ميادة عبدالعال تكتب صناعة الدراما للبناء أم الهدم ؟!

الدراما العالمية والمصرية بشكل خاص لها تأثيرا بشكل واضح على المجتمع فالدراما تعمل على بث الرسائل والتي تريدها من خلال العمل الدرامي لتوصل أسهل للمستمع أو المشاهد من جميع الفئات الدراما في المجتمعات ؛ فمن المفترض إنها تعمل على زيادة الوعي بمشاكل هذا المجتمع ومحاولة تقديم الحلول المختلفة لها لتساعد صناع القرار في اتخاذ الحلول والبدائل الصحيحة للمشاكل والأزمات.

فتتنوع أفكار الدراما بين الأكشن والحواري العشوائية والقصص مأخوذة من الخارج التى لا تمثل المصريين. فإن الدراما بشكل عام إلا قليلا تعاني من حالة انهيار وتداعي مرعب ومستمر ومتفاقم ومتصاعد.

وفي مصر تركز الدراما علي سلبيات المجتمع، وعلي وجه الخصوص داخل الأسرة المصرية ، فالرجل إما أنه خائن ، والمرأة ضعيفة أو متسلطة ومهملة لأسرتها وتمضي وقتها في النادي أو الزينة. ولو كانت امرأة عاملة وجادة فلابد أن يتجه الرجل بعواطفه إلي أخري لأن زوجته تهمله بانشغالها في عملها.

والمشكلة الأخرى تكمن في الأبناء.. فالابنة غالبا متزوجة عرفيا. أما الابن فإنه إما منحرف وفاشل في الدراسة أو مدمن.

أصبحت الدراما مصدرا أساسيا من مصادر المعلومات والتأثير خصوصا علي الشباب أو حتي الكبار محدودي الثقافة. وتركز الدراما علي تبرير هذه السلوكيات المنحرفة والخاطئة.

أما الكليبات التليفزيونية ؛ فهناك إجماع علي أنها لا تليق بعادات وتقاليد المجتمع المصرى تكمن خطورة الدراما في تأثيرها علي الإنسان خاصة لو كان محدود التعليم أو الثقافة، ولو وجد تشابها بما يراه علي الشاشة مع مايعيشه في الواقع فيمكن أن يصل إلي نتائج في حياته الواقعية تشبه التي رآها علي الشاشة في معظم الأحيان.

لذلك للأفلام تأثير علينا سواء كان بشكل إيجابي أو بشكل سلبي على الكبير والصغير لأن الأفلام السينمائية ككل ترسم وتحاكي واقع نتعايشه ونعاصره فمن الطبيعي أن تترك فينا بصمة .

وهناك أفلام تعلمنا مبادئ نتخذها في حياتنا وأيضا تعلمنا شتى الطرق في التعامل والعادات ولكن يبقى علينا أن ننظر إلى مانأخذه  فمازلت هذه الأفلام تشكل خطورة على عقول الكثير منا لأنها تعتبر من أسهل طرق توصيل الأفكار فليس كل مايأتي في الفيلم يكون حسناً .

قد يكون للسينما والدراما بشكل خاص دور في تقدم أي بلد في العالم بشرط أن يقف خلفها مفكرين وسينمائيين مؤمنين بدورها ولديهم القدرة الفكرية والسينمائية على تفعيل دورها بإنتاج أفلام تحمل رسالة ولا تكون بعيدة عن شروط السينما والدراما ، وهذا بدأ ينحسر في العالم كله فهي الأن إلا فيما ندر صناعة تجارية لا علاقة لها بأي فكر إلا الموجه من قبل من يديرها ولمصالحه فقط . ومن هنا يأتى السؤال صناعة الدراما للبناء أم الهدم ؟؟

Related posts

Leave a Comment