بقلم الشيخ السيد العباسي
لنعلم احبتي ان الرضا ليست كلمة نقولها لنثبت بها لغيرنا أننا راضين بقضاء الله تعالي
وإنما هي منزلة عظيمة وإحساس للإنسان لايصل اليه الا اذا أحسن الظن بالله في كل أمور الحياه
فالرضا هو التسليم وسكون القلب وطمأنينته بقضاء الله سبحانه فكل قضائه عدل وخير وحكمه
وهنا أقول لأحبابي
اذا سألتك سؤال هل أنت راض بقضاء الله ؟
ستقول وهل عندك شك !
أقول قبل أن تُجيب
هل نزعت من قلبك جزور الشر من حقد وغل وبغضاء وكبر وخيلاء وغرور وظلم للغير وشماته وحب النفس ؟
ثم عقدت نيتك لله تعالي علي إجتناب مانهي الله عنه قدر المستطاع ثم تبدأ في طاعتك لله وقربك منه سبحانه ؛ الذي أنعم عليك بكل نعمه واهمها نعمة الإسلام.
وعرفت أن الأمر لايتطلب جهدا كبيرا وإنما معرفتك بالله تُهون عليك الأمر حتي تصل الي غاية الرضا الحقيقي
عليك أن تُشفق علي نفسك فيما فات من عمرك بدون فائده وكسب أجر علي إبتلاءات لم تكن راضيا عنها وضاع عليك أجرها من الله.
وأيضا اذا توصلت الي الحقيقه ستشفق علي من حولك لأن الله لم يُعطهم نعمة الرضا التي اعطاها لك
ومن هنا ستنظر الي نعمة الرضا وتعيش في إطمئنان وسعاده.
وتعلم ان الدنيا دار بلاء وإختبار فيها قد يُكرم المرء أو يُهان فمن رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبسيدنا محمد نبيا ورسولا فقد فاز بأعلي درجات الإيمان ومن تسخط علي قدر الله وأساء ظنه بالله فقد باء بالخسران
قال تعالي (وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون )
وعن أنس رضي الله عنه قال سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إن عِظم الجزاء من عِظم البلاء وإن الله تعالي اذا أحب قوما إبتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط) رواه الترمذي
وختاما
كيف يقول عبد انا راض بقضاء الله وهو لايطيع ربه ولايصلي ولايزكي ولايصل رحمه
إن الراضي بقضاء ربه وقدره يتوكل علي الله حق توكله ؛ مُفوض أمره لله ويحمد ربه علي السراء والضراء ودائما يُحسن الظن بالله وأن ماقدره الله له خير دائم الإتهام لنفسه بالتقصير في حق الله تعالي
إذا وصل العبد الي هذه الدرجه فقد عرف حقا معاني الرضا بقضاء الله
وساعتها سيعيش في فرحة وسعاده
ولو سألناه هل انت راض بقضاء الله بحق ؟
هنا سيستطيع الإجابه لأنه عرف معاني الرضا بقضاء الله