بقلم د . أحلام الحسن
..في خضم العواصف السياسية الهوجاء والعمياء شرقًا وغربًا .. غربًا وعربًا .. تركًا وأفغانا وغيرهم .. نرى هنالك من يضرب على الأوتار الحساسة في الخلافات العقائدية الطفيفة ليصنع منها مشكلةً ضخمةً بل قنبلة تحصد الجميع وتستوجب الحروب والقضاء على المسلمين فيما بينهم بالتناحر والتقاتل وتكفير بعضهم البعض ! واستباحة أموالهم وبلدانهم وأعراض نسائهم !!
ولو كان لديهم حرصٌ على الدّين لما أقدموا على صناعة الفتن الطّائفية والمذهبية والعنصرية ..
تحرق نار فتيلهم المسلمين تارةً وتارةً أخرى المسيحيين العرب في البلدان العربية !!!
مُستخدمةً هذه العواصف بعض من لهم منابر الخطابة الإسلامية في المساجد وغيرها ليحققوا مآربًا سياسية في الوطن العربي .. ولا ننفي وجود مثل هذه الإنطلاقة في إثارة النعرات الطائفية ،والمذهبية، والعنصرية من ذات الفكر المتشبّع بها .. ولا حاجة لأن يكون مسيّسًا من الخارج بل مسيّسًا بما يحمل من عقيدةٍ .. وفكرٍ مضللٍ ..وفي الحقيقة إلهه الشيطان لا الرحمن دون أن يدري !
وبدلًا من أن تحقق مثل هذه المنابر الخطاب الديني الأمن للناس والدعوة للتحابب ولغة الحوار والحكمة والموعظة الحسنة والتحابب والتقارب البشري والفكري والديني وكلها هذه المسميات ينطلق منها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. للأسف الشديد كيف يُسمح لأمثال هؤلاء صعود هذه المنابر المقدسة لتنطلق منها الفتن والأمر بالمنكر !
فهل أشدّ مُنكرًا من التحريض على القتل والفتن وإثارة الضغائن !
وهل أشدّ فتنًا من تكفير المسلمين والمسيحيين وبالملايين والتحريض على قتلهم والتبشير بالجنة لقاتليهم وكأنّ هؤلاء المحرضون قد ملكوا مفاتيح أبواب الجنة الثمانية !
يقول الإمام علي كرم اللّه وجهه في حكمةٍ له :
( الناس ثلاثة عالم رباني ..ومتعلم على سبيل نجاة .. وهمج رعاع غوغاء أتباع كل ناعق .. يميلون مع كل ريح .. لم يستضيئوا بنور العلم .. ولم يلجؤا إلى ركن وثيق )
وممّا يدمي القلب ويُؤسف العقل الرّاجح أن نرى الكثير همجٌ رعاعٌ غوغاء أتباعُ كلّ ناعقٍ وكأنّ اللّهَ ما خلق لهم عقولًا !
فمتى يصحو من بأيديهم دفّة تسيير الأمور في البلد ليراقبوا عن كثبٍ نواعق إشعال الفتن ..فلا يقدمُ على إشعالها إلاّ منافقٌ محض أيًًا كان مذهبه .