بقلم ..أحمد الشامي
وذلك لأن العقل في لغة العرب في المعجم الوسيط ما يقابل الغريزة التي لا إختيار لها أو ما يكون به التفكير والإستدلال وتركيب التصورات والتصديقات أو ما به يتميز الحسن من القبيح والخير من الشر والحق من الباطل أو القلب أو الحصن أو الملجأ . وورد في تفسير السعدي لقوله تعالى ( لهُم قلوبُ لا يفقهونَ بهَا ) سورة الأعراف آية 179. أي لا يصل إليها فقه ولا علم إلا مجرد قيام الحجه . وعن عيسى قال سمعت الشعبي يقول ( إنما كان يَطلُبُ هذا العِلمَ من إجتمعتْ فيه خَصلتان : العقل والنسك… ) سنن الدارمي 374 . لذا يجب علينا أن نتعامل مع العقل على أنه خصلة من خصال الجسم وآداة التفكير والخير فيه . وبه يطلب العلم ويقع داخل القلب والمخ وقد يوجد في القلب دون المخ والعكس . لأن المجنون قد يعرف أن الذى أمامه نار بقلبه الذي مازال ينبض وقد لا يعرف من عنده عقلا الخير عندما يمتلئ قلبه بالشر وهكذا . وأن العقل محل الإدراك في القلب وفي ضوء ذلك فلا خلاف بين الذين يقولون بوجود العقل في الدماغ والذين يقولون بوجود العقل في القلب لأن العقل ليس شيئاً ماديا بالإضافة إلى حتمية وجوده في القلب والدماغ . وأن العقل عادة ما يقصد به عقل الإنسان رغم وجود فصائل حيوانية أخرى تمتلك بعض القدرات العقلية مثال الببغاوات والحيتان . وأن العقل قد يستخدم أحيانا لوصف القوى الخارقة غير البشرية أو ما وراء الطبيعة . وأن وجود العقل في القلب يلزم وجوده في كل أعضاء الجسم وخاصة الدماغ لأن صلاح القلب صلاح للجسد وفساده فساد للجسد كله . ومن ثم فلا خلاف بين كون العقل في القلب وبين كونه في الدماغ .