بقلم د/ طـــــارق رضــــــــــــوان
كليوباترا ملكة مصر . يونانية من مقدونيا . وهي آخر الملوك من سلالة البطالمة التي انحدرت من نسل بطليموس الأول أحد قواد الاسكندر الأكبر . ولدت سنة 69 قبل الميلاد وتوفي أبوها بطليموس الثالث عشر وهي في الثامنة عشرة من عمرها وبهذا أصبحت ملكة في هذا العمر واقتسم معها الملك أخوها بطليموس الرابع عشر وكان في العاشرة . ولم تمض سنتان على حكمه حتى تآمر عليه ثلاثة من أتباعه ونفوه إلى سوريا فعبأت جيشا اجتازت به الصحراء لتعيد بذلك عرشها .
اما عن جمالها فأقرب الأوصاف لها هو وصف بلوطرخوس الذي سمع جده احد الأطباء يتحدث عن كليوبترا، وقد عرف احد طهاة ملكة وادي النيل. و كتب بلوطروس يقول إن جمالها ” لم يكن في الحقيقة خارقا أو رائعا بحيث لا يمكن مقارنة احد بها ” غير إن جميع الكتاب في العصور القديمة يجمعون على الإشارة بحديثها الحلو، و سحر صوتها، و نباهتها و آرائها السديدة. وكانت تتكلم ست لغات، و متضلعة في التاريخ، و الأدب، و الفلسفة الإغريقية. و كانت دبلوماسية ماهرة، و خبيرة بالخطط الحربية من الطراز الأول، بصورة واضحة، فضلا عن حسن الإخراج .
حين أهدت كليوباترا الهدايا الى انطونيوس لم تكن غايتها الارتباط بأنطونيوس، و لكن إقناعه بفن مصر غير المحدود، و بالتالي، قيمتها شخصيا كحليفة لروما
زارها بعد ذلك في الاسكندرية وأقام فيها شتاء ذلك العام . أنجبت بعد رحيله بستة اشهر توأما . ثم لحقت به في سوريا وهناك أعلنوا زواجهما رسميا .
أبرز المحطات التي يتوقف حولها الباحثين هي معركة اكتيوم . لم يتفق أحد للآن لماذا قبل انطونيوس أن يجر للحرب في البحر وهو يملك الجيش القوي الذي يضمن به الانتصار في البر . ولماذا استدارت كليوباترا عائدة بأسطولها في وسط المعركة . وهو ما اعتبر خيانة منها وعلل بأنها أرادت أن تنهك الحرب المتقاتلين فتفوز هي وحدها بحكم ثلاثة أرباع العالم .
مشهد واحد أحسست فيه تشابها بين النصي هو مشهد عودة أنطونيو مهزوما .
كليوباترا زوديني قبلة . من ثناياك العذاب الشبمات
وأضيئي بسناها مقلة . يسدل الموت عليها الظلمات
ردي على هامتي الغار الذي سلبت . فقبلة منك تعلوها هي الغار .
Fall not a tear, I say; one of them rates
All that is won and lost: give me a kiss;
Even this repays me.
إشاعة موتها التي أطلقتها بعد المعركة والتي كانت سببا في انتحار أنطونيو أراد شوقي تبرئتها منها فنسبها للطبيب أوليمبوس .
أرتبط الشرق في أذهان الغربيين بالسحر والشعوذة والخرافات ومتعة الغموض والمغامرة، لدرجة أنه جاء على لسان بعض القادة الرومان أن كليوبترا مشعوذة قامت بسحر انتوني وتجريده من ملكة العقل والمنطق!!
أما انتوني عندما حاول الجمع بين الحضارتين ، بين الشرق والغرب، بين متعته وواجبه ، بين حبه لكليوبترا وحبه لوطنه ، كانت نهايته مأساوية.. ففي مجتمع امبراطوري لا وجود للعاطفة أما نداء العقل والواجب والمصالح.
مسرحية شكسبير قامت على صراع العقل والعاطفة ، المتعة والواجب ، على صراع الحضارات والطبقات الاجتماعية..
ولكن بالنسبة لكليوبترا
هل تمثل فعلا هذا الجانب الحسي الباحث عن المتعة فقط؟؟
أما أن شخصية مثلها استطاعت أن تجمع النقيضين:
كانت كليوباترا تتكلم ست لغات، و متضلعة في التاريخ، و الأدب، و الفلسفة الإغريقية. و كانت دبلوماسية ماهرة، و خبيرة بالخطط الحربية من الطراز الأول
مواضيع كثيرة يمكن نقاشها من خلال هذه المسرحية
الحب ، الواجب، المتعة، الحضارات، الشرف،الخيانة..
شكسبير ركز على الجانب الأنثوي فيها وقدمها في بداية المسرحية كامرأة مزاجية شهوانية ماكرة. في تلك الفترة امتدت سلطة الامبراطورية الرومانية لتشمل بلدان البحر المتوسط، وكانت تسعى لبسط سيطرتها على الدول الأضعف..
ومصر في ذلك الوقت كانت غنية بثرواتها الطبيعية والزراعية فكانت بذلك مصدراً للزراعة والتجارة والصناعة التي تزود الامبراطورية بما تحتاج..
وبالتالي انقسم المجتمع لطبقة السادة (الرومان) وطبقة العبيد (المصريين) الذين يعملون الآن في أراضي الامبراطورية..
في معظم الروايات أو الأعمال الأدبية نجد المرأة فيها مجرد تابع للشخصية الأساسية (الرجل) أما هنا فتشعر أن الطرف الأضعف هو أنتوني، انظر مثلا عندما يقول: لكن هنا نجد وجود كليوباترا كان قوي جدا هنا ولا تشعر أنها تابعة لانطوني لأنها تحبه
بل هي من تحاول الاحتفاظ به لنفسها وفعل أي شيء يبقيه بجانبها، فكليوبترا هنا تعبر عن رغبات المرأة ونفسيتها بعيدا عن عقد الخوف والخجل التي تفرضها عادة المجتمعات على المرأة
الأهم هنا أن إضافة إلى شكسبير وشوقي اللذان كتبا عنها ..
فهناك الكاتب الايرلندي جورج برناردشو في غترة نضج أدبه الذي كتب قيصر وكليوباترا (1898م)
كذلك الكاتب الإنجليزي جون درايدن الذي كتب مسرحيته الجميع للحب أو كل شيء من أجل الحب (1677م) والتي كانت تحوير لمسرحية شكسبير انطونيو وكليوباترا .
اما عن جمالها فأقرب الأوصاف لها هو وصف بلوطرخوس الذي سمع جده احد الأطباء يتحدث عن كليوبترا، وقد عرف احد طهاة ملكة وادي النيل. و كتب بلوطروس يقول إن جمالها ” لم يكن في الحقيقة خارقا أو رائعا بحيث لا يمكن مقارنة احد بها ” غير إن جميع الكتاب في العصور القديمة يجمعون على الإشارة بحديثها الحلو، و سحر صوتها، و نباهتها و آرائها السديدة. وكانت تتكلم ست لغات، و متضلعة في التاريخ، و الأدب، و الفلسفة الإغريقية. و كانت دبلوماسية ماهرة، و خبيرة بالخطط الحربية من الطراز الأول، بصورة واضحة، فضلا عن حسن الإخراج .
حين أهدت كليوباترا الهدايا الى انطونيوس لم تكن غايتها الارتباط بأنطونيوس، و لكن إقناعه بفن مصر غير المحدود، و بالتالي، قيمتها شخصيا كحليفة لروما
زارها بعد ذلك في الاسكندرية وأقام فيها شتاء ذلك العام . أنجبت بعد رحيله بستة اشهر توأما . ثم لحقت به في سوريا وهناك أعلنوا زواجهما رسميا .
أبرز المحطات التي يتوقف حولها الباحثين هي معركة اكتيوم . لم يتفق أحد للآن لماذا قبل انطونيوس أن يجر للحرب في البحر وهو يملك الجيش القوي الذي يضمن به الانتصار في البر . ولماذا استدارت كليوباترا عائدة بأسطولها في وسط المعركة . وهو ما اعتبر خيانة منها وعلل بأنها أرادت أن تنهك الحرب المتقاتلين فتفوز هي وحدها بحكم ثلاثة أرباع العالم .
مشهد واحد أحسست فيه تشابها بين النصي هو مشهد عودة أنطونيو مهزوما .
كليوباترا زوديني قبلة . من ثناياك العذاب الشبمات
وأضيئي بسناها مقلة . يسدل الموت عليها الظلمات
ردي على هامتي الغار الذي سلبت . فقبلة منك تعلوها هي الغار .
Fall not a tear, I say; one of them rates
All that is won and lost: give me a kiss;
Even this repays me.
إشاعة موتها التي أطلقتها بعد المعركة والتي كانت سببا في انتحار أنطونيو أراد شوقي تبرئتها منها فنسبها للطبيب أوليمبوس .
أرتبط الشرق في أذهان الغربيين بالسحر والشعوذة والخرافات ومتعة الغموض والمغامرة، لدرجة أنه جاء على لسان بعض القادة الرومان أن كليوبترا مشعوذة قامت بسحر انتوني وتجريده من ملكة العقل والمنطق!!
أما انتوني عندما حاول الجمع بين الحضارتين ، بين الشرق والغرب، بين متعته وواجبه ، بين حبه لكليوبترا وحبه لوطنه ، كانت نهايته مأساوية.. ففي مجتمع امبراطوري لا وجود للعاطفة أما نداء العقل والواجب والمصالح.
مسرحية شكسبير قامت على صراع العقل والعاطفة ، المتعة والواجب ، على صراع الحضارات والطبقات الاجتماعية..
ولكن بالنسبة لكليوبترا
هل تمثل فعلا هذا الجانب الحسي الباحث عن المتعة فقط؟؟
أما أن شخصية مثلها استطاعت أن تجمع النقيضين:
كانت كليوباترا تتكلم ست لغات، و متضلعة في التاريخ، و الأدب، و الفلسفة الإغريقية. و كانت دبلوماسية ماهرة، و خبيرة بالخطط الحربية من الطراز الأول
مواضيع كثيرة يمكن نقاشها من خلال هذه المسرحية
الحب ، الواجب، المتعة، الحضارات، الشرف،الخيانة..
شكسبير ركز على الجانب الأنثوي فيها وقدمها في بداية المسرحية كامرأة مزاجية شهوانية ماكرة. في تلك الفترة امتدت سلطة الامبراطورية الرومانية لتشمل بلدان البحر المتوسط، وكانت تسعى لبسط سيطرتها على الدول الأضعف..
ومصر في ذلك الوقت كانت غنية بثرواتها الطبيعية والزراعية فكانت بذلك مصدراً للزراعة والتجارة والصناعة التي تزود الامبراطورية بما تحتاج..
وبالتالي انقسم المجتمع لطبقة السادة (الرومان) وطبقة العبيد (المصريين) الذين يعملون الآن في أراضي الامبراطورية..
في معظم الروايات أو الأعمال الأدبية نجد المرأة فيها مجرد تابع للشخصية الأساسية (الرجل) أما هنا فتشعر أن الطرف الأضعف هو أنتوني، انظر مثلا عندما يقول: لكن هنا نجد وجود كليوباترا كان قوي جدا هنا ولا تشعر أنها تابعة لانطوني لأنها تحبه
بل هي من تحاول الاحتفاظ به لنفسها وفعل أي شيء يبقيه بجانبها، فكليوبترا هنا تعبر عن رغبات المرأة ونفسيتها بعيدا عن عقد الخوف والخجل التي تفرضها عادة المجتمعات على المرأة
الأهم هنا أن إضافة إلى شكسبير وشوقي اللذان كتبا عنها ..
فهناك الكاتب الايرلندي جورج برناردشو في غترة نضج أدبه الذي كتب قيصر وكليوباترا (1898م)
كذلك الكاتب الإنجليزي جون درايدن الذي كتب مسرحيته الجميع للحب أو كل شيء من أجل الحب (1677م) والتي كانت تحوير لمسرحية شكسبير انطونيو وكليوباترا .