* عِبْرَة الْعَبَرَاتْ
بقلم :على يوسف
لَيْسَ البُكاء وإن أطَلتَ مُغِيثْ
فاجعل بعَزمِك طَلَّة القِندِيلْ
يُضاءُ فَيهْزِم ظُلمَة ويُنِيرْ
فأنهار الدُّمُوع تَسِيلُ بحُرقة
لكنها لا تأتى بنُصرَة وتُغيثْ
فخُذ بحَكيم رأيٍ صائِب ومُنيرْ
ولُذْ بالأسْباب وحِكمَة التنزيلْ
فالذئب لا يَتْرُك لِشاةٍ فُرصَة
مَهْما تَدَفَّق دَمْعها كغَدِيرْ
والحَيَّة الرَّقْطاء تَغرِس سُمَّها
فى بَضَّةِ نائِمٍ أو عابرٍ بسَبِبل
وحَقُود قَوْمٍ يَكوِي الأنام بِغِلِّه
وقَد سَقَوْه مِن الرِّضاب عبيرْ
وهَبُّة الإعصار لا تَتْرُك وادِيًا
إلّا أتتْه بِضَربَة التَّدمِيرْ
وطُوُفان البُحُور يُزيل عَمارنا
ويُحَطِّمُ الأمان بِقَهْرِه ويُطِيحْ
فكَوارِث الدَّهر مَقًْدُورَة فى سَيْرِها
ولا تأتِى صُدفَة فى وَقْعِها وتَحِيدْ
فكل شَيْءٍ فى الكِتاب مُسَطَّرٌ
يَأتِى دائمًا فى وقتِه ويَصِيرْ
وقد يكُوُن جَزاء فِعل سُقتَه
أو كامْتِحان فى الحياة ليَخْتَبِرْ
صِدق التُّقَى والصَّبر والتسليمْ
لِقضَاء رَب لا يَبْتَغِى التَّعذِيبْ
لكِنَّه يَسُوق الأمُور بحِكمَةٍويُدِيرْ
فما تَراه أنت كارِثَة أو مِحنَة
قد يَكُون عِلاجًا وبالمُفِيد يُضِيء
وانظر ليُونُس بِلَقْمَة للحُوتْ
عاش ببَطنِه آمِنًا مَحفُوظْ
ونُوحٌ فى جِبال مَوْجٍ هادِرٍ
وهُوَ فى فُلكِه سالِمًا مَنْصُورْ
وإبراهِيِمُ عاش بالنَّار مُنَعَّمًا
بكَيٌدِ رُماةٍ مِن لَدُن نَمْرودْ
ومِعرَاجُ مُحَمَّد بِقُدرَة مُعجِزٍ
لِيَنهَل تَكْرِيمًا بمَوقِف مَشْهُود
بحَضْرَة الله الواحِد المَعبُودْ
فدُرُوس الزَّمان تُنِيرُ بعِبْرَة
لِمَن كان بقَلْبِه فُسْحَة للنُّورْ
والظُّلْمُ بأرضٍ مُسْتَحِيل يَدُومْ
فأَخْذَةُ الظَّالِم صَعقُها مَحتُومْ
فإن كُنْتَ يَوْمًا دامِعًا أو باكيًا
فَلْيَكُنْ لله فى سَجْدة وقُنُوتْ
وثَبِّتْ يَقِينك بِرَبِّك مُؤْمِنًا
بأن غَيٌرهُ لا يُحسِنُ التَّدبِيرْ
فاجْعَله فى قلبك حاكِمًا وَوَكِيلْ
وانْأَ بنَفْسِكَ عن الذُّنوب ومُرِّها
فَهِيَ التى تَلْدَغُ غافِلًا وتُمِيتْ
واسْمُ بطُهرِك يَحرُسكْ ويَقِيكْ
وتَشَبَّثْ بأخلاق النُّبُوَّة تَرتَفِعْ
وعِش بمَعِيَّة ناصِر ونََصِيرْ
إلٰه الكوْن عادِلٌ ولَطِيفْ
فالدُّنيا زَخَارِف مَحفُوفَة بمَخَاطِر
لا يَنْجُو مِنْها إلَّا قَرِيبٌ مِن رَبِّه ومُطِيعْ