,الكاتب كمال بلعتروس الجزائر
كان وقت الفجر عندما رابض المقاتلون في اسفل الجبل . وراء شجيرات كثيفة ينتظرون مرور القوافل العسكرية للاستعمار. محملة بانواع الاسلحة الحديثة,كان هدف الهجوم هو الاستيلاء على الاسلحة لمواصلة القتال .ولارسال رسالة للعدو فحواها اننا اصحاب ثورة .نريد الحرية ولسنا قطاع طرق كما يشيع ذلك العدو ,,,تاهب الرجال لخوض المعركة التي يدركون جيدا انها ليست يسيرة .فهم يعلمون قوة العدو.وجاهزية افراده وتسليحهم الحديث . وبالمقابل هم رجال قليلون باسلحة بسيطة. افضلها بنادق صيد . ولكن سلاحهم الاقوى هو ايمانهم يالله. وبقضيتهم العادلة,,,بدا الفجر يبزغ رويدا رويدا وكان سي طاهر قائد المجموعة يستطلع المنطقة. ويتفقد الرجال. ومن حين الى اخر يبث فيهم روح النشاط والامل .ويخبرهم انهم منتصرون اذا تمسكوا بالله وامنوا بقضيتهمز كان محمد شابا صغيرا قد ترك المدرسة لتلبية نداء الوطن .وترك طموحاته واحلامه التي كان يمنيه بها والده .وكانت امه تناديه بالطبيب الصغير. فلطالما ارادته كذلك. ولكن نداء الوطن ونداء الحرية جعل محمد يتخلى عن احلامه ويلتحق بالجبل ,,,كان الجنود متاهبين للمعركة ووجوهم مليئة بالامل بالنصر. ولكن الخوف لا يترك ملامح وجوههم. لانهم يدركون جيدا ان الامر ليس هين. وان النصر ليس يسير. امام عدو يملك جيشا يعتبر من اقوى الجيوش . ولكن ايمانهم بالله يبعث فيهم الامل لتحقيق مبتغاهم ….بدا نور الشمس يكتسح المكان. وبدات بعض حيوانات الغابة تحدث ضجيجا وحركة .جعلت الرجال يزدادون تاهبا ,وفي هذه اللحظات. سمع نداء المبروك .وهو رجل مكلف بالحراسة,.وبتعقب شاحنات العدو اذا مرت بالمكان. استعد الرجال عند سماعهم صوت المبروك. الذي كان ينادي بقوة لقد وصلوا لقد وصلوا,,,ا فكان وقع الكلمات شديدا على الرجال .الذين كانوا ينتظرون هذه اللحظة قبل طلوع الفجر. وبدا بعض الخوف يزحف الى اجسادهم ويدب في قلوبهم, ولكن صوت سي الطاهر كان يبعد ذلك الخوف والرهب .من خلال قوله تشجعوا الله معكم. ولن يخذلكم .توكلوا على الله فانكم منتصرون.كانت هذه الكلمات بمثال زلزال حرك قلوب الرجال. الذين بداوو يهتفون الله اكبر. الله اكبر. ثم سمع صوت الشاحنات الكثيرة تقترب من المكان. وهي محملة بالرجال والاسلحة. وعند اقترابها سارع سي الطاهر الى السعيد وهو رجل من رجال المقاومة الاشداء. وهو كبير في السن .لكنه ابى الا ان يلبي نداء الوطن. فخاطبه الطاهر قائلا: انت من سيتقدم الى الشاحنات ويرمي القنابل عليهم. فحرك السعيد راسه مؤكدا انه موافق.ثم توجه سي الطاهر الى احمد الخبير بدروب الطريق. وهتف في اذنه انت من سيطلق اول رصاصة على العدو . ثم تفقد باقي الرجال. فرحات .وجلول. وبوجمعة. وعلاوة. وعمار. والاخرون. وقال لهم اذا رايتم اشارتي فابدؤوا باطلاق النار. ثم اردف اذا رايتموني اصبت او قتلت فلا تياسوا. وواصلوا القتال. فان مت انا فليحيا بلدي حرا. ذرف بعض الرجال الدموع على كلام سي الطاهر. ثم نظروا الى بعضهم, كانهم يودعون انفسهم . قال عمار صاحب الصوت الجهوري . ايها الرجال :اما النصر واما الشهادة. الله معنا. فكبر الجميع بعد سماع هذا الكلام. الذي بث فيهم الشجاعة والعزيمة. على القتال الى الموت. او النصر. ازداد اقتراب الشاحنات. وبدا صوتها يملك المكان. وفي هذه اللحظات. سمعوا نداء سي الطاهر الله اكبر,,,الحرية او الشهادة,,, وبدؤؤوا باطلاق النار على شاحنات العدو. فقابلهم رجال العدو باطلاق النار. ونزولهم من الشاحنات فا متلا المكان بالرجال المدججين بالاسلحة. وحاصروا المكان من كل النواحي. ولكن المجاهدين كانوا بواسل. فلم يستسلموا وقاوموا مقاومة شرسة,.جعلت الذعر والخوف يد ب الى قلوب الاعداء الذين تفرقوا في المكان وبدؤوا يطلقون الرصاص في كل الجهات ولكن بطولات الرجال لم تصمد امام ضخامة جيش العدو. فبدؤؤا يسقطون شهداء واحدا تلو الاخر. بعد ان كبدوا العدو خسائر كبيرة. بقي محمد الشاب يطلق الرصاص. ويرقب اخوانه وهم يسقطون في ارض المعركة. بعد ان يصيحوا الله اكبر,,, ثم رمق سي الطاهر الذي كان اخر من بقي يطلق النار. وقد اصيب بجروح بليغة.سارع محمد اليه. فاشار سي الطاهر ان اذهب وابلغ الاخوان عن المعركة. ولكن محمد اصر على البقاء.,فعنفه سي الطاهر . وصاح في وجهه ان اخرج من هذا المكان. فترك محمد سي الطاهر من خلفه. والجراح تملا جسده . وكان محمد ينظر اليه.واذا برصاصة غادرة تصيب قلب سي الطاهر. فيرمي بندقيته وينظر صوب محمد. ويبتسم ابتسامة فيها سعادة احس بها محمد, ليتركه في اخر لحظة وهو يموت موتا سعيدا
عنوان القصة الموت السعيد ,,