[ad id=”66258″]
بقلم ..احمد الشامي
وذلك لأن الضمير في لغة العرب في المعجم الوسيط المضمر أو ما تضمره في نفسك ويصعب الوقوف عليه أو إستعداد نفسي لإدراك الخبيث والطيب من الأعمال والأقوال والأفكار والتفرقة بينهما وإستحسان الحسن وإستقباح القبيح منها .
وأضمر الشيئ لغة أخفاه . وورد في تفسير الطبري لقوله تعالى ( ولقد خَلقنَا الإنسانَ ونعلمُ ما توسوسُ بهِ نفسهُ ونحنُ أقربُ إليهِ من حبلِ الوريدِ ) سورة الأنعام آية 16 أن الله خلق الإنسان ويعلم ما تحدث به نفسه فلا يخفى عليه سرائره وضمائر قلبه . وورد في تفسير القرطبي ( ونعلم ما توسوس به نفسه…) أي ما يختلج في سره وقلبه وضميره وفي هذا زجر عن المعاصي التي تستخفى بها . وورد في تفسير التنوير لإبن عاشور أن معنى توسوس تتكلم كلاما خفيا همسا .
[ad id=”1177″]
لذا يجب علينا أن نتعامل مع الضمير على أنه شيئ داخل القلب أو داخل أي عضو من أعضاء الجسم لأنه شيئ في النفس والنفس هي الشيئ بكل مافيه وكل عضو من أعضاء الجسم قد يختفي فيه شيئ لا نعلمه إلا عند ظهوره وهو الضمير .
ومن أقوال العلماء والمفسرين أن القلب ينعدم صوته عندما يغرق في الظلمات والتكبر والغرور والإنخداع لأن في هذه الحاله تعلو الأنا والشهوات على صوت الضمير داخل القلب فيخفق عمله ويختفي صوته داخل الجسد .
وفي ضوء ذلك فإن الضمير شيئ في القلب وفي كل عضو من أعضاء الجسد يتمثل في كل ما يخفيه الإنسان من أمور أو أشياء لا نعلمها عنه إلا بعد الإفصاح عنها . والله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له هو من يعلم كل ما يخفيه الإنسان في نفسه في السر والعلانية .