متابعه – محمود أبو مسلم
قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: “لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك إلا خيراً وأنت تجد لها في الخير محملاً
إن سوء الظن بالناس يحمل على التجسس والتحسس والغيبة والتحاسد والتباغض والتدابر ، ويقطع العلاقة بين المتآخين والمتحابين . ومن حكم بشر على غيره بمجرد الظن حمله الشيطان على احتقاره وعدم القيام بحقوقه والتوانى فى إكرامه ، وإطالة اللسان فى عرضه وكل هذه مهلكات .
وبسبب سوء الظن – إن كان اعتقاداً في أحوال الناس – قد يخسر الإنسان الإنتفاع بمن ظنه ضاراً ، أو الإهتداء بمن ظنه ضالاً ، أو تحصيل العلم ممن ظنه جاهلاً ونحو ذلك . ولذلك فإن على الإنسان أن يحذر من هذه الآفة الضارة بالدين والدنيا ، وأن يحرص على سلامة صدره على إخوانه ؛ ليعيش هانئ البال ، مرتاح النفس ، بعيداً عن منغصات الحياة ، سالماً من عناء البحث عن عورات المسلمين وتتبع عثراتهم.
إنّ مما يبتلى به الناس بكثرة على مر العصور سوء الظن ببعضهم البعض، حتّى كاد ذلك أنْ تذهب علاقاتهم الإجتماعية، ويقطع أواصر المحبة، ويفشي السوء والبغضاء بينهم، ولقد حث الله عز وجل على إجتناب سوء الظن بالآخرين، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا﴾.
وعن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: (إيَّاكم والظَّن، فإنَّ الظَّن أكذب الحديث، ولا تحسَّسوا، ولا تجسَّسوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانًا).
ومن الجدير بالذكر أنّ هذا الزمن مليء بالإشاعات والإفتراءات والإنقياد والإنصياع وراء عدم التثبت، وإن آثار ظن السوء المتفشية في المجتمعات لهي مؤشر سلبي على صلاح المجتمع، وثوابت روابطه الإجتماعيه فلو حرص كل مسلم على ما يفكر وما يقول ومايسمع ؛ لتجنب مساوئ الأمور، وباتت العلاقات الإجتماعيه مجتمعه ومتحابه ومتعاونه وصافيه.