[ad id=”66258″]
بقلم ..احمد الشامي
وذلك لأن الرئيس في لغة العرب في المعجم الوسيط سيد القوم والجمع رؤساء . والأعضاء الرئيسية هي التي لا يعيش الإنسان بفقد واحد منها وهي القلب والدماغ والكبد والرئتان والكليتان . والسيد لغة المالك أو الملك أو المولى ذو العبيد والخدم أو المتولى للجماعة الكبيرة أو لقب تشريف يخاطب به الأشراف من نسل الرسول صلى الله عليه وسلم . وأطلق حديثا في بعض الدول على كل فرد . وسيد كل شيئ أشرفه وأرفعه يقال القرآن سيد الكلام والجمع سادة وسيائد . وورد في تفسير مجمع البحوث الإسلامية لقوله تعالى ( قالَ إبليسُ ما منَعكَ أن تسجُدَ لـِما خلقتُ بيدي أستكبرتَ أم كنت من العالينَ ) سورة ص الآيه 75. أن الرئيس من المخلوقين لا يباشر شيئا بيده إلا على سبيل الإعظام والتكريم . وورد في تفسير الرازي لقوله تعالى ( اللهُ نورُ السماواتِ والارضِ ) سورة النور آية ٣٥ . أن الرئيس العالِم يوصف بأنه نور البلد فإنه إذا كان مدبرهم تدبيرا حسنا فهو لهم كالنور الذي يهتدى به إلى مسالك الطرق . وورد في تفسير السعدي لقوله تعالى ( ولو كنتَ فظاً غليظَ القلبِ لانفضوا من حولِكَ ) سورة آل عمران آية رقم ١٥٩ . أن الأخلاق الحسنة من الرئيس في الدين تجذب الناس إلى دين الله وترغبهم فيه مع ما لصاحبه من المدح والثواب الخاص والأخلاق السيئة من الرئيس في الدين تنفر الناس من الدين وتبغضهم إليه مع ما لصاحبها من الذم والعقاب الخاص .
والرئيس هو لقب يستخدم ليدل على منصب القيادة لمنظمة أو شركة أو جماعة أو نادي أو نقابة أو بلد …….وترجع كلمة رئيس في اللغة العربية إلى الجذر رأس والرأس من كل شيئ أعلاه . لذا يجب علينا أن نتعامل مع الرئيس على أنه فرد أو شخص بمثابة قوم أو دولة لأنه أعلى رأس في القيادة سواء كان يقود دولة أو قوم فإن كان قائدا لدولة فهو رأس الدولة وإن كان يقود قوم فهو سيدهم . وحبذا لو تحلى بالشرف والعلو والأمانة والقوة والأخلاق الحميدة والبعد عن الأخلاق السيئة . لأن الأخلاق الحميدة تجذب الناس إلى دينهم والأخلاق السيئة تنفر الناس عن دينهم . وديننا الإسلام فإن إتصف سيد القوم أو رئيسهم بأخلاق الإسلام جذب الناس حوله ولو كان فظاً غليظ القلب لإنفضوا من حوله . فالرئيس فرد مُكلف من قومة أو من شعبه بأن يكون سيدهم أو رئيسهم لتدبير شئونهم وسد حاجاتهم وتحقيق الأمن والآمان والسلم السلام لهم بما حث عليه الإسلام في الكتاب والسنة أو وفقا للقانون والدستور الإسلامى . ولاشك أن صلاح الرئيس يُصلح الرعية إن إستطاع . لكن الجدير بالذكر أن صلاح القوم حتما يُصلح الرئيس لأنه نتاج منهم قدر الله له أن يكون على رأسهم يتولى أمورهم والرازق ومدبر الأمور كلها هو الله سبحانه وتعالى .
[ad id=”66258″]
فعجباً لمن يدعون على سيد قومهم أو على رئيسهم بالشر . ألا يعلمون أن الشر الذي إن أصابه ربما إنعكس عليهم بما لا يتحملون . أليس من الأولى أن يدعوا له بالهداية وصلاح الحال فإن قدر الله له ذلك عاد عليهم بالخير ؟. وبالنسبة للرئيس العالِم فهو فرد أو مخلوق أو شخص يوصف بأنه نور البلد أو الجمهورية إن أحسن إليهم ودبر شئونهم بالخير وإلا فهو ظلمات لهم وسبيلهم إلى الشر . والعيب ليس فيه فقط إذ لا يُطلب منه أن يباشر شيئاً بيده إلا على سبيل الإعظام والتكريم وبالتالي فإن عمل قومه أو شعبه بجد وإجتهاد وإخلاص ساعدوه إلى كل خير وإن ساءت أخلاقهم لا ينفعهم ألف رئيس حتى ولو كانوا صالحين . ولا ننسى أن القيادات التي تعمل مع الرئيس هم من الشعب أو الرعية أو القوم يعملون عند الرئيس وليس عند الشعب .
فإن كان الرئيس سيد القوم أو رئيسهم فأين هم ؟ وأين ذهبت أخلاقهم ؟ ولماذا يسألون عن أخلاق رئيسهم وعدله ولا يسألون عن أخلاقهم وعدلهم فيما بينهم ؟ . علينا أن نبدأ بأنفسنا ومن بيننا يأتى من يحافظ علينا لأن العلاقة بين الرئيس والشعب أو الرعية أو القوم تبادلية تكاملية شمولية إن دخل السباق بينهم فشلت وساء الجميع وإن دخل التنافس في الخير والهدف واحد نجوا ونجا الجميع . ونهاية فإن الرئيس فرد قدر الله له أن يكون في هذا المكان وليس مخلد فيه لحكمة لا يعلمها إلا الله فإدعوا له بالصلاح والتوفيق فالدعاء له بالخير يعود علينا بالخير والدعاء عليه بالشر يعود علينا بالشر . فإن كان على خير فهو خير له وخير لنا وإن كان على شر ونحن على خير فضرره على نفسه والله يؤتي الملك لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء .
ماذا لو آتينا بخمسين عالما على منهج واحد وأهداف واحده وأردنا أن نختار منهم رئيساً ؟ كم ستكون نسبة النجاح في الإختيار ؟ وماذا لو آتينا بخمسين رجل عاديا كلا منهم على منهج وأهدافهم مختلفة ؟ كم ستكون نسبة النجاح في الإختيار ؟ إن أمر الإصلاح ليس متعلقا بالرئيس بقدر ما هو متعلق بالرعية .