[ad id=”66258″]
كتبت : شيماء السيد |
يعتقد البعض أنه عندما يمتلك صوتا جهوريا مدعوما بجماهير تصفق له يأتيك ولا يعلم ماذا يريد أن يقول ولكن كلما صفقت له الجماهير إزداد حماسا وأرتفع صوته مجلجلا بكلام أنشائي لا يحتوي على أبسط مبادئ الخطابة فما بالك وهو يتحدث بالسياسة التي لا يفقه في أبجدياتها ومن أمامه جمهور يفتتن بتلك الشخصيات، والتي صور لها أن ظاهرهم معرفة الامور في كل ما يدور وباطنهم عقلية فذة لا يجاريهم في ذلك أحد من أطلاع وكشف الاسرار ومعرفة الاخبار، جمهور اصبح مثله الاعلى ذاك النائب او ذاك الآخر وهو لا يعلم ان سر هذه الصراعات ما هي الا تصفية حسابات ومؤامرات كل ذلك على حساب مصلحة البلد، والعجيب ان الجمهور ما زال يصفق وكأنه في مسرحية ابطالها يسخرون ويضحكون على واقعنا الأليم، الكل الآن أصبح فقيها في السياسة الطفل والشاب والرجل الكبير، حتى عجائزنا اصبحن سياسيات ولديهن استعداد للمناظرة بل والتفوق على البعض، ليس بالحجة والادلة والبراهين وانما بالصراخ والعويل، فالهجوم أسهل وسيلة للبروز لان الدفاع ينبغي ان يقنع اصحاب الآراء الخاوية التي لا تستند الى وقائع بالأدلة، يقول الامام مالك اثنان تحاورت معهما واحد غلبته والآخر غلبني، فتعجب طلاب العلم الذين كانوا في حلقة عنده كيف ذلك؟ فقال لهم: ان الجاهل يغلبني بجهله فلا حجة لديه ولا يقتنع بالحجج والبراهين اما العالم فإنني اقارع الحجة بالحجة فيقتنع فأغلبه طوعا.
[ad id=”87287″]
ولكن نحن في زمن الاستبسال عند آرائنا ولو لم تكن مدعومة بأدلة، نحن نحب ان نتكلم كثيرا ولا نحب ان نسمع للآخرين، فلقد خلق الله لنا اذنين ولسانا لنسمع اكثر مما نتكلم فخير لك ان تسمع لتتعلم وتعرف الامور اكثر ولكنها آفة اللسان تريد ان تخرس الآخرين حتى من قول الحق، لقد كان في زمن آبائا واجدادنا لا يتكلم المرء ابدا اذا كان شخصا أكبر منه او اعلم منه احتراما وتقديرا، ولم تكن هناك مشاحنات او اصطفافات فريق ضد فريق، بل كان الكل يحترم رأي الآخر لا يفرض رأيا ولا يخون الآخرين عندما لا يكون رأيه مناسبا لهم.
السبب في ذلك ان لديهم شعورا بالكمال، والكمال لله تعالى وشعورا بالثقة في النفس ولا يعانون من شعور النقص وتحميل الآخرين مسؤولية الاخطاء والتعدي على حقوق الغير وعدم احترام ثقافة الآخرين.
[ad id=”1177″]