الفقراء بين الآلام و الآمال

[ad id=”66258″]
#عبدالحميدشومان
إن المعاني التي تدّل عليها كلمة الفقر هي النقص والحاجة وكلاهما يؤديان بالإنسان إلى الذل والانكسار الذي يتسلل للنفس ثم الجريمة ثم الي مصير معلوم اما السجن او الموت وغيرها .
وهنا اتناول بإيجاز المشكلة وطرح بعض الحلول التي ربما ستساعد في تخفيف هذه المشكلة الفقر للإنسان وللشعوب كالمرض والغنى بالمال كالصحة وهما مقدران من عند الله فإذا أراد المؤمن الغنى يسرهالله له وإذا أراد الفقر يسره الله له وأصل القضاء عند الله لا ينافي جزيئاته ، فقد يكون العبد غنياً عند الله لكن بعد أن يمر بمراحل من فقر وعذاب ، وقد يكون فقيراً بعد أن يمر بمراحل الغنى .. والغنى ليس ممدوحاً لذاته ، والفقر ليس مذموماً لذاته .
فالبشر عموماً والمسلمين خصوصاً يعلمون أن الغنى والفقر بيد الله ، وقد يكون الفقر للإنسان خيراً بعكس الغنى الّذي ربما يكون للإنسان شراً ، لكن اليأس الذي يسيطر على صدور بعض الفقراء يدفعهم إلى التفكير بأي وسيلةّ تدرّ عليهم المال وعند عدم القدرة على جلب المال يبدؤن في التمرد وطرح الكثير من الأسئلة التي يوسوس لهم الشّيطان بها ، ويبدؤن في التّخيلات والتحليلات التي لا تحل المشكلة بل تزيدها تعقيداً وصعوبة .
فمن الأمثلة الكثيرة التي تتبعها أسئلة أكثر تدور في خلد أغلب الفقراء حيث الوجوه البائسة والأطفال الذين يصرخون من شدة الجوع احيانا والرجال الذين بلغوا من الكِبَرِ عتياً ينتظرون من يدق أبوابهم من أجل إعطائهم لقمة العيش ليتابعوا ما تبقى لهم من حياة تلك المشاهد التي تتكرر ربما كل يوم وليس في ذهني منطقة جغرافية بعينها ولكنه يحدث كل يوم هل أصبح الفقر قدراً مكتوباً علي البعض أم أن البعض خلقوا فقراء ولا يستطيعون تغيير ما خلقوا عليه ؟ لماذا ينام الغني على وسادة من ريش ؟ والفقير يحلم بكسرة خبز ؟ كل هذه التساؤلات يطرحها الفقراء الذين يبحثون عن حل لما يمرون به .

وفي العموم الفقر موجود في كل الشعوب ولكن بنسب متفاوتة كأنه من خصائص المجتمعات إلا أن الفرق يبقى في درجة الفقر ونوعية الفقر ونسبة الفقر من كل مجتمع ولا نستطيع التخلص منه لأنه موجود منذ زمن حتى قال عنه عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – لو كان الفقر رجلاً لقتلته ” ولكن لم يعد رجلاً بل أصبح امرأةً وطفلاً لأن حالة البؤس التي ربما وصل إليها البعض قد شملت مجتمعات كثيرة. 

[ad id=”1177″]
إن القضاء على الفقر لا يمكن أن يكون بضربة عصا سحرية فالأمر يتطلب اتخاذ تدابير على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والأمر يتطلب من جميع الحكومات وجميع الناس أن يفكروا ويقرروا ويعملوا معاً لمكافحة الفقر .
ربما لا نستطيع التخلص منه ولكن يمكن الحد منه من خلال وسائل معينة ألا وهي : أن يكون المواطن صاحب مبادرة من خلال البحث عن مصدر للعيش ولو بشيء بسيط قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم ” لأن يحتزم أحدكم حزمة من حطب فيحملها على ظهره فيبيعها خير له من أن يسأل رجلاً يعطيه أو يمنعه” والصدقةُ تساعد الفقراء وتزيد الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع و تَجبُر ما كان فيه من نقص وخلل وعلى كل مواطن في مجتمعه النظر بعين الرأفة والرحمة إلى الفقراء داخل موطنه و محاولة التكفل والاهتمام بأسرة فقيرة واحدة والعمل على فتح دورات التأهيل والتدريب وتنمية الخبرات وبث روح المنافسة فيهم .
كما يجب على ضمائرنا الصحوة من غفلتها لأن الفقراء يدفعون الثمن نقدا ويضحون بصحتهم التي لا تقدر بثمن فمن بلاد الفقر أتى العظماء والى المعالي صعدوا .
[ad id=”87287″][ad id=”87287″]

Related posts

Leave a Comment