الأخوة والأصدقاء طبتم حيث كنتم .. وطابت أوقاتكم بكل خير: أتدرون أحبتى ما هو صدق الصدق؟! .. هى صفة من أعظم الخلائق التى يمكن أن يتصف بها إنسان .. وهى صفة الأنبياء جميعهم وأولهم الصادق الامين محمد عليه الصلاة والسلام. وقد ترددت كثيراً فى الكتابة عنها لأسباب أولها لأنها لصيقة الإرتباط بالصدق بل وتُعَّرف دائما على أنها صدق الصدق كما ذكرت وإنى لأخاف أن لا يسعفنى قلمى فأقع فى براثن خيانتها .. وثانيها فهو الخوف الذى يتملكنى عندما أتذكر أن المولى سبحانه وتعالى قد عرضها على اكبر خلائقه فأبين أن يحملنها ذلك لثقل عبئها وعظم مسئوليتها لوجودها فى كل أمور حياتنا بداية من حق الله علينا بتوحيده وإفراده بالعبادة بإتباع أوامره والبعد عن نواهيه .. ومرورا بنعمه علينا من سمع وبصر وصحة ومال وعمل .. ونهاية بحقوق العباد من ودائع وأموال وأسرار وأعراض. إنها الأمانة أحبتى والتى يندرج تحتها كل أمور ديننا ودنيانا والتى إن إستطعنا الحفاظ عليها ملكنا ركناً من أربعة لا يساويه شيئٌ فى الدنيا مصداقاً لقول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ” أربعٌ إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا : صدق الحديث، وحفظ الأمانة وحسن الخلق وعفة مطعم ” .. وأما إذا ضيعناها بإسناد الأمر إلى غير أهله كما أخبرنا رسول البشرية فعلينا أن ننتظر الساعة .. اللهم إنفعنا بما علمتنا، وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علماً يا أرحم الراحمين.
واحــــة المختار ” صدق الصدق ” بقلم د/ أحمـــد مختار
