بقلم دكتور/ اشرف المهندس
متابعه/ خالد الرزاز
قلعة قايتباى رمز من الرموز الأثرية في الاسكندرية من رموز المعالم السكندرى وما اصبحت عليه الان على الرغم من الأهمية التاريخية للقلعة، التي شهدت من الأحداث التاريخية ما لم يشهده مكانًا آخرغيرها، واهتمام حكام مصر بها على مر العصور، حيث زوِّدت بالسلاح والذخيرة المختلفة مع مرور الوقت، لتصبح بذلك درعًا لصد أي عدوانًا على مصر؛ نظرًا لموقعها الاستراتيجي، وكان هذا هو الهدف الأساسي من بنائها، حتى أن الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت كانت القلعة لها بمثابة بوابة الدخول لمصر والاستيلاء عليها، إلا إنها تشهد الآن من الأحداث ما لا يتناسب مع قيمتها التاريخية، حيث تحولت مؤخرًا لمجرد قاعة تقام بين جنباتها حفلات الزفاف.
وهى قد الصورةشيدها السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي، تقع القلعة غرب مدينة الإسكندرية، وقد شيدت عام 1477م في نفس موقع منارة الإسكندرية التي انهارت إثر زلزال، واستغرق بنائها نحو العامين.
وتحاط القلعة من ثلاثة جهات بمياه البحر الأبيض المتوسط، وتتكون من ثلاث طوابق، يحتوي طابقها الأول على جامع وممرات دفاعية، أما طابقها الثاني فيحتوي على حجرات داخلية وممرات وقاعات، ويشمل طابقها الثالث على مقعد مخصص للسلطان قايتباي، كما يوجد فرن لإنتاج خبز القمح، وطاحونة لطحن الغلال حيث الجنود المقيمين في القلعة.
وكان الهدف من بناء القلعة تلك الخطورة التي كانت تمثلها الإمبراطورية العثمانية على دولة المماليك في مصر، ونظرًا لموقعها وأهميتها فقد أولاها المماليك عناية كبيرة، وأبرزهم قنصوة الغوري الذي أمدها بكافة أشكال التسليح والحماية وعمل على تطويرها لتصبح أبرز الحصون الدفاعية لمصر من جهة الشمال.
ومع بداية حكم العثمانيين اختفت تلك العناية بها تدريجياً مما أدى إلى تدهورها كحصن عسكري، إلى أن جاءت الحملة الفرنسية على مصر واستولت عليها وعلى مدينة الإسكندرية ومن بعدها تم الاستيلاء على مصر، وذلك عام 1798 م. ولكنها ازدهرت مرة ثانية في حكم محمد علي، الذي عمل على ترميم أسوارها وإمدادها بالمدافع الساحلية، وبناء الحصون على طول الساحل الشمالي لمصر.ومع الاحتلال الإنجليزي لمصر، والذي كانت بدايته ضرب مدينة الإسكندرية في يوم 11 يوليو سنة 1882 م، تم العمل على تخريبها وظلت على هذه الحالة إلى أن ادرجتها لجنة صيانة الآثار العربية ضمن أعمالها عام 1904 م.