وذلك لأن العفريت في لغة العرب في المعجم الوسيط الخبيث المنكر أو النافذ في الأمر مع دهاء والجمع عفاريت .والخبيث لغة الكثير الخبث . والمنكر لغة ما تحكم العقول الصحيحة بقبحه . ورجل نافذ في أموره لغة ماضِ .. وطريق نافذ لغة سالك عام .
وأمر نافذ لغة مُطاع . والدهاء لغة العقل أو جودة الرأي . وورد في تفسير الشعراوي لقوله تعالى ( قال عِفريتُ من الجنِ أنا آتيكَ به قبل أن تقومَ من مقامكَ وإني عليه لقويُ أمينُ ) سورة النمل آية 39 .
أن العفريت هو الخبيث الماكر من الجن وصاحب القوة الخارقة فيهم . وورد في تفسير الوسيط لطنطاوي أن العفريت هو المارد القوي من الشياطين الذين سخرهم الله تعالى لخدمة سليمان . وورد في تفسير الجلالين أن العفريت هو القوي الشديد .
وورد في تفسير التنوير لإبن عاشور أن العفريت إسم للشديد الذي لا يُهاب ولا ينال فهو يُتقى لشره وأصله إسم لعتاة الجن . وورد في تفسير الطبري قيل أن العفريت مارد من الجن وقيل داهيه وقيل أسمه كوزن . وورد في تفسير البغوي أن العفريت هو المارد القوي وقال وهب أسمه كوذي وقيل ذكوان وقال ابن عباس العفريت الداهيه وقال الضحاك هو الخبيث وقال الربيع الغليظ وقال الفراء القوي الشديد وقيل صخرة الجني وكان بمنزلة جن يضع قدمه عند منتهى طرفه . وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم :
( إن عفريتاً من الجن تفلتَ البارحةَ ليقطع عليَ صلاتي فأمكنني اللهُ منهُ فأخذتُه فأردتُ أن أربُطه على ساريةِ من سواري المسجدِ حتى تنظروا إليه كُلكُم فذكرتُ دعوة أخي سليمان ربَ هب لي ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدي فرددته خاسئا عفريت متمرد من إنس أو جان ) صحيح البخاري رقم 3193 . لذا يجب علينا أن نتعامل مع العفريت على أنه جن أو إنس المهام الصعبة لقدرته الخارقة على القيام بالأعمال الشاقة والنفاذ في الأمور بدهاء وخبث وجودة رأي .
ومن الجن الصالحون ومنهم ما دون ذلك ومن الإنس كذلك .
والعفريت قد يكون من الجن وقد يكون من الإنس .. ولهذا فقد يقوم العفريت بالمهام الصعبة بقوة في الخير وقد يقوم بها في الشر سواء كان عفريت من الجن أو من الإنس . والعفريت قد يكون كذلك لكون الجن غليظ أو عملاق أو قوي أو سريع الحركة أو فطن… لأن صفات القوة مختلفة كما أنها قد تكون في الخير وقد تكون في الشر .