المتسلقون على ظهور من انحنت ظهورهم

المُتسلقون بكل وقاحةٍ وخباثة وبدون لياقة فكرية وبدون أدنى شعور بالمسؤولية يتسلقون على أكتاف وظهور ممن أنحنىّ ظهرهم وهم يحاولون جاهدين، النضال وبذل الجهود والعمر والتضحيةمن اجل التسلق على اكتاف الاخرين ! نعم أمثال هؤلاء عديمي الحيلة وقليلي العمل والفعل والإدراك، عندما يجدون غيرهم والعرق يتقطر من جبينهم، يُسرعّون إليهم من أجل زرع بذرة فشلهم في طريقهم، ونثر الحجارة في دروبهم من أجل التعثر! أليس هذا ما يفعلوه كل من يسعى للتحليق إلى الأعالي على أجنحة الغير، وهو في الواقع المُستقبلي لا مُحالة، السقوط والبقاء في القاع من نصيبهِ ! مُعتقدًا أنهُ على صواب لمُجرد إيمانهِ الانفرادي بفكرتهِ ، التى لا تخلو من الحقد على الاخرين.

هؤلاء أناس لا يستطيعون العيش في الحياة إلا متسلقين على أكتاف الآخرين.. يحصدون ما يزرعه غيرهم، ويجنون ثمار ما تعب فيه الناس وبذلوا في سبيله العرق، ويسرقون جهود الناس ونجاحاتهم..قال تعالى : (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ) (9) : (12) البقرةإنهم أناس محترفون يظهرون في أماكن النجاح ،وأوقات الفوز، ليخطفوا الأضواء من أصحاب الجهد الحقيقيين..

فمن منغصات حياتنا أن يُبْتَلَى المرءُ فيها بمعاشرة مثل هؤلاء الأصناف السيئة من الناس فهم يتلوَّنون كالحرباء ويتصفون بكل صفات الخيانة والغدر والمكر والخداع،هؤلاء هم المتسلقون على ظهور من انحنت ظهورهم