للدكتور حسن عبد العال كلية التربية جامعة طنطا
متابعة ..احمد عبد الحميد.
هل يمكن للمرأة أن تكون عاشقة ، كما هو الرجل ؟ وأن تسعى لاستمالة من تحبه ؟
سؤال بحثت عن جوابه لدى أصحاب الخبرة من المفكرين ، وحاولت بالقراءة استنطاق تجربة اثنين من أعلام الفكر ، أحدهما كان يعلن موقفا سلبيا من المرأة ، ومع ذلك لم ينج من الاحتراق بلهيب الحب ،هو المفكر العظيم عباس محمود العقاد ، والآخر هو الدكتور صادق جلال العظم الذى كتب فى الحب ، نافيا فيما كتب أن يكون هناك ما يسمى بالحب العذرى .
والسؤال مرة أخرى : هل يوجد أى فارق أساسى أو نوعى بين المراة والرجل بالنسبة لعاطفة الحب ، أم انه لا يوجد ، وانما تصنعه الأفكار الموروثة والتصورات المسبقة المغروزة فى عقولنا وقلوبنا ، وتخلقه القيود والتقاليد الاجتماعية ؟
لقد ذهب عباس محمود العقاد إلى أنه يوجد فارق بين المراة والرجل يعود إلى الماهايات والطبائع الثابتة لكل منهما ، وأنه جوهر ثابت فى الطبيعة الإنسانية لا يفارقه ولا يتبدل مع تغير الزمان والمكان وتبدل المجتمعات ، والمبادرة العاطفية يملكها الرجل دون المرأة وأنها أى المرأة لا تملك أن تكون عاشقة أو معشوقة ، هى تملك فقط القبول أو الرفض وذلك معروف فى فطرتها .
غير أن الدكتور صادق جلال العظم يرى أننا اذا ضربنا صفحا عن العديد من الأفكار الشائعة وأنماط السلوك الفردية والاجتماعية الموروثة ، لا تضح لنا أن المرأة بحكم طبيعتها الإنسانية كالرجل تماما ، قادرة على أن تكون عاشقة ومعشوقة ، أى أنها قادرة على أن تسعى لاستمالة من تحبه من الرجال ، تبعا لميولها وتقديراتها وعواطفها ، بخلاف التقاليد الصارمة التى تفرض عليها ألا تختار الا فى دائرة من يختارونها ، وكأن حرمانها من حرية الاختيار والحركة والسعى نابع من طبيعتها الأنثوية لا من التقاليد الاجتماعية .
وهذا – أعنى ما ذهب إليه الدكتور العظم – صحيح ، فالمرأة بطبيعتها الإنسانية قادرة على أن تحب وتعشق ، وتختار فى أوسع الدوائر الممكنة أشخاصا لم يعيروها اى انتباه سابق على اهتمامها بهم ، ولم يبدوا نحوها ما يشعرها أنها مرغوبة بشكل خاص من قبلهم ،
انها قادرة فعلا على أخذ زمام المبادرة العاطفية كليا ، شأنها فى ذلك شأن بقية الناس ، وليس صحيحا ان كل ما هى قادرة عليه هو اما الاستجابة بصورة من الصور ، وإما الرفض والابتعاد
أن المرأة تشعر بالغبطة الخفية والارتياح العميق حين ينتقيها الرجل ليخصها اهتمامه العاطفى ، حتى لو لم تكن تنوى قبوله او لا تشعر بميل لمبادلته العاطفة بمثلها ، والسبب ان فعل الاختيار يجعلها تشعر بأنها محبوبة مرغوبة .
وليس ذلك وقفا على النساء ، فالرجل يشعر أيضا بمثل هذه الأحاسيس عندما يكون محط أنظار النساء ، حتى لو لم يكن فى نيته التجاوب العاطفى مع من اختارته .