اهم النصائح التي تساعدك على إنشاء مشروع صغير ناجح

 

بقلم-محمدعلاء خليل المستشار القانوني و الخبير في ريادة الأعمال وإدارة المشروعات
إنشاء مشروع صغير وتحقيق الاستقلالية المهنية هو حلم للكثيرين من شباب اليوم، هذا الحلم أصبح متاحًا اليوم للجميع تقريبًا. لكن هذا لا يعني أنّه لن تكون هناك عقبات، خصوصًا وأن المشاريع الصغيرة لديها معدل فشل كبير طبقا لاحصائيات السوق المصري إذ أنّ حوالي نصفها يفشل في السنوات الخمس الأولى. لذا سيكون عليك أن تشق طريق مشروعك وتحل المشاكل التي تعترضه وفقًا لأهدافك وإمكانياتك.
اليك مفاتيح تحقيق النجاح في مشروعك باتباع بعض السمات العامة التي تميز المشاريع الناجحة عن غيرها، فما هي؟
1- ضع خطة عمل business plan
سبب فشل المشاريع الصغيرة غياب التخطيط لذا فأول شيء عليك فعله -حتى قبل أن تبدأ العمل على إنشاء مشروع خاص بك هو التخطيط لكل صغيرة وكبيرة في المشروع، وتمحيص فكرة المشروع والتحقق من أن المنتجات أو الخدمات التي تريد تقديمها مطلوبة في السوق. وتتألف خطة العمل من عدة محاور، أهمها:
• تحليل السوق: للتحقق من أنّ منتجاتك وخدماتك تلبي حاجة حقيقية في السوق.
• تحديد الشريحة المستهدفة: على الأرجح أنّ لديك فكرة أولية عن العملاء الذين تستهدفهم، حدد الشريحة الديمغرافية المستهدفة بوضوح، مثل السن والجنس والمنطقة الجغرافية والوضع المادي والاهتمامات وغير ذلك.
• تحليل المنافسة: للتحقق من أنّ لديك القدرة على المنافسة وكسب العملاء.
• خطة التسويق: تشمل الملامح العامة لاستراتيجيتك التسويقية.
• مصادر التمويل: ينبغي أن تتحقق من أنّك قادر على توفير الموارد المالية لإنشاء مشروعك، خاصةً في المراحل الأولى منه.
• تحليل المخاطر: تحليل المخاطر المحتملة التي قد تؤثر على مشروعك مثل: تقلبات أسعار العملات التي يتم تداولها في السوق مثل الدولار و الجنيه المصري أو أسعار الصرف أو الكوارث الطبيعية وغيرها و الظروف القاهرية مثل وباء الكورونا و غيره
2-تحديد اهداف المشروع
بعد أن تضع خطة عمل لإنشاء مشروعك أو شركتك وقبل أن تبدأ العمل بها، عليك أن تجيب على السؤال التالي: كيف أعرف إن كان مشروعي ناجحًا بعد 6 أشهر أو سنة من الآن؟ هذا السؤال مهم للغاية.
وأفضل طريقة للإجابة عليه هي عبر تحديد أهداف واضحة للمشروع منذ البداية. هذه الأهداف ستكون بمثابة الخط المرجعي الذي تقيس نسبةً إليه مدى نجاح مشروعك.
تحديد الأهداف ليس بالسهولة التي تعتقد، فالعبرة ليست بكتابة قائمة عشوائية من الأهداف، التحدي هو كتابة أهداف واقعية وطموحة ومدروسة و لا ينبغي أن تكون الأهداف أكبر من اللازم وغير واقعية، بحيث يكون الفشل في تنفيذها محتومًا، وتُؤدي إلى إحباطك لاحقًا. كما لا ينبغي أن تكون الأهداف صغيرة سهلة، فهي في النهاية شكلًا من أشكال التحدي لك ولفريق العمل.
من المقاربات الشائعة لتحديد الأهداف في مجال الإدارة مقاربة الأهداف الذكية (S.M.A.R.T Goals)، وهي مقاربة ترى أنّ الأهداف المثالية هي الأهداف التي تتوفر فيها الشروط الخمسة التالية:
1. محددة (specific): ينبغي أن تكون الأهداف محددة بوضوح ولا غموض أو لبس فيها.
2. قابلة للقياس (measurable): ينبغي أن تكون الأهداف قابلة للقياس حتى تكون قادرًا على التحقق من مدى التقدم المُحرز.
3. قابة للتحقيق (Achievable): قد يغمرك الحماس، وتقرر أن تحقق أهدافًا عظيمة وتفعل كل شيء. ولكنّ الحقيقة أنّ تحديد أهداف في متناول اليد، ثمّ تحقيقها خيرٌ من تحديد أهداف عظيمة تعجز عن تحقيق أيّ منها.
4. ذات صلة (Relevant): ينبغي أن تكون الأهداف على صلة مباشرة بما تريد. لا تضع أهدافًا غير ضرورية، فذلك سيشتت تركيزك، ويستنزف وقتك الذي قد يكون الأولى أن تنفقه على الأمور الضرورية.
5. تحقيق الهدف محدد بتوقيت معين : ينبغى أن تضع أجلًا للأهداف التي تعتمدها حتى لا تسقط في فخ التسويف. وقبل اعتماد أيّ هدف، ينبغي أن تحدد موعده النهائي بدقة ووضوح

ادارة الوقت
يقضي الناس وقتًا طويلًا في إدارة أموالهم والاقتصاد فيها، وينسون أنّ رأس مالهم الحقيقي هو الوقت. ولعل أكثر ما يميز الأشخاص الناجحين عن غيرهم هو أنّهم يحسنون ادارة الوقت ويستغلونه أحسن استغلال. إذ يستثمرون أوقاتهم في تطوير أنفسهم وتنمية خبراتهم، وتحويل أفكارهم إلى مشاريع، ثم تنمية تلك المشاريع وتطويرها. وهذه بعض النصائح لإدارة الوقت
• احترم الوقت: ينبغي أن تنظر إلى الوقت باعتباره موردًا نادرًا ومهمًا، وتحسن استثماره.
• أدر نفسك لا وقتك: لا تقل إنّ اليوم قصير ولا يكفيني، المشكلة ليست أبدا في الوقت. إن وجدت أنّك متخلف عن جدول العمل، فعلى الأرجح أنّ الخطأ منك، وأنّك تضيّع الوقت في أشياء لا تفيد.
• حدد أولوياتك: ليست كل الأنشطة متكافئة، بعضها أهم من بعض، حدّد أولوياتك، وابدأ بها.
• تجنب تعدد المهام: يحسب البعض أنّهم إن عملوا على أكثر من مهمة في الوقت نفسه، فسيرفعون إنتاجيتهم. للأسف هذه الخرافة شائعة بين الناس كثيرًا، والحقيقة أنّ الكثير من الدراسات تنقض هذا المعتقد، بل إنّها تثبت العكس تمامًا. إذ تقدّر بعض تلك الدراسات أنّ تعدّد المهام يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية بنحو 40%.
4- الإدارة المالية
تفشل العديدمن المشاريع الصغيرة لأسباب مالية، والسبب قد لا يكون بالضرورة نقص الموارد، ولكن قد يكون في إساءة إدارتها. فرُبّ مشروع بدأ بميزانية صغيرة ونجح فيما لم تنجح فيه مشاريع بدأت بميزانيات أكبر. إدارة مواردك المالية من المهارات الضرورية التي عليك أن تتعلمها لتضمن إنفاق مصادر تمويل مشروعك، وكل ما بحوزتك من موارد لتعظيم الاستفادة منها وتسريع نمو المشروع على الأرجح أنّك لا تملك الميزانية الكافية لتعيين محاسب بدوام كامل للعمل معك في المشروع، أحد الحلول المثالية لأصحاب المشاريع الصغيرة هو الاستعانة بخبراء في الإدارة المالية عبر شراء خدمات استشارة مالية من خبراء متخصصين.
5- حساب التكاليف بدقة: من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها رواد الأعمال عند التخطيط لإنشاء مشروع أو شركة ناشئة هو أنهم يسيئون تقدير النفقات والتكاليف الحقيقية للمشروع. وغالبًا ما يتوقعون ميزانيات أصغر بكثير من الميزانيات الحقيقية. فخذ وقتك، واحسب التكاليف بدقة. ينصح البعض بأن تضرب دائمًا المبلغ الذي تتوقعه في 3 لتحصل على المبلغ الحقيقي الذي ستحتاجه. او احتساب average cost اعلي تكلفة لاقل تكلفة .
• تابع النفقات باستمرار: ينبغي أن تكون لديك فكرة واضحة عن النفقات اليومية والأسبوعية والشهرية، والنفقات الطارئة. أعدّ تقارير دورية بالنفقات، وتحقق باستمرار من أنّ السيولة المالية كافية.
• اقتل التكاليف: تخلص من التكاليف غير الضرورية، واقتصر على التكاليف الضرورية عبر استخدام التكنولوجيا الحديثة.
• افصل بين الميزانية الشخصية وميزانية المشروع: في بداية المشروع، قد لا تضع حدّا فاصلًا بين ميزانيتك الشخصية وميزانية المشروع. وهذا خطأ كبير، لأنّه سيربكك، ولن تستطيع تتبع النفقات الحقيقية للمشروع. افتح حسابين؛ حساب خاص وحساب مهني، وحاول قدر الإمكان أن تفصل بينهما.
• استخدم أدوات الإدارة المالية: هناك عدد كبير من أدوات وتطبيقات الإدارة المالية التي يمكن أن تساعدك على إدارة ميزانية المشروع.
5. الجوانب القانونية المتعلقة بإنشاء مشروعك
استشيرالجوانب القانونية المتعلقة لأجل إنشاء مشروع أو شركة ناشئة وتوظيف العمال وكتابة العقود والتمويل والضرائب وغيرها هي مهارات ضرورية يجب الاستعانة بمستشار قانوني للشركة لانهاء اجراءات تاسيسيها و غيره من الامور فمن المهم أن تحترم القانون أو قد تجرّ على نفسك متاعب لا داعي لها.
6- أتقن فنّ التواصل
باعتبارك صاحب مشروع، فستكون المتحدث الأول باسمه، ينبغي أن تكون قادرًا على إقناع الناس بشكل اقتصادي. هذا مهم جدًا إن كنت تريد أن تقنع الناس أو البنك بالمساهمة في تمويل مشروعك. كما أنّه مهم جدًا في التسويق، لأنّ التسويق شكل من أشكال التواصل يستهدف إيصال رسائل خاصة للشريحة المستهدفة
سيكون عليك أن تتواصل كتابيًا مع الناس عبر رسائل البريد الإلكتروني، أو المراسلات المباشرة. كما عليك أن تتعلم التواصل الشفهي، فقد يكون عليك تقديم ندوات ويب (webinars) حول منتجاتك وخدماتك، أو إجراء مقابلات فيديو..
قوي حضورك الرقمي
العصر الحالي هو عصر رقمي بامتياز، فنحن نتجه إلى عالم كل شيء فيه رقمي وموصول بشبكة الإنترنت، حتى لو أردت إنشاء مشروع أوفلاين، ينبغي أن يكون لديك حضور رقمي على شبكة الإنترنت. وذلك أنّ عملاءَك ينشطون على الشبكة، سواء في الشبكات الاجتماعية أو تطبيقات المراسلة أو المدونات وغيرها. وإن لم تذهب إليهم، فسيذهبون إلى منافسيك الذين سيعمَلون بلا شك على تقوية حضورهم على شبكة الإنترنت.
من الخطوات المهمة التي عليك اتباعها بعد إنشاء مشروع أو شركة ناشئة هي إنشاء: شعار للعلامة التجارية، وموقع إلكتروني للشركة، وبريد إلكتروني رسمي، وتطبيق هاتفي وحسابات اجتماعية على الشبكات الكبرى، مثل: فيسبوك وتويتر، وكذلك الشبكات الاجتماعية التي تنشط فيها الشريحة المستهدفة، ومدونة لنشر المحتوى التسويقي والمحتويات التعليمية الخاصة بالمنتجات أو الخدمات التي تقدمها.
10 – استثمر في التسويق
تقدّر بعض الدراسات ان المشاريع الصغيرة تفشل بسبب سوء التسويق. فكم من شركة تقدّم خدمات ومنتجات عالية الجودة، وبأسعار تنافسية، ومع ذلك لم تنجح لأنّها لم تعرف كيف تسوّق لمنتجاتها وتقنع المستهلكين بشرائها. قبل أن تبدأ في العمل على إنشاء مشروعك، ينبغي أن تكون لديك استراتيجية واضحة للتسويق لمنتجاتك وخدماتك. Marketing strategy – marketing plan
لا يكفي أن تكون منتجاتك عالية الجودة، وتحل مشاكل حقيقية للمستهلكين، ينبغي أن تعرّف الناس بها، وتوعّيهم بعلامتك التجارية brand awareness وهو أمر ليس سهلًا، فأنت لست الوحيد الذي يريد أن يبيع منتجاته، فالمنافسة شرسة بين الشركات والمشاريع لاستقطاب أكبر عدد ممكن من العملاء. التسويق هو سلاحك الأساسي للتوعية بعلامتك التجارية. وأفضل أنواع التسويق؛ التسويق الرقمي، لأنّه أقل كلفة وأكثر جدوى.
11- ابدأ من المستهلكين
عليك أن تفهم المستهلكين وتسعى لتلبية احتياجاتهم، والتواصل معهم وتقوية علاقاتك بهم، فذلك سيضمن ولاءهم لك على المدى البعيد ويُكسبك سمعة جيدة. فإذا أحبّ الناس منتجاتك وخدماتك، والطريقة التي تتعامل بها معهم، فسيتحدّثون عنك بشكل إيجابي مع أصدقائهم وأفراد عائلاتهم، وفي الشبكات الاجتماعية، وهذا سيحسّن سمعة علامتك التجارية لدى الناس. لذلك ينبغي أن يكون تركيزك الأكبر على المستهلكين وليس المنافسين consumer behaviors
-12 تعلّم من منافسيك
عليك متابعة منافسيك باستمرار، خاصةً الذين يتفوقون عليك، حاول أن تعرف أسرار نجاحهم، ونقاط قوتهم، واعمل على الاستفادة منها لإنشاء وتطوير مشروعك، وتقوية وضعك التنافسي. وبالمثل، من المهم أن تتعلم من أخطَائهم، وتتجنبها.
-13 ركز على الابتكار
من الضروري أن تطور منتجاتك باستمرار، وتستثمر في الابتكار والتطوير. الابتكار لا ينبغي أن تكون محصورًا في تطوير طرقٍ جديدةٍ لتحسين المنتج أو الخدمة التي تبيعها. ولكن ينبغي أن يشمل كل جوانب المشروع. عليك أن تسعى باستمرار لابتكار طرق جديدة للتسويق والتواصل مع عملائك والحصول على الموارد المالية وإدارة فريق العمل وتخفيض التكاليف.
-14 ابن فريق عمل مثالي
قلة كفاءة الموظفين ثالث أكبر سبب لفشل المشاريع الصغيرة بنحو 23%، أي ما يقرب من ربع المشاريع الصغيرة. فحتى لو كانت لديك فكرة جيدة، وحصلت على التمويل الكافي، وكان الأشخاص المسؤولين عن تطبيق تلك الفكرة على أرض الواقع غير أكفاء أو غير مناسبين، فسَيفشل المشروع فعليك تحديد احتياجات المشروع من المهارات
ينبغي أن تحدد بدقة المهارات والكفاءات التي تحتاجها لإدارة المشروع. غالبًا ما ستحدد ذلك في خطة المشروع التي وضعتها سلفًا. مثلًا، إن كنت تريد إنشاء مشروع لبيع البيتزا، فقد تحتاج إلى: طباخ محترف في صنع البيتزا، ونادِلان لتقديم الطلبات، ومحاسب يتكلف بأمور الدفع، إضافةً إلى عامل توصيل لتوصيل الطلبات.
وقبل أن تبدأ البحث عن الموظفين، عليك أولًا كتابة وصف مفصّل لمتطلبات الوظيفة، والأشياء والمهام التي سينجزُها الموظف، والمهارات أو الخبرات التي ينبغي أن يتمتع بها. وبعد التوظيف انتبه إلى تعزيز الموظفين بكافة المهارات المطلوبة لأداء مهامهم الوظيفية عن طريق التدريب .
15-القياس والمتابعة
الطريقة الأفضل لذلك هي أن تقارن ما حققته حاليًا بالأهداف التي وضعتها في بداية المشروع. لكل مشروع مقاييس أداءً خاصًا به.

Related posts

Leave a Comment