عبدالحميد شومان
“لو كان الفقر رجلاً لقتلته” لكنه مع الأسف رجل وامرأة!
الفقر من أكبر المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، إن لم يكن أكبرها على الاطلاق وأكثره انشغالا للعقل والضمير، وأخطرها تأثيراً على الأخلاق والسلوك، وتحطيماً للكرامات والنفوس..
حتى إنه قد نسب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه قوله: “لو كان الفقر رجلاً لقتلته”. وفي هذا دليل واضح على بشاعة (جريمة الفقر).
الفقر خطير وله عواقب وخيمة من الأمراض الاجتماعية والنفسية كتزايد الأمراض وعدم جلب الدواء وجرائم والإدمان على المخدرات وفقدان الثقة في النفس والسخط على المجتمع وربما البلد كلها..
ويقول عليه الصلاة والسلام: “من بات كالاً من عمل يده بات مغفوراً له”..
ويقول: “خير الكسب عمل الرجل بيده وكل كسب مبرور”.
أي كل كسب حلال يخلو من الغش والتدليس والرشوة ومختلف أنواع التحايل، فذلك كسب يأثم صاحبه ويضر به أولاده واخوانه ومجتمعه وهو يأخذ مالاً بدون إنتاج فكأنه يخدع المجتمع بشيك بدون رصيد..
وهناك ناحية أخرى من أسباب الفقر حتى لدى العاملين غير العاطلين وهي إسراف الزوجة أو ميل الزوج للسهر والإسراف أو المقامره وهنا لا اعني لعب القمار فقط فهذا محرم ولكن روح المقامرة موجودة عند كثيرين منا حتى وإن لم يجلس لطاولة قمار في حياته،
أيضاً فإن إسراف الزوجة من أسباب الفقر فبعض النساء تضرب في مال زوجها ضرب ولي السوء في مال اليتيم اما لأنها مسرفة أصلاً أو لأنها لا تريد أن يكون لديه مال خشية أن يتزوج عليها، فتفقره وتفتقر معه ويكرهها ويكره العيش معها ويعتبرها مشؤومة وتسوء حياتهما الزوجية وقد يطلقها أو ينكد عيشتها..
المرأة الصالحة تكون مدبرة تضع الجنيه في مكانه وتعين زوجها على ظروف الحياة وليس العكس وتعلم أن ذلك واجب عليها دينيا وأخلاقياً وأسرياً، فالمال لها ولأولادها، وكلما حصل وفر فهو خير لمستقبل أسرتها..
إن الفقر قد يصيب أصحاب الدخول الجيدة جداً بسبب مقامرة الزوج أو إسراف الزوجة أو الأمرين وهذا أسوأ وأسرع طريق للفقر.