[ad id=”66258″]
بقلم\ مي يوسف
لسبب أو لأخر يختار الزوجان الانفصال ويذهب كلاهما لحال سبيله ، غير أن هذا القرار لا يمسهما وحدهما ، فهناك أطراف أخرى تتأثر به و منها من يدفع الثمن من طمأنينته ومستقبله وربما صحته وهؤلاء هم من يطلق عليهم ضحايا الطلاق . و يعد الأطفال أول من يتأثر بقرار الأبوين بالانفصال ، حيث يفقدون البيت الآمن للحياة و يفقدون في الوقت ذاته التربية الصحية التي تؤهلهم لمواجهة الحياة ، فضلا عن أنهم وفي معظم الحالات يفقدون احترامهم لأبويهم نتيجة ما يحيط بعملية الانفصال من مشاكل و تقولات من هذا الطرف أو ذاك ، سيما إذا كانت لديهم القدرة على إدراك ما يحيط بهم . وتؤكد الإحصائيات مؤخرا أن 9 ملايين طفل يدفعون ثمن البعد عن أحضان الأب أو الأم وهذا ما يقودنا للحديث عن طفل الطلاق الذى يحاسب بجريمة لم يرتكبها، لم يطلب من أيهما الزواج من الآخر، كلاهما اختار الآخر، ثم كلاهما قرر إنهاء زواجهما، وعلى الطفل المشترك بينهما أن يستعد لويلات مابعد الانفصال المحفوف بالكره، إن (أطفال الطلاق) أسوأ حالا من الأيتام, فأطفال الطلاق يفتقدون الآباء والأمهات فى وقت واحد، لأن كلا منهما يذهب فى البحث عن شريك بديل يعطيه كل اهتمامه وأيضا لأن كلاً منهما، فى كثير من الحالات، يسعى للتخلص من ذكريات الحياة الزوجية الأولى وهكذا يصبح (طفل الطلاق ) وحيدا، فإنه فى معظم الحالات يشكل عبئا ثقيلا بالنسبة لزوج أمه أو زوجة أبيه.
[ad id=”1177″]
وأحيانا يكون سببا فى مشاكل الزواج الجديد, فتنشأ لدى الطفل صفات العدوانية، والحزن، والخوف والحيرة: مع من يعيش هل مع أمه أم مع أبيه ؟ أو كم يوما سيراه والده وكم يوما ستراه والدته؟ إن الطلاق يشتت الأسر ويهدم جدار المودة بينها و يؤثر على الأطفال سلبا فتتشتت الأسرة ويفتقد حنان الوالدين له لأنه سوف يعيش ضمن أسر أخرى ينتج عنه احتكاك وبغضاء وعداوة تسبب انعدام توازن الطفل , وقد يتسبب فى قصور فى التعليم والاجتهاد والتحصيل العلمي. ويؤدى إلى عدم تنمية مواهب الطفل نظرا لانشغال كل واحد من الوالدين بهمومه بعيدا عن أطفاله، ما يجعل الطفل يتحول إلى طفل عدوانى فيتحول من طفل بريء إلى منحرف فى المجتمع نتيجة غياب الموجه الرئيسى سواء كان الأب أو الأم فهم بعيدين عن الطفل, فمهما وجد الطفل من حنان من أحد والديه ومن أعمامه أو من أخواله فأن ذلك لا يغنيه عن حنان الوالدين معا وإحساسهما به وتشجيعهما له ولعبهما ومذاكرتهما له. إن تبعات هذه المصيبة الاجتماعية تكون أكثر وقعا بالنسبة لأبناء الفئات الفقيرة. فعلى العكس من الفئات الغنية يتنازع الأزواج المطلقون من هذه الشريحة.
[ad id=”87287″]
و يحاول كل واحد إلقاء مسؤولية الرعاية على الطرف الآخر. وحيثما استقر طفل الطلاق فى هذه الحالات، فإن راعيه بعض الأحيان لا يملك أموالاً لتلبية طلباته، ولا وقتا للاعتناء به .وهكذا فإن هذه الشريحة من أطفال الطلاق هم الذين يشكلون أغلبية أطفال الشوارع التائهين بين متاهات الانحراف هذا إذا لم ينضموا إلى قوائم تشغيل الأطفال الذى تحرمه القوانين الدولية المطالبة بتمتع الأطفال بحقهم فى التعليم. لكل ذلك لابد للوالدين أن يتخذا القرارات الصحيحة والسليمة فى حياتهم وألا تكون قراراتهم منفعلة ومستعجلة لأنها تقرر ليس مصير الوالدين فحسب وإنما مصير الأطفال بدرجة أساسية.