بقلم / د . ميادة عبدالعال
شبكات التواصل الاجتماعى أو العالم الافتراضي، بما فيه من خيارات متاحة للشباب لعكس آرائهم وأذواقهم المختلفة، ترضي احتياجات المشاهدين، وتتماشى معها نظراً لوجودها في كل مكان في الكمبيوتر، وهواتفنا الذكية.
ولكن هذا لا يلغي الوسائل التقليدية بل يجدد من أنماط وصولها للشريحة المستهلكة لإعلام الجديد يفتح المجال أمام أيّ هاوٍ أن ينقل خبراً ما، أو يصور صورة في مكان معيّن، تحكي عن ظاهرة بعينها، أو تصور شريحة محددة من الناس، من دون الالتزام بعناصر الخبر كاملة، كما لم يعد المشاهد بحاجة للجلوس أمام التلفزيون ساعات طويلة، لمتابعة نشرة الأخبار، في الوقت الذي تحدده القناة، بسبب انتشار الأخبار ذاتها على كل الشبكات والمواقع التي أصبحت في متناول المشاهد وقتما يشاء».
هناك تحدياً يكمن في مراعاة صدقية الأخبار، حيث يميل أغلب المشاهدين هذه الأيام إلى تصديق الأخبار المتداولة في منشورات أو تغريدات الشبكات الاجتماعية، أكثر من تصديق الأخبار الموجودة في التلفاز والجرائد، وهذه مشكلة بحد ذاتها، إذ يلقي الأمر مسؤولية كبيرة على عاتق القنوات الإخبارية لنفي مثل هذه الأخبار، نظراً لكون الجزء الأكبر منها غير صحيح. والسعي الدائم للقائمين عليها للتنويع في الاستراتيجيات المُتبعة، بما يخدم مصلحة الجمهور، ويوفر لهم الخبر الحقيقي في أسرع وقت ممكن.
وبرغم ان شبكات التواصل الاجتماعي تعج بأخبار ملفقة يقف خلفها أفراد ومؤسسات وأجهزة أمنية.فليس بإمكان أي شخص منصف أن ينكر الجوانب الإيجابية في هذه المواقع، وما تتيحه من فرص للتواصل الإنساني والاجتماعي وتوسيع مساحة العالم الذي يعيش فيه الإنسان، وكذلك لكسر احتكار الدول والمؤسسات الإعلامية العملاقة للأخبار ولصناعة الرأي العام وتوجيهه، وتوسيع خيارات الأفراد سياسياً أو ثقافياً أو اجتماعياً.
ومع ذلك فإن الآثار السلبية تتغول وتتفاقم لتلتهم كثيراً من الأوجه الإيجابية، وتخلق تحديات أمام المجتمعات من أجل الحفاظ على أمنها وسلامها وانسجامها، واحتواء أشكال الصراع والشقاق التي تؤدي وسائل التواصل الاجتماعي دوراً في تغذيتها.وتهدف تلك الجهات بذلك في بعض الأحيان إلى التشويش وإحداث بلبلة لأغراض مختلفة. الا ان الجمهور المتعاطف مع تلك الجهه يميل اكثر الى تصديق الخبر حين تكرِّس جماعة أيديولوجية كبيرة ومنتشرة جغرافياً على نطاق واسع جهودها من أجل تحقيق أهداف قريبة وبعيدة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.وحين تكون هذه الجماعة جماعة موتورة، هدفها هو إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار، وزعزعة الأنظمة