كتب / رشاد الغضبان
بوتين الذى لقب بالدب الروسى .. والذى تراخى فى حقه فى سقوط الطائرة الروسية من
قبل تنظيم الدولة الإسلامية اسفاط طائرة “إيرباص 321” تابعة لشركة “كوغاليم أفيا” كانت تقل سياحا، معظمهم من الروس، من شرم الشيخ الى مدينة سان بطرسبورغ.هل يستحل داء سفراؤه بعد ذلك ؟؟!!
منذ تدخلها في الحرب السورية في أيلول من عام 2015 استطاعت روسيا أن تبقى في منأى عن أي رد أو عمل انتقامي. وبقيت مصالحها ورعاياها محيدة عن أي عمل إرهابي، باستثناء تبني تنظيم الدولية الإسلامية اسقاط طائرة “إيرباص 321” تابعة لشركة “كوغاليم أفيا” كانت تقل سياحا، معظمهم من الروس، من شرم الشيخ الى مدينة سان بطرسبورغ.
لقد كرس سقوط حلب العداء لروسيا، عداء مزدوج أثارته الصور البشعة عن معركة حلب واستعادة قوات النظام السيطرة عليها بعد شرين من القصف الجوي الكثيف بأحدث أنواع أسلحة الدمار الروسي.
العداء الأول في أوساط السوريين أنفسهم وتحديدا من أبناء حلب الذين استفاقوا على حجم الدمار الذي أصاب ثلثي مدينتهم وعلى حجم الخسائر البشرية بين المدنيين إضافة إلى أن المقاتلين في حلب كانوا من تنظيمات إسلامية محلية ولم يكن لتنظيم الدولة الإسلامية وجود عسكري ذات معنى في المدينة.
أما العداء الثاني فهو من الأكراد الذين ربما شعروا بأن سقوط حلب كانت بنتيجة صفقة بين الروس والأتراك، تمت على حساب الأكراد الذين كان لهم الفضل الأول في طرد التنظيمات المتطرفة من عدد من المدن والقرى السورية منها كوباني وعفرين في ريف حلب.
لقد فهم الأكراد أخيرا أن لا مكان لحكم ذاتي لهم على الخارطة الراهنة لدول المنطقة أو لتلك التي ترسم مجددا بعد انتهاء الحروب في سوريا أو في العراق أو التي يشنها الجيش التركي على جولات ضد حزب العمال الكردستاني.
لقد تخلى رجب طيب اردوغان طوعا عن حلب وتركها تسقط. والأكراد استمعوا حتما إلى كل التحليلات التي تقول أن سقوط حلب تم ضمن صفقة مع موسكو تقضي بعدم السماح للأكراد بإقامة منطقة حكم ذاتي في المناطق التي يسيطرون عليها بشكل متصل جغرافيا مع كردستان العراق ذات الحكم الذاتي في العراق.
بوتين حظي حتى الآن على دعم كامل من شعبه وعلى مباركة اسرائيلية – إيرانية انضمت إليها تركيا في الشق المتعلق بالأكراد واستفاد أيضا من انسحاب باراك أوباما من ساحة المنطقة واستغل انشغال العالم العربي في أزمات أخرى وعجز الأوروبيين.
كانت مشاركة أوروبا في الحرب في سوريا خجولة مقارنة بما تقوم به روسيا ولكن أوروبا كانت مسرحا لعمليات إرهابية على أراضيها بقيت روسيا في منأى عنها. طال الإرهاب المتطرف فرنسا وبلجيكا وألمانيا وحّيد روسيا. فهل تكون عملية اغتيال السفير الروسي بداية التغيير؟
بعد الآن يمكن القول إن بوتين بدا عمليا يحارب في سوريا وسط الوحول، واغتيال السفير قد يكون بداية مسيرة الانزلاق إلى حرب قذرة قد تقود إلى تأليب الرأي العام الداخلي وعندها قد يصبح ثمن الحرب باهظا
وأحد يعرف بعد كيف سترد روسيا على اغتيال سفيرها في تركيا. ولا أحد يعرف كيف ستتعامل أنقرة المسؤولة عن أمن رعاياها وأمن الأجانب والدبلوماسيين لديها،مع هذاالحادث الذي صنف عملا إرهابيا