المنظمة تدين تخاذل المجتمع الدولي وتحذر من فناء نظام الامم المتحده

القاهرة في 15 مايو/آيار 2018 مايو/آيار 2018 عام النكبة العربية الأكبر المتحدة بمزيج من الحزن والألم، تواصل المنظمة العربية لحقوق الإنسان متابعة التصعيد العسكري للاحتلال الإسرائيلي لجرائمه بحق المدنيين العزل في قطاع غزة المحتل وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي أدت يوم أمس لارتقاء 61 شهيداً من المدنيين الفلسطينين العزل خلال مسيرات العودة التي واكبت خطوة نقل السفارة الأمريكية لدى الاحتلال إلى مدينة القدس الفلسطينية المحتلة. ووثقت الجماعات الحقوقية الفلسطينية استشهاد 61 مدنياً فلسطينياً بينهم 6 أطفال، ونحو 2700 جريحاً، بينهم نحو 40 جريحاً على حافة الاستشهاد، ونحو 80 آخرين في حالة حرجة، كما شملت الإصابات استهداف قوات الاحتلال الطواقم الطبية ما أدى إلى إلى إصابة 13 مسعفاً، والإعلامينن بما ادى لإصابة 7 صحفيين. وتؤكد التقارير الموثقة التي أعدها الباحثون الميدانيون لمؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية أن أكثر من 230مدنياً فلسطينياً بما يشمل 40 شهيداً و190 جريحاً قد تم استهدافهم بالرصاص الحي في الجزء الأعلى من الجسد بما في ذلك الرأس والرقبة، وهو ما يؤكد توافر القصد الجنائي لجريمة القتل العمد. كما تؤكد التقارير الفلسطينية والتي سبق أن أيدتها الأمم المتحدة أن قوات الاحتلال عمدت بشكل منهجي لقتل المتظاهرين، ففي الوقت الذي كان فيه المتظاهرون الفلسطينيون عزل من السلاح، تحصن جنود الاحتلال خلف السواتر الترابية العالية، وداخل فتحات محصنة ومجهزة. وتعرب المنظمة عن عميق قلقها إزاء تقارير غير دقيقة وصفت سلوك قوات الاحتلال الإسرائيلي بأنه “استخدام للقوة المفرطة أو المميتة”، رغم أن هذا الوصف لا يشكل تهويناً من كون ما وقع انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم حرب ذات طابع جسيم تستوجب المساءلة والمحاسبة. فيما تؤكد المنظمة أنه ووفقاً للتقارير الفلسطينية والمصادر الميدانية المباشرة، فإن ما ارتكبته قوات الاحتلال يتجاوز استخدام القوة المفرطة أو الميتة ويشكل جرائم قتل جماعي ذات طابع منهجي، ما يتجاوز فلسفة الاستهتار بالأرواح والسلامة البدنية للمتظاهرين. ووفقاً لمبادئ القانون الإنساني الدولي وأحكام اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 الخاصة بتنظيم قواعد حماية المدنيين وقت الحرب وتحت الاحتلال، فإن الاحتلال الإسرائيلي قد صعد من جرائمه العدوانية تجاه المدنيين تحت الاحتلال بالإضافة إلى مواصلته جرائم أخرى ذات طابع جسيم بشكل منهجي يومي، وهو ما يضع على عاتق المجتمع الدولي مسئولية قانونية وأخلاقية في تفعيل الاتفاقية وتأسيس آليات المساءلة والمحاسبة وفقاً للاتفاقية، وضمان منع إفلات الجناة من العقاب وإنهاء الحصانة الممنوحة دولياً للاحتلال. إن مسئولية الدول الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة تجاه حماية المدنيين في فلسطين المحتلة قد انعقدت قبل وقت طويل، ويعكس الواقع الراهن والتطورات المؤلمة الفشل الذريع للمجتمع الدولي في تطبيق الاتفاقية، وخاصة خلال المؤتمرين اللذين انعقدا عامي 1999 و2001، واللذين كذلك شكلا مقدمة لتقويض القانون الدولي ومنحا ما يمكن وصفه ب”تصريح بالقتل” لسلطات الاحتلال للمضي قدماً دون الامتثال لأحكام الاتفاقية وارتكاب سلسلة هائلة من جرائم الحرب. وإذ ترحب المنظمة بقرار القيادة الفلسطينية الذي تأخر طويلاً باستخدام آلية المحكمة الجنائية الدولية التي تم تعطيلها عملياً عملياً منذ مارس/آذار 2015، عبر تقديم بلاغ رسمي ضد جريمة الاستيطان بطبيعتها كجريمة لا مواربة فيها، فإن فشل مجلس الأمن في استمرار التصدي للانتهاكات والجرائم الإسرائيلية يشكل عاملاً جوهرياً في تنحية أي اعتبار لدور المجتمع الدولي في تحمل مسئولياته السياسية والقانونية والأخلاقية. وفشل النظام الدولي في إعادة الاعتبار لقواعد القانون الدولي يهدر كل حاجة لهذا النظام في القضية الفلسطينية وفي غيرها من القضايا والأزمات العالمية الأخرى، ويشكل مقدمة عملية منتجة لفناء نظام الأمم المتحدة. إن فشل النظام الدولي في الانتصار لمنجزاته القانونية الرئيسية عبر 70 عاماً في الشأن الفلسطيني قد أدى عملياً لإهدار معايير وقواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وهو ما شكل تشجيعاً لمرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان عبر العالم الذين أدركوا حقيقة فشل هذا النظام طالما تمتعوا بحماية القوى الكبرى. وتعود المسئولية الرئيسية في دعم حقوق الشعب الفلسطيني وفق الحد الأدنى الذي تسطره قرارات الأمم المتحدة على عاتق الحكومات العربية التي أخفقت في القيام بواجباتها في الانتصار للحقوق الفلسطينية وتوفير الدعم لصموده الملهم في وجه آلة الاحتلال الإسرائيلي الشرسة. ولقد أكدت التجربة الماثلة خلال السنوات الثلاث الماضية أن انتكاس الأوضاع العربية والانشغال بالأزمات الداخلية لا يشكل مبرراً منطقياً للتحرك العربي الجاد لدعم الشعب الفلسطيني عبر الآليات القانونية الدولية وللمدى الذي توفره هذه الآليات. ولقد سبق للمنظمة العربية لحقوق الإنسان أن دعت الجامعة العربية خلال العدوان الإسرائيلي الواسع في صيف العام 2014 إلى إعداد مشروع قرار أممي لوضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال من الأراضي الفلسطينية المحتلة في يونيو/حزيران 1967 دون قيد أو شرط، والعمل على حشد وتعبئة الأطراف الدولية لمساندة هذا القرار واستصداره كملاذ أخير عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب صيغة “الاتحاد من أجل السلم”، ورغم تبني الجامعة العربية لهذا التوجه، إلا أنه جرى تجميد تفعيله عبر توقف لجنة الخبراء المكلفة بإعداده في منتصف العام 2015. كما حثت المنظمة خلال السنوات الخمس الأخيرة النظام الرسمي العربي على دعم خطوات القيادة الفلسطينية بشكل مخلص وجاد لتعزيز خياراتها في اللجوء للمحكمة الجنائية الدولية بفعالية، وإعادة طرح مشروع القرار الخاص بعضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة، والحشد والتهيئة لانعقاد مؤتمر الدول لأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة لضمان تطبيق الاتفاقية

Related posts