متابعي الافاضل
العلاج بالأعشاب عمره آلاف السنين لكن مع التقدم العلمي وصناعة الأدوية واستخدام المواد الكيماوية فيها تراجع الطلب علي هذا النوع من العلاج الذي عاد ليظهر بقوة مع انتشار الآثار الجانبية للعقاقير الطبية.
و ما بين اختفاء وظهور وطلب ضعيف وآخر قوي يبقي السؤال: هل العلاج بالطب البديل كما يطلقون عليه هو الآمن والأنسب؟ وكيف نستفيد منه؟ وهل الأعشاب التي يبيعها العطارون أو التي تباع علي الأرصفة صالحة للعلاج؟ وكيف يكتشف المواطن العادي ذلك ؟
قضية الأسبوع طرحت هذا الموضوع للإجابة عن تلك التساؤلات فتحت الملف للحصول علي إجابات عن هذه التساؤلات خاصة بعد تحذير وزارة الصحة مؤخرا من خطورة المستحضرات الطبية التي يتم الإعلان عنها في الفضائيات مؤكدة أنها تسبب مضاعفات لمستخدميها قد تؤدي إلي الوفاة خاصة إنها مجهولة المصدر ولا تخضع لأي رقابة أو تفتيش
الطب البديل
ونحن نري أن أكثر الأعشاب التي يتم الإقبال عليها ك الزنجبيل والعسل وحبة البركة والينسون والقرفة واللبان المسكر وجميعها ليس لها أية آثار جانبية ومفعولها أسرع من المواد الكيميائية التي تباع في الصيدلية.
ونحن نري ايضا أن هناك بعض الحالات لا يفيد فيها استخدام الأعشاب الطبية فبالتالي يتم استخدام المواد الكيميائية لكونها أسرع في العلاج فمثلا مريض لديه ضغط عال يلجأ إلي استخدام المواد الكيميائية لتسكين الألم مشيرا إلي أن نسبة قليلة هم من يستخدمون الأعشاب لأنها لم تصل إلي مرحلة يمكن للناس أن تستخدمها في كل الأوقات من استخدام الأعشاب للأطفال الصغار خاصة أن مفعولها بطيء.
ونشير ايضا إلي أن استخدام الأعشاب الطبية أحيانا يكون ايجابيا خاصة للأمراض المزمنة ولكن ندر استخدامها في الوقت الراهن لعدم الثقة من مصدر خروجها بالإضافة إلي أن بعض الأمراض يصعب استخدام الأعشاب فيها كالكحة والضغط ومرض السكر.
الطب التكميلي
ونؤكد ايضا أن كلمة الطب البديل تعد مصطلحا خاطئا فأصل الكلمة هي الطب التكميلي هو طب أصيل عرفه الإنسان القديم عندما كان يتعامل مع البيئة من خلال الاستفادة من العلاج بالشمس والمياه الكبريتية وحمامات الرمال والعلاج بأنظمة غذائية محددة مشيرا إلي أن أبوقراط أبو الطب كان يستخدم الطب التكميلي في كل الأمراض فإذا كان الشخص يعاني مشكلة في القولون يجعله( يسهل) وإذا كانت المشكلة في الجهاز الهضمي فينصحه( بالتقييء) أما إذا كانت في الجهاز التنفسي( يعطس) وإذا كانت في الجهاز الدوري فكان ينصح بعمل الحجامة من خلال اخراج الدم من الجسم وهو يعد أوضح الأدلة علي أن قدماء المصريين كانوا في أفضل صحة.
فعندما كان يشعر أحدهما بالتعب لا يأكل ويتبع نظاما غذائيا اسمه الحمية الغذائية فمريض القلب لا يأكل الدهون وكل ذلك مدون في برديات شهيرة( بردية أبرس) والتي تتحدث عن الأنظمة العلاجية عند قدماء المصريين ولكن بعد اكتشاف الآلات الجراحية وثورة العلم فبدأ العلاج الطبيعي يقل وبدأ الإنسان يلجأ إلي الأدوية الآمنة فالبنسلين أحد أهم المضادات الحيوية مستخرج من فطر نافع.
وجدير بالزكران الصيدليه العشبية المنزلية عرفتها الأسرة القديمة خاصة وأنهم لم يلجأوا إلي الطبيب إلا إذا استعصي عليهم الأمر وكانت( الجدة) في المنزل هي بمثابة الطبيب للأسرة بأكملها فكانت عندها صيدلية عشبية فكانت تستخدم الكراوية للرضيع والشمر للغازات والنعناع لألم الحيض عند النساء وزيت النعناع للمفاصل وكمادات المياه الساخنة والعلاج بكؤوس الهواء( الحجامة) وكانت تلك الصيدلية العشبية البسيطة توفر ملايين الجنيهات بالإضافة إلي المحافظة علي صحة المصريين من الأعراض الجانبية المصاحبة للأدوية خاصة أن مضاعفات المضادات الحيوية التي تستخدم دون ضابط تؤثر سلبا وتضعف مناعة الإنسان وهو ما يفسر كثرة الأمراض المناعية التي لم توجد من قبل, أما بالنسبة للصراع بين الطب الحديث والتكميلي فنقول إلي أنه عند العلماء لا يوجد صراع فالكل يكمل بعضه فالطبيب سابقا كان يكتب للمريض الدواء علي وجه الروشتة ويكتب الأطعمة التي يجب أن يتناولها في فترة العلاج لكن الآن الطبيب ليس لديه وقت حتي مريض الغضروف لا يكتب له أقصي حمولة يمكن ان يحملها وهذا بالطبع أثر سلبا علي المريض لأنه يأخذ الدواء دون إرشادات, إما العلاج العشبي الذي يباع علي الأرصفة في أكياس مجهولة لعلاج الكبد والضغط والسكر دون معرفة محتواه فهو يعد من الأخطاء الجسيمة في العالم كله خاصة وأنه غير آمن بنسبة100% وله أعراض جانبية إذا تم استخدامه بطرق خاطئة وقد يسبب العديد من المشكلات للمرأة الحامل, وان بيع الأرصفة يعرض تلك الإعشاب للتلوث والأتربة والأبخرة فضلا عن طرق تخزينه قد تكون خاطئة ومكوناته تكون مجهولة لمن يشتريه لذلك نحذر الناس إياكم والأكياس المغلقة
مشيرا إلي أن الحذر ينطبق أيضا علي الأدوية المباعة من الصيدلية لابد أن تحتوي علي النشرة الداخلية وتكون واضحة بخط مقروء وليس دقيقا لا يري بالعين المجردة خاصة وأن80% من الذين يتعاطون الدواء كبار السن ولديهم صعوبة في الرؤية, وأن أغلبية النشرات الداخلية يكون خطها صغيرا وغير سهلة الفهم فبعض المضادات تحدث احمرارا في البول كأحد الأعراض الجانبية وإذا لم يخبر الطبيب المريض بذلك فينزعج, مؤكدا ان الهلع والخوف أخطر من المرض نفسه لذلك يجب أن يكون العلاج تكامليا بداية من تشخيص المرض وإرشادات الطبيب والخط الواضح في الروشتة العلاجية وسهولة قراءة النشرة الداخلية لرفع كفاءة وصحة المرضي مطالبا بإعادة تدريس تلك الإرشادات والنصائح في كليات الطب والصيدلة والعلاج الطبيعي حتي يتخرج الطبيب ملما بكل الأمور ولا يتركها لمدعي الطب
والله الموفق والمستعان
دكتور/ هانني عبد الظاهر