[ad id=”66258″]
كتبه:د”محمود غزالة
متابعة:سالم هاشم
العقيد أحمد حسن السخري والمقدم حسن حسن السخري – حفظهما الله – هم أبناؤنا الأعزاء المحترمين ، لهما منا خالص التهنئة علي الترقية ، فهذا تحصيل حاصل للإخلاص والنجاح في مجال العمل، وهما إذ يسيران علي نهج والدهما العزيز اللواء حسن السخري فإنه لا غرابة في الحصول علي كل تكريم واحترام.
أمهما الفاضلة تصوم الدهر وتصلي الليل والنهار ويدها دائما ممدودة بالخير للناس ، وهي سيدة كريمة الأصل والنسب ، عندما كان أولادها يمرضون كانت تستعين علي علاجهم بالصوم والصلاة حتي يشفيهم الله ، أما أبوهما فهو وحده – أسطورة – فقد عاش يتيما وصبر مع والدته السيدة الطيبة المرحومة الحاجة أم حسن صبرا يجعلهما في أعلي عليين ، لقد كانت لعائلة السخري أراضي زراعية واسعة وكنا نعمل و نزرع في هذه الأرض ولم يأخذ هو ووالدته نصيبهم العادل وكان يمكن أن تدمر حياة الغلام لكنها استعانت بالصبر والصلاة حتي أكرمها الله واستجاب لدعائها بأن يصبح ابنها مأمورا.
[ad id=”1177″]
تزوج في ظروف صعبة من أهل بيت عريق لم يحلم به يوماً وكانت هذه الزيجة الميمونة بداية الحظ السعيد في حياته .
من العجيب أن نري حسن الخاتمة والكرامة لهذه السيدة الفاضلة ، فقد عاشت في حي الافرنج عيشة طيبة ، ودفنت في بورسعيد وشيع جنازتها كل قيادات المدينة وأكل الجميع في مأتمها فليس أعز علي الحاج حسن من إطعام الناس.
و كانت أسعد أوقاته يوم أخذ المرحومة والدته إلي الحج ولم تكن الطروف ميسرة إلا أن الله يسر لهما الحج و قصاء الفريضة و تلبية دعوته علي غير ميعاد أو استعداد .
كنا في حارة واحدة وشارع واحد وتربطنا علاقة نسب و جوار وصداقة و نفتخر بذلك
لم يستمتع بطفولته بل كان يعمل في الأجازات وحتي بعد تقاعده فإنه مازال يعمل ولا يحب الكسل والبطالة.
في السبعينات كان ضابطا في بداية مشواره المهني ، وقتها تم تجفيف مساحات واسعة من بحيرة المنزله ، وكان نصيب بلدنا نحو ١٦ ألف فدان ، وعرض واضعوا اليد علي النقيب حسن السخري وقتها أرضا بمئات وآلاف الأفدنة مجانا مقابل فقط أن يحميهم أو يدعمهم معنويا فرفض ، وعرضوا كتابة مايشاء من الأرض بإسم المرحوم عمي العزيز الحاج حسن غزالة وهو زوج أخت النقيب حسن فرفض أيضا ، وكان يمكن أن يصبح مالكا لآلاف الأفدنة والتي يتجاوز ثمن الفدان حاليا ٣\٤ مليون جنية !!
وعندما أصبح لواء فقد ترأس جمعية النماء الزراعية في أراضي جنوب بورسعيد وهي جمعية خاصة بضباط الشرطة ، ومرة أخري جاءته الفرصة ليتملك عشرات ومئات الأفدنة وكان يمكن أن يكتبها بأسماء زوجته أو أبنائه أو أقاربه ولكنه رفض ذلك أيضا ، وسلم الأرض لأصحاب الأسهم بالعدل والقسطاس ، هذا مع العلم بأنه مغرم ومحب للزراعة وقد حول مكان عمله الحالي إلي واحة جميلة ومنتجة حيث يعمل مع واحد من أعظم وأنجح رجال مصر وبورسعيد وهو المهندس محمد السيد الغني عن التعريف.
[ad id=”87287″]
عندما كان المرحوم اللواء فخر الدين خالد محافظا لبورسعيد كان يقربه منه ويمنحه حوافز كثيرة لكفاءته ولكنه كان يصر أن يأخذ زملاءه مثله ولا يعود إليهم إلا بما يسرهم ويشجعهم .
كان منتظراً أن بكون مدير أمن بورسعيد ،ولم يحدث ذلك وكان هذا خيراً ،فقد أقيل مدير الأمن عند وقوع حادث الإعتداء علي الرئيس مبارك ،وكان هذا من فضل الله عليه لحمايته من هذا الموقف .
و عندما أراد شراء مساكن لأولاده فقد اضطر لبيع بيته في البلد ،وكان بيتاً جميلاً و قد بناه علي هواه و كان يحبه كثيراً ،و لكنه باعه و أنا من قام بالبيع ،فقد كانت معي مفاتيحه و كنت أشرف عليه في غيابه ،وهو الأن يساوي عدة ملايين و مبروك لمن اشتراه فهو صديقنا العزيز الأستاذ حامد موسي المحامي المحترم .
لا عدد للناس الذين ساعدهم في كسب رزقهم ومن وفر لهم عملاً أو ساعدهم في حل مشاكلهم ،إنه يكرم اليتيم و يحض علي طعام المسكين ولا يتأخر عن المساعدة .
لم يضرب أحداً طوال حياته حتي وهو في قمة السلطة بل كان المطلوبون يحترمونه و يثقون به و يسلمون له أنفسهم طوعاً لأنه لن يظلمهم أو يهينهم ،تواضع للجميع ولم تغير الرتبة الرفيعة من طباعه ،فكان بسيطاً و شعبياً و متجاوباً مع الجميع ،ولم ينأي بنفسه في برج عال أو يعتزل الناس .
كان سهل المعاملة ،و كلما قدمت إليه كشف حساب كان يمزقه ولا يقرأ إلا السطر الأخير بجملة الحساب و يدفعه بزيادة .
رغم ظلم البعض منهم له إلا أنه كان باراً جداً بأقاربه و أهل بلده بل و البلدان المجاورة إضافة إلي حبه لأهل بورسعيد ،فقد كان من أوائل من دخلوا المدينة بعد حرب 73 بعد عمله في الصعيد و ساهم في بناء جهاز الأمن فيها حتي إستقرت الأمور و كانت أخر مناصبه هو حكمدار دمياط ،و عندما تقاعد كان ملفه ناصع البياض و خالياً من أية تحقيقات أو جزاءات بل كان مليئاً بالحوافز و الإنجازات و شهادات التقدير .
منذ أعوام قليلة تعرض لأزمة صحية كبيرة و كان الأمل ضعيفاً لكن الله هيأ له سبيل الشفاء بما يشبه المعجزة و ذلك بالعلاج في ألمانيا علي حسابه الخاص ،و هذا من فضل الله و العمل الصالح ،لقد دعم وحدة الكلي بالعزيزة بأكثر من قدرته و إمكانياته ،و وفر لنا 2 جهاز غسيل كلوي يبلغ ثمنها حالياً نصف مليون جنيه و يقومان بمعالجة 100 مريض شهرياً و مازال يساعدنا ولا يتأخر عن أي محتاج .
هذا هر الجنرال حسن السخري ،إبن الصبر و الشرف و التعفف و الكرم و فاعل الخير علي الدوام .