متابعى الكـــــــــرام .. الأخــــــوة والأصــــــدقاء:
طبتــــم .. حيث .. كنتــــم .. وطابت أوقاتكــــــم بكل خـير:
يقول الإمام على كــــرم الله وجهه ” ما رأيت شـــكاً لا يقين فيه ولا يقيناً لا شـــك فيه كالمـوت ” .. وقد يرى الكثيـــرون أن المـــــوت هو الحقيقة المطلقة والعادلة إن لم تكن الأعــــدل فى الحياة .. فكل نفسٍ بلا وســـــاطة أو إســــتثناء ذائقته لا محالة .. الصــــغير والكبير والغنى والفقـــير حتى الملـــــوك يصـــيبهم ولو كانوا فى بروجهـــم المشـــيَّدة فكــــم عزيزٍ أذل الله مصــــرعه كانت على رأســــه الرايات تخفـق .
ومن هنا قد يكــــون كل فراق فى حيز التحمل والإحتمال إلا فراق الأم .. فإذا كانت هى فى كل قواميس اللغــة تعنى ” أصـــــل كل شــــيىء ” أو ” هى الشـــخص الذى يجتمع إليه الآخرين ” فلك أن تتخيل حجــــم ومقـــــدار معاناة ألم الفـــراق والحـــرمان.
فهل جربت أن تعيش بلا وتدٍ أو جزورٍ فتصــــبح كائن ســــطحى تُميلك الرياح وتكســـرك أضـــــعف هفــــواته؟! .. هل جربت أن تبحــــر فى نهــــر الحياة بلا بوصـــلة ولا دعــــوة تهديك طـــــريق الخير والصــــواب؟! .. هل جربت العيش بعيداً عن الشــــخص الوحيد الذى كان يخاف عليك من الحياة فأصــــبحت أنت الذى تخاف الحياة بدونهِ فلا حصـــنٌ يحميك ولا درعٌ يقيك غدر الزمان وقســــوة طعناته؟! .. هل عانيت أن تعيش بلا وطنٍ يأويك فلا نوماً مطمئناً ولا صــــحواً بســــلام؟! .. هل عانيت أثر فقدان أصــــدق كلمة نطقت بها كل الكائنات الحية طلباً للحب والحنان؟! .. لقد عجـــــــز قلمــــى عن وصــــف هـــــذا المخلـــــوق المُـــدْعَى ” أمــــــــــى “.
أمى الحبيبة كـيف أرثيكــــى؟! .. أنا لا أحبك وليس العشــــق يكفيكــــى ولكنه فقط هو الموت فيكى .. فيارب يا رحمن إجمعنا بها فى فردوسك الأعلى فى مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر فأنت على ذلك قدير وبالإجابة جدير .. وإنا لله وإنا إليه راجعــــــــــون.
إبنك البار .. أحمــــــــــد مختار