الطبيعي لتناول الأطعمة
الشهية والمشبعة بالدهون، وهو الأمر الذي يجعل عملية فقدان الوزن والحفاظ على ثباته أكثر صعوبة لما سيعانيه المرء من الرغبة الشديدة واشتهاء أطعمة
معينة، وآلام الجوع، ومشاعر الحرمان، فضلا عن اتخاذ خيارات صعبة لن تجعله سعيدا، مثل تناول قطعة من الفاكهة بدلا من قطعة من الكعكة.
وتوضح الدراسة أن الأمر الذي يساعد في نجاح هذه العملية، هو قبول حقيقة أن فقدان الوزن هو تحد كبير، إلى جانب تعلم المرء المهارات التي يحتاج إليها
لمساعدته على محاربة المحرك البيولوجي، ومقاومة تلك الأطعمة، والابتعاد عن الإغراء.. بالإضافة إلى التركيز على النظام الغذائي وممارسة التدريبات
الرياضية، لذلك يبدأ العلاج السلوكي القائم على القبول بالاعتراف بأن خسارة الوزن هي عملية شاقة ومرهقة.
ويستخدم هذا النهج التدريب الذهني، أو ما كان يطلق عليه في السابق «تعديل السلوك»، لتعليم الشخص مهارات إضافية يحتاج إليها خلال عملية فقدان الوزن،
فضلا عن تعلم عادات صحية جديدة، والالتزام بتلك العادات الجديدة حتى تصبح عادات متأصلة عنده.
وتخلص الدراسة إلى أنه بغض النظر عن الطريقة التي يستخدمها الشخص في محاولة لإنقاص وزنه، فإنها لن تنجح إلا في حالة تغيير الشخص لعاداته في الأكل وممارسة الرياضة بشكل دائم، وتقول الدراسة إنه إذا كان الشخص يعتمد على معالج أواختصاصي تغذية، في مسألة خفض الوزن الزائد، فعليه أن يتحدث معهم حول هذا النهج، وفي غضون ذلك، يمكنه البحث بعمق داخله لإيجاد دوافعه شخصية، وأن يقبل بأن الوصول إلى هدفه ربما لن يكون سهلا.