بقلم.. الشيخ السيد العباسي.
احبتي الكرام..
ان اللسان هو اسرع جارحة تتحرك في جوارح الانسان ؛ وهي التي تجعل الانسان في حرج وتجرحه اذا لم يستغلها الاستغلال الامثل في مرضات الله.
انه يساعد علي السلامة من الشرور وحسن الفهم طالما أن صاحبه يعرف قيمته ولكن من تكلم بغير فهم فقد ظلم نفسه فلايفهمه احد
ولو لم يرد الانسان علي صاحب اللسان السباب الشتام ولو يجد من يرد عليه لسكت احراجا وخيبة وندامه.
وقد قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه(هذا الذي اوردني الموارد…اي اللسان)
وفي صحيح مسلم من حديث سفيان بن عبد الله الثقفي انه قال..يارسول الله حدثني بأمر اعتصم به… فقال النبي..قل آمنت بالله ثم استقم..فقلت يارسول الله ماأخوف ماتخاف علي منه فأخذ النبي بلسان نفسه وقال هذا.. أو قال كُف عليك هذا..
واذا علمنا..
ان اللسان هو ترجمان الانسان عما يدور في قلب صاحبه ؛ وهو المتحدث الرسمي عما يدور فيه من خير أو شر..
واذا علمنا..
اننا في امس الحاجة الي وقت لايطمع فينا عدونا أو يذهب ريحنا وشأننا العالي او تضمحل سمعتنا العطرة وتتلاشي…. كيف ذلك. ؟
ان تكون عونا لأخيك علي الشيطان والعدو ولاتكن عونا للشيطان أو العدو علي أخيك…لأن الذي يزكي نفسه ويطهر لسانه من الأحقاد والادران ويعلقه بربه هو الانسان المطلوب الآن..
احبابي…
اننا في امس الحاجه ان نملك السنتنا لقول النبي لعقبة بن عامر..لما سأل النبي… يارسول الله مانجاة المسلم..قال له النبي… ياعقبه بن عامر املك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك علي خطيئتك…..
امللك عليك اللسان ؛ ولاتخض في اعراض الناس واترك الامر ولاتردد مايقوله غيرك وفقط وانت ربما لم تر شيئا بما تكلمت به وانما تكلمت لترضي بالكلام غيرك…
ابدا ابدا…اصلح ولاتفسد…وابني ولاتهدم..
تعلم من هدي الحبيب النبي في زماننا وانه ليس كل مايُقال يُصدق…
وانما قف علي الايات فقد قال الله (يآيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا)..
ان هناك مواقع كثيرة واساليب كثيرة تهدم الأوطان ولاتبنيه..
واذا علمنا…
ان المسلم الحق هو الذي يسير علي منهاج النبوه وأخلاق النبي ولننظر لكلمات الصديق ابو بكر الذي قال(والله ماأحوج علي ظهر الأرض من ان يسجن سوي اللسان)
احبابي…
نحن نردد مايُقال في القنوات والشوارع والطرقات بدون تبين ولكن هل انت تزن بلسانك ماتقوله ومررته علي قلبك وعقلك قبل النطق به..
لأن النبي كما في حديث ابي هريرة قال (كفي بالمرء كذبا ان يحدث بكل ماسمع)…
وفيه تحذير من كثرة الكلام وانه يؤذي صاحبه ويجعله يزيد فيه بلا تبين ولاوعي ولكن ليرضي به غيره…وهذا خطأ كبير…
وخصوصا في الكلمات التي تمس الوطن وأمنه والدماء والأعراض…
احذر…
ان بعض الكتاب وخصوصا في الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي…ينشر خبرا بلا تثبت ولاتبين مما يسبب الربكة والتخبط..
ويُدخل الوهن والخوف علي قلوب الجميع ويقول (بلغني هذا ولكنني لست متأكد من صحة الخبر)
لا والف لا ليست اخلاقنا ابدا…
ان مصر لاتستحق منك هذا ابدا او اي بلد ايها الكريم وايتها الكريمة ان تهدم اخلاق ابناءها وتنشر الفوضي والكذب والافتراء ولكن نقول جميعا…
قل… يمنعني ديني وحبي لوطني ان اشمت في وطني أو اهتك اعراض بني وطني واهدر دم اهلي واولادي..
لان ربنا قال(لاخير في كثير من نجواهم الا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس)
والنبي يقول ايضا… من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فاليقل خيرا أو ليصمت)
ختاما احبابي…
اغلق عليك باب الكلام في الشر ولاتكن سببا في فتنه…وأظهر الخير للناس…وعلينا ان نفقه ماينفعنا حتي لانقع في ويلات الرزيلة والقهر والدم علي وطننا ولاتتسرع بنقل الاخبار الكاذبة التي تهدم حتي تتاكد من صحتها حتي ولو كان الخبر سارا للجميع لأنه اذا تبين كذبك ستسقط من عيون الجميع ولم تكن عدلا بعدها وسيستخف الناس بك وانما….
صحح اخطاءك قبل فوات الاوان واملك عليك لسانك.
والله اعلم