الجن كائنات حية كالإنسان إلا أن لهم طبيعة خاصة …لا يفوتك..

بقلم .. احمد الشامي

وذلك لأن الجن في لغة العرب في المعجم الوسيط خلاف الإنس . والجن من كل شيئ أوله ونشاطه وشدته . ورد فى تفسير الوسيط لطنطاوي لقوله تعالى ( وجعلُوا للهِ شركاء الجِنَ وخلقَهُم وخرقُوا لهُ بنينَ وبناتٍ بغيرِ علمٍ سبحانهُ وتعالى عما يصفونَ ) سورة الأنعام آية 100 . أن المراد بالجن هنا على أقوال . الأول أن المراد بالجن الملا ئكة . والثاني أن المراد بالجن الشياطين .. والثالث أن المراد بالجن إبليس . ورجح إبن كثير أن المراد بالجن الشياطين . وورد في تفسير التنوير لإبن عاشور لقوله تعالى ( وما خلقتُ الجن َوالإنسَ إلا ليعبدونِ ) سورة الذاريات آية 56 . أن الجن جنس من المخلوقات مستتر عن أعين الناس وهو جنس شامل للشياطين قال تعالى عن إبليس ( كان من الجن ) سورة الكهف .

والإنس إسم جمع واحده إنسي بباء النسبية إلى إسم جمعه . وورد في تفسير الشعراوي لقوله تعالى ( وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم… ) .

أن مادة الجن هي الجيم والنون وكلها تدل على الستر والتغطية والتغليف ومنها الجنون لأن العقل في هذه الحالة يكون مستورا ونحن لا نرى الجن فهم مستورون والملائكة كذلك والمادة كلها مادة الجيم والنون تدل على اللف والتغطية .

والجن هو الخفي من كل شيئ والجن كما تعلمون هم خلق من خلق الله فسبحانه خلق الإنس وخلق الجن .

خلق الجن مستورا حتى لا نعتقد أن خلق الله لحي كائن يجب أن يتمثل في هذا القالب المادي بل سبحانه يخلق ما شاء وكما شاء فيخلق أشياء مستورة ولا تناسل لها كل ذلك بطلاقة قدرة الحق سبحانه ليقرب لنا هذه القضية لأن عقولنا قد تقف في بعض الأشياء التي لا تدرك ولا ترى لأننا لا نعلم وجودا لشيئ إلا إذا أحسسناه .

إن الحق سبحانه وتعالى يوضح ذلك . فإياك أن تظن أنك تستطيع أن تدرك كل ما خلقه الله فليس حسك هو الوسيلة الوحيدة للإدراك لأن حسك له قوانين تضبطه فأنت ترى ولكنك ترى بقانون بحيث إذا بعد المرئ عنك إمتدادا فوق إمتداد بصرك فلا تراه وكذلك أذنك تسمع فإن بعد الصوت أو مصدر الصوت عنك بحيث لا تصل الذبذبة إليك فلا تسمع كذلك عقلك قد تفهم أشياء ولا تفهم أشياء أخرى ثم ضرب لنا في وجودنا المادي أمثالا تقرب لنا ذلك الخلق الخفي من الجن ومن الملائكة . لقد وجدنا العقل البشري قد هداه الله الذي قدر فهدى أن يكتشف شيئا أسمه الميكروب وهو كائن حي دقيق جدا بحيث أن البصر العادي لا يدركه ولكنه كان موجودا وفعل الأفاعيل في الناس ودخل في أجسامهم دون أن يشعروا كيف دخل وعمل فيهم وفي صحتهم ما عمل من الهلاك والموت مثل أمراض الطاعون والكوليرا وغيرها ومع ذلك فالميكروب كان موجودا ومن جنس وجودنا أي هو مادة وله حياة وله فعل وله نفوذ في الهيكل الذي يدرك وهو الإنسان . وهكذا رأينا أن شيئا خفيفا لا يدرك ويهدد إنسان ضخما يدرك فهل معنى إكتشاف الميكروب أننا أوجدناه ؟

لا إن وجود الميكروب شيئ وإدراك وجوده شيئ أخر وإذا حللنا الميكروب نجد أنه مادة الإنسان ولكنه دقيق جدا حتى أن العين المجردة لا تراه فلما إكتشف المجهر وكبرناه عرفناه وهذا الكائن الحي إن كنت لا تراه فعدم رؤيتك له سابقا لا تعني أنه غير موجود بل هو موجود ولكنك لم تدركه ثم إكتشفت أيها الإنسان آلة جعلتك تدركه ولتعرف أن وجود شيئ لا يعني أنك من الضروري أن تدركه فإذا قال الله لك لي ملائكة من خلقي ولي جن من خلقي ولكنكم لم ترونهم وهم يرونكم نقول صدقت يارب لأن شيئا من جنس مادتنا كان موجودا ولم نراه ثم بعد ذلك رأيناه إذن فالأشياء نكتشفها لأن هي دليل على صدق البلاغ القرآني بما أخبر به من الأمور الغيبية الجن مستور والمادة كلها كما بينا تدل على الستر فالجنون غياب للعقل وجن الليل أي ستر وغطى .والجنة لأن فيها أشجار وغير ذلك بحيث لا يظهر الذي يسير فيها فتكون ساترة لمن يدخلها إذن المادة كلها تدل على الستر .. لذا يجب علينا أن نتعامل مع الجن على أنهم كائنات حية أو مخلوقات كالإنس إلا أنها تتميز بطبيعة خاصة عن الإنسان .

فهم يتزوجون ويأكلون ويشربون وأجسامهم من لحم ودم ومنهم الصالحون ومنهم ما دون ذلك ومنهم الطويل والقصير… . إلا أنهم يتميزون بقدرات خارقة منها أن لهم القدرة على التستر أو الخفاء والظهور أمام الناس و الإنتقال من مكان إلى آخر بسرعة فائقة وهم يروننا ولا نراهم . وأن الجن مخلوقات لا ترى بصفة مستمرة أي لا تظهر على الدوام أو مخلوقات مغلفة أو مغطاة قد يكون غلاف الشيئ كونه متناهي الصغر أي صغير الحجم جدا لدرجة أننا لا نراه بالعين المجردة مثال الميكروب الذي لايرى إلا بالمجهر وقد يغلف الشيئ بغلاف لا علم لنا به ربما نكتشفه بعد ذلك وربما يحجب عنا إلى يوم القيامة.

فالجن كائنات حية مستترة لها القدرة على الظهور و الشيئ المستتر قد يكون كذلك لأنه مغطى أو مغلف بشيئ يحجبه عن الحواس وهذا ما يجعله يختفي عن البصر رغم وجوده المادي . وأن الجن مخلوقات قادرة على التشكل فقد تأتي في صورة إنسان أو حيوان أو في صورة شيئ كبير أو صغير… .. غير أنها لا تغير من طبيعة الأشياء .

والجن كائنات حيه تفكر قال تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ويكثر عليهم الكذب فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فذكرت الحديث فقال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله ُحافظُ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( صدقكَ وهو كذوب ذاكَ شيطانُ ) صحيح البخاري رقم 3052 .

وأخيرا لا شك في أن الجن قادرون على فعل الكثير من الأمور التى يقوم بها الإنسان كحمل الأشياء ونقلها من مكان إلى أخر مثال نقل الجن قصر بلقيس ملكة سبأ والقيام بالأعمال الصالحة… .. إلا أنهم لا يقومون بمثل هذه الأعمال بأنفسهم بل يدعون أمثالهم من الإنس إلى فعلها .. ففي حالة نقل الأشياء مثلا يدعون إنسان إلى نقل الشيئ من مكان إلى أخر بطريقة تنسب إليهم وفي حالة السرقة والقتل والأعمال الصالحة كذلك . وقد يدعون الإنسان بأن

Related posts