محافظ الشرقية الآسبق
نقلها لكم/ محمود مسلمطبعا…ولو واحد زي الأسطورة ما بقاش نمرة واحد في مصر، مين هايبقى إن شاء الله؟! محمد غنيم ولا مجدي يعقوب ولا حتى محمد صلاح؟
اللي يلاقي دلع وما يتدلعشي، يبقى مش وش نعمة…دا حتى النعمة تزول من وش أمه…والاسطورة حقه يتدلع، ويحط رجله وجزمته الغالية، مش بس في وشنا…لا لا دا احنا نستسمحه إنه يحطها في بقنا، ونشكره على كده…ونتصور مع جزمة سيادته!!
أومال أيه…إحنا في ديك الساعة!! ولو زعلان سيادتك، ومش عاجبك، عندك البحر مليان (الأحمر والمتوسط) روح اشرب.
الإنسان مننا، وخاصة لما يكون جايبها من تحت، وبعد فقر مدقع، ربنا يعطيه ويكرمه، يبقى واحد من اتنين لا ثالث لهما:
إما إنه ما ينساش أصله، ويتقي ربنا في خلقه وعبيده، لأنه عارف كويس إن اللي منح يقدر يمنع، فربنا هو المانح وهو المانع…لهذا…النوع ده من خيرة البشر، دايما يشكر ربنا إنه أعطاه، لان المولى صاحب الفضل والمنة،
والشكر مش بالكلام، ولكن بالفعل والسلوك، بأنه يتواضع لخلقه، وينكسر أمام الضعفاء. النوع ده مش ها يفكر يجيب أغلى السيارات والطائرات، ليتباهى بها ويشبع عقد نقص، ولكنه سيكون أكثر سعادة وانشغالا بقضاء حوائج الناس…وأفضل نموذج حاليا مثلا “محمد صلاح” أو د. محمد غنيم اللي إلى الآن ساكن في شقة في عمارة قديمة بالمنصورة…وهو من هو “محمد غنيم”.
[ad id=”1177″]
أما النوع الثاني، ومن العينة دي كثير أوي في مجتمعنا، فهذا – أعزكم الله – تصيبه صدمة حضارية، اللي بنقول عليه محدث نعمة، يتحول بقدرة قادر، من معدم يدهسه المارة والعابرين بأقدامهم، إلى نجم مجتمع.
هذا النوع من المخلوقات – برضو أعزكم الله – أول شيء يفكر فيه هو أنه ينسى الله صاحب الفضل، ويتعالى على خلقه، وينسى أصله…أول شيء وأهم شيء يفكر فيه هو أنه سيحاول أن يثبت للعالم انه الأفضل بأغلى سيارة أو أغلى كلب أو طائرة أو قصر…إنه النقص أعزكم الله.
هذا النوع يا حضرات، لا يهمه أن فيه ناس شاربة المرار من كيعانها، ومش لاقية تأكل بالحلال في ظروفنا الصعبة، ورغم ذلك صابرين وبيحبوا البلد بجد وبيخافوا عليها…أما هذا النوع، فالحد الأدنى من الإدراك (والمراعاة والاحساس) شبه معدوم عندهم.
وهذا النوع من المخلوقات موجود منه كثيرون، لوثوا مجتمعنا…هذا النوع من البشر، أشبه بقارون، الذي وقف متباهيا بماله، عندما قال “إنما أوتيته على علم عندي”…وكان جزاؤه باتر من الحبار، وجعله الله القاهر عبره إلى يوم القيامة “فخسفنا به وبداره الأرض”!!
انا لا ألوم هذه الأساطير الورقية…إنما اللوم كل اللوم يوجه لإعلام السبوبة، والازقية من الجزارين والتجار سواء تجار السلع أو تجار السياسه الذين صنعوا من هذه الشخصيات ونفخوا فيها، حتى انفجرت في وجوهنا جميعا.
يسأل هؤلاء المشخصاتية، وكل من أعانهم ودعمهم في مشروع فساد وضياع جيل، يفترض فيه أنه مستقبل هذه الأمة…يسأل من يدير منظومة الإعلام في مصر، ولم يراعي فيما يتم بثه قيم وثوابت وشباب هذه الأمة…
أي جيل صنع هؤلاء الأساطير الورقية والموجهة؟! لقد شكلوا لنا جيلا من السكارى وغريبي الأطوار، ممن لا يرجى خير على أيديهم…بل ننتظر منهم كل شر، بعد ان وجد شبابنا قدوته في عبده موته أو الليمبي أو الأسطورة….الخ!!
سؤال: لماذا تغيرت وانحدرت هيئة وسلوك وأخلاقيات الإنسان المصري؟! إسأل هؤلاء الذين تكالبوا على مصر وشعبها…اسأل من يدعمهم ويوجههم!!
يسأل ولي الأمر وخاصة الأب، الذي تخلى عن دوره، وترك طفله يتشبه بتلك النماذج الفاسدة والمفسدة…بعد أن تخلى الأب عن دوره وآلام عن دورها والمدرسة عن رسالتها والمسجد عن دوره، لذا صارت تلك النماذج الموجهة لتدمير شبابنا والمريضة هي “القدوة والمثل الأعلى”.
ما طار طائر وارتفع إلا وكما طار وقع…إن شاء الله هذه النماذج والبالونات سريعا ما ستنفجر وتختفي، عندما نضع كل شيء في مكانه الصحيح…عندما يصبح القدوة لشبابنا عالم في معمل أو طبيب في عيادته أو مهندس أو استاذ ومعلم في محرابه.
الغرب لم يبنى حضارته على أيدي الراقصات أو المشخصاتية أو المتسلقين، وإنما بنى حضارته على أيدى الأفزاز من العلماء والمبدعين والمفكرين…الفن مطلوب طبعا، لترسيخ القيم والحفاظ عليها، لا لتغييب وهدم الأمة…واستهداف شبابها ومستقبلها.
وبناء عليه….نحن من يصنع الصنم، ونحن أيضا من يملك تكسيره وإلقاؤه في المكان الذي يستحقه…نحن مسؤلون والدولة مسؤولة وفضائيات السبوبة طبعا مسؤولة…فليؤدي كل منا ما عليه لنجعل من هذه النماذج عبره لمن يعتبر… دمتم بألف خير.