بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
الحرية ليست صنمية إنها حرية كائن في موقف. وهذا يسمح لنا بالقول إن الحرية لا تقتصر على الفرد, ذلك أن كل اختيار يؤثر في النهاية على الذين هم بجانبنا،. ألا نقول عادة إن حريتي تنتهي عند المس بحرية الغير. فأنا مسؤول ليس فقط عن الحفاظ على حريتي، بل وعلى حرية الغير أيضا.وتتعلق بمدى حرية الإنسان أو خضوعه للضرورة، وما يترتب على ذلك من نتائج، ونقصد هنا تحمل المسئولية عن الأفعال التي نقوم بها أو العكس.
وذلك انطلاقا من عرضه لموقفين متناقضين تجعل الإنسان المقتنع بالحرية يتميز بالإحساس بالمسئولية في مقابل الإنسان المقتنع بالحتمية، الذي يرى حياته الفردية والعامة محددة سلفا بشكل قبلي. وهذا الاقتناع يجعله يتنصل من المسئولية عن الأفعال الخاطئة التي يقترفها. لأن فعله خارج عن إرادته، وتابع لقوانين صارمة. وفي المقابل فإن حرية الاختيار تجعل الشخص يتمتع بالمسئولية الأخلاقية كاملة، وبهذا لا يمكن تبرير الحتمية بأي شكل من الأشكال.
بهذا نجد صاحب النص قد اعتمد في بناء أطروحته على المفاهيم التالية، حرية الاختيار والتي تشير إلى إمكانية الشخص القيام بالأفعال التي يريدها وفق إرادته الحرة. وما يحمله من شتى مظاهر الاختيارات و الأفعال الإنسانية، تحدد مساره مسبقا تحديدا كاملا مند بداية الزمن.إن من يعتقد أن كل ما هو كائن قد تحددت له كينونة ما، بمقدوره أن يحاول التنصل من المسئولية الأخلاقية المترتبة عن ارتكاب الفعل الخاطئ، كالزعم بأنه كان مجبرا على فعل مالبدائل الحقيقية. و بذلك لا يكون لحجة الحتمية أي وزن أي أن الحرية محدودة فعله، لأن هذا الفعل كان مقدرا تبعا للقوانين الصارمة التي تربط السبب بالنتيجة.
أما إذا كان الاختيار الحر موجودا حقا في لحظة الاختيار، فلا يخفى أنه في هذه الحالة، سيتمتع الناس بالمسؤولية الأخلاقية الكاملة لاتخاذ القرار و الاختيار بين بديلين أو أكثر من بشروط واقعية. كخلاصة عامة يمكن القول أن الحرية ترتبط بالمسؤولية.