بقلم مصطفى سبتة
كوني كما هبَّ الهوى في خاطـري
أنتِ التي أضنيْتني في حاضري
يا من لها القلبُ انزوى في ركنهِ
والحبُّ أضحى طعنةً في خاصري
أنتِ التي غذيتِ روحي بالهوى
حتى تلاشى مامضى من ناظـري
صدقتُ كلَّ همســـةٍ تأتينـــها
أو كلَّ حرفٍ ناعمٍ أو شاعـري
شعـــرتُ أني حــــالمٌ تنـتابني
أحوالُ عشقٍ عاصفٍ أو نادرِ
والنفــــسُ في أهوائها توّاقـــةٌ
إلى الجديدِ في سمـاءٍ ماطــرِ
يا من لها في القلبِ عـرشٌ ثابتٌ
تجتاحني موجاتُ عشقٍ ساحرِ
أنتِ التي منحتني روح الأملْ
والحبُّ يأتي صادق المشاعرِ
فلتأتني يا منيَتي في موْطـني
أوْ يأتني طيف الهوى كزائرِ
ما زالَ قلبي في هواكِ حالماً
والقلبُ يهــوى درّة الجواهرِ
فلتشهدي يا نور عيني حاليا
فالحبُّ عندي ثابتٌ في حاضري
لا تسأليني ما يخـبئ القــدرْ
فالقلبُ ملْكٌ للعظيـــم القادرِ
والروحُ تأبى أن ترى محبوبها
مُكبـلاً كما الحبيب الهاجــرِ
والبعدُ يضني روحنا في صمتهِ
والنارُ تكوي كلَّ قلبٍ ساهـرِ
والليلُ يمضي مبطئاً في سيـرهِ
والنايُ يشدو لحنهُ في خاطري
إذ كيفَ يأتي النوْمُ يبغي مقلتي
والحبُّ يغلي في فؤادي الحائرِ
الفكْرُ يغـدو سابحاً في بحـرها
والعقلُ أبدى كلَّ جوٍ شاعـري
ففي الصباحِ يأتني نسيمُـها
وفي المساءِ طيفُها في ناظري
اللهُ أعــطى للجــمالِ نورَهُ
هوَ البديعُ للجمال الساحـرِ
جمالُ الروحِ شأنهُ في خلقهِ
والروحُ تبدي كلَّ شيءٍ عاطرِ