كتب – محمود مسلم
ولد عمر سيد سيد سالم أو عمر الجيزاوي في ديسمبر عام 1917 في حارة درب الروم بمحافظة الجيزة. لأسرة فقيرة فلم يستكمل عمر تعليمه وعمل مع والده في مهنة المعمار..
كان الجيزاوي يغني للعمال أثناء العمل؛ فأُعجب بصوته أحد المقاولين فدعاه للغناء في زفاف ابنته. وعندما نجح في إحياء هذا الزفاف أصبح الناس يطلبونه في حفلاتهم؛ ولأنه من الجيزة تم إطلاق لقب الجيزاوي عليه..
وفي عام 1935 التحق بفرقة علي الكسار. وهو من قدمه إلي السينما كمونولوجست في فيلم يوم في العالي عام 1946؛ بطولة محمد الكحلاوي وماري منيب.
ثم شارك بعد في العديد من الأعمال الفنية.. حتي أنه غني في حفل زفاف الرئيس السادات.
كان الجيزاوي يمارس العمل السياسي عبر مونولوجاته؛ حيث كان ينتقد الملك فاروق أشد الانتقاد؛ حتي أن البوليس السياسي وضع اسمه علي قائمة المطلوبين علي أنه شيوعي؛ وظلوا يطاردونه في كل مكان؛ ولم ينقذه من ذلك سوي قيام ثورة يوليو 1952.
بلغ رصيد الجيزاوي الفني 29 فيلم سينمائي؛ متميزا بتقديمه المنولوجات وأدوار الرجل الصعيدي الساذج. وقدم كذلك العديد من البرامج التليفزيونية.. وكان آخر عمل شارك به هو فيلم فالح ومحتاس عام 1955.
تخرج من فرقة الجيزاوي المسرحية العديد من النجوم أمثال: حسن حسني وسمير غانم.
أطلقوا عليه شارلي شابلن العرب؛ وقام بجولة فنية مع فرقته وزار العديد من الدول الأوروبية وقدم علي مسارحها العديد من أعماله؛ حتي أنهم في فرنسا وضعوا صورته علي علب الكبريت..
تزوج الجيزاوي عشر مرات؛ منهم زوجة فرنسية من المعجبين به؛ وكذلك معجبة إيطالية؛ وكان له ثمان أولاد. الصبيان: الجيزاوي وعمار ومصطفي ومعين. والبنات: فرفش وأسرار تحفة وجلاء.
كرمه عبد الناصر وكرمه السادات بشهادة الجدارة.. وبينما كانت مصر تحتفل بعودة سيناء؛ فوجئ الجيزاوي بالفنانة شادية تغني أغنية: ياللي من البحيرة وياللي من آخر الصعيد.. من تلحين جمال سلامة وتأليف عبد الوهاب محمد..
ولكن الجيزاوي أعلن أنها أغنيته هو؛ وأنه قد سبق وسجل هذه الأغنية في بداية الخمسينات من ألحانه ومن كلمات مصطفي الطاير. فدخل الجيزاوي في نزاع قضائي مع الفنانة شادية؛ وأرسل إلي الإذاعة يطالب بوقف إذاعة الأغنية..
شُكلت لجنة فأثبتت أنها بالفعل من ألحانه؛ وأن الملحن جمال سلامة قد سرق اللحن منه. حيث طالبت اللجنة من جمال سلامة النوتة الموسيقية الخاصة بالأغنية فلم يتقدم بها؛ فأثبت التهمة علي نفسه.
ولكن عادت اللجنة بعد ذلك وقضت أن نصف اللحن للجيزاوي ونصفها لجمال سلامة، وأن نصف الكلمات لمصطفي الطاير ونصفها الآخر لعبد الوهاب محمد.. مما جعل الجيزاوي يشعر بالظلم الشديد؛ ويدخل في حالة اكتئاب؛ تسببت فيما بعد بإصابته بالجلطة والشلل الذي أقعده حتي وفاته..