كتب -محمود أبو مسلم
مدير مكتب الشرقيه
هيبة ورهبة تشق طريقها إلى المجالس العرفية، وبين أيدي رجال «القضاء الشعبي»، تتحول مئات القضايا المتداولة منذ عشرات السنين إلى أحكام تنتهي بالصلح،لتصبح مصاطب القرى ملاذًا آمنًا للفرار من ويلات الخصومات بين العائلات.
وفي حوار مع فارس المجالس العرفية الحاج أسر نادر جميل عمدة قرية ميت حمل مركز بلبيس بمحافظة الشرقية، يقول إن «الجلسات العرفية» تدخل في إطار المنصات القضائية الشعبية، يرأسها كبار العائلات وحكماء القرى والمراكز، وهى النهاية الحتمية لأي صراع عائلي أو طائفي في قرى المحافظة وان بعض العائلات تلجأ إلى كثير من تلك المجالس حقنا للدماء، أو خوفًا من صدور أحكام قضائية ضد أبنائهم التي تصل أحيانا إلى الأشغال الشاقة المؤبدة أو الإعدام.
ويضيف جميل ، بأن المجالس العرفية، تعد أهم اللقاءات المتداولة والأساسية لدى العائلات الكبيرة والمجتمعات الريفية إذ تحكمها أعراف متفق عليها بين الجميع ، حيث تضم شخصيات عامة كأعضاء المجالس النيابية ورجال الدين، ويشترط في اختيارهم أن يكونوا ممن يتمتعون بشعبية داخل وخارج قرى ومراكز المحافظة.
ويشير الحاج أسر جميل قائلا أما حضور الجلسات العرفية فيشهده عدد كبير من أهالي المنطقة التي يعقد فيها المجلس، ويتم دعوتهم من طرفي النزاع، ليكونوا شهودًا على الأحكام الصادرة، وفي البداية يطلب القائمون على إدارة الجلسة من الحاضرين الهدوء التام، ليبدأ كلُ من الطرفين في شرح أسباب النزاع، الذي قد يكون خصومة بينهم، أو نزاعا على أرض، أو اعتداء طرف على الآخر بسبب قصة حب نشبت بين شاب وفتاة او خلافات أسرية
وبعد انتهاء الجلسة وبعد الحكم يتم تسجيل محضر الجلسة مدون به أسماء أعضاء المجلس، والحاضرين من طرفي النزاع، وأقوال «المدعي» و«المدعى عليه»، والحكم الذي صدر، وفي حالة إخلال أحد الطرفين بقرارات المجلس، يتحمل شرطًا جزائيًا ماديآ والأقوى أن هذا المحضر العرفي يعتد به أمام النيابة العامة والمحاكم ، وعن القاضي العرفي أكدا عميد الجلسات العرفية أسر جميل القاضي العرفي تمسك بضرورة توافر عدة شروط لعضوية المجلس العرفي، منها أن يكون منتسبًا لكبار العائلات، ويتمتع بسمعة حسنة، ولم يسبق إدانته أو أحد أفراد عائلته في أي أحكام قضائية، وأن يمتاز بالحكمة التي تمكنه من حل المشكلات، وأن يعرف عنه الحزم والشدة
جموري العزيز تابعونا في لقاء اخر مع نجم من نجوم المجالس العرفية الحاج أسر نادر جميل وعمدة قرية ميت حمل.