متابعي الافاضل , الساده والسيدات، في مقالتي هذه دعونا نطرح، اسئله هامه تهم قطاع كبير من الناس وخاصتا جمهور المرضي ، وايضا كثيرا من الزملاء الصيادله المتخصصين .
هل تنتهي صلاحية الدواء فعلا ؟
هل التاريخ المطبوع علي علبة الدواء يعبر فعلا عن انتهاء الصلاحية الفعلية للدواء؟
– سؤال تطرحه علي نفسك كثيرا عندما اضطررت في بعض المرات لأخذ دواء منتهي الصلاحية لعلاج آلام المعدة أو الحموضة وتفاجأ بأن الدواء مازال فعالا ويعطي نتائج جيدة.
– انتشرت بين أوساط الصيادلة عدة تفسيرات لذلك , ومنها أن شركات الأدوية تحدد shelf life أو عمر الرف للدواء عن طريق اجراء تجارب لفعالية الدواء وعند بداية نقص فعالية الدواء بأي نسبة فإنهم يطبعون تاريخا يسبق ذلك بثلاثة أشهر وطبقا لهذه النظرية فإن استعمال الدواء لمدة 3 شهور بعد انتهاء الصلاحية يؤدي نفس فعالية الدواء الجديد.
– النظرية الأخرى أن الدواء يبدأ في التحلل بعد تاريخ الصلاحية المطبوع عليه بالتدريج حتي ينتهي تماما بعد سنة علي الأكثر.
وبالبحث على موقع طبي موثوق فيه وجد صورة مقال على موقع medscape وهو من أشهر المواقع الطبية في العالم قام كاتب المقال بإجراء بحث حول صحة التاريخ المثبت علي علبة الدواء ومدى ارتباطه بالفعالية الحقيقية للدواء واليكم بعض مقاطع من المقال:
“حينما بدأت أجمع المعلومات حول هذا الأمر اكتشفت التالي:
– أولا: كتابة تاريخ الصلاحية علي العبوات بدأ اساسا في عام 1979 في الولايات المتحدة ونص القانون يتحدث عن تحديد الفترة التي تضمن فيها الشركة الأمان والفعالية الكاملة الدواء ” أي بنسبة 100%” وهذا مختلف تماما عن الفترة التي يظل فيها الدواء فعالا وآمنا.
– ثانيا: جميع السلطات الصحية تتفق علي أن أخذ الدواء بعد انتهاء الصلاحية “آمن تماما” – أي أنك اذا أخذت دواء منتهي الصلاحية فإنه لن يسبب لك أي ضرر صحي وبالتأكيد لن يكون قاتلا وذلك بغض النظر عن الفعالية – باستثناء بعض الأدوية التي سنذكرها لاحقا”.
– ثالثا: “أثبتت الدراسات أن الأدوية منتهية الصلاحية بالمفهوم المعروف تفقد جزءا من فعاليتها مع مرور الوقت ويتراوح ذلك من أقل من 5% وحتي 50% من قوة الدواء الجديد . “والمفاجأة” حتي 10 سنوات بعد انتهاء تاريخ الصلاحية يظل الدواء محتفظا بنسبة جيدة من قوة الدواء الأصلي تجعله صالحا للاستعمال”.
– واحدة من أكبر الدراسات التي تؤيد الحقيقة السابقة هي الدراسة التي قام بها الجيش الأمريكي منذ 15 عاما “قبل تاريخ كتابة المقال” ونشرت تلك الدراسة في صحيفة
(The Wall Street Journal (March 29, 2000) reported by Laurie P. Cohen)
كان الجيش يواجه مشكلة كبيرة كل 2-3 سنوات لتدمير واستبدال ما يقارب من 1 مليار دولار امريكي ولهذا بدأ الجيش بإجراء دراسة كبيرة لاختبار امكانية إطالة عمر العهدة من الأدوية إلى أطول فترة ممكنة .
تم إجراء الاختبار بواسطة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية “F.D.A” وشملت الدراسة أكثر من 100 صنف من الأدوية الوصفية واللاوصفية وكانت النتيجة أن حوالي 90 % من الأدوية كانت آمنة تماما وذات فعالية جيدة حتي 15 عاما من تاريخ الصلاحية الأصلي المطبوع عليها.
– يقول الصيدلي Francis Flaherty مدير السابق للبرنامج الاختباري والذي ظل يعمل في “F.D.A.” حتي تقاعده عام 1999 “ان التاريخ المطبوع علي علبة الدواء لا يعبر أو حتي يقترح التاريخ الذي بعده يتوقف الدواء عن أن يكون فعالا أو امنا”.
– ويضيف “الشركات المصنعة تضع هذا التاريخ لأسباب أخري تسويقية أكثر منها أسباب علمية لأنه لن يكون من المربح لتلك الشركات أن تظل منتجاتهم علي الأرف لمدة 10 سنوات ويريدون التحايل علي الأمر”
– ورغم هذا فإن F.D.A تحذر من أن هذا البرنامج تم علي الأدوية التي يمكن استخدامها أثناء الحروب ولا توجد أدلة علمية كافية علي أن هذا يشمل جميع الأدوية المتداولة في السوق “.
– مثال آخر علي ذلك هو الأسبرين حيث تفترض الشركات علي سبيل المثال أن صلاحيته من عامين الي ثلاثة أعوام لكن شركة BAYER قامت بإجراء تجارب أثبتت بها أنه يظل يحتفظ بنفس فعاليته الأصلية حتي 4 سنوات ولم تجر تجارب بعد هذا التاريخ لكن عالما آخر هو Dr. Jens Carstensen البروفيسور في جامعة University of Wisconsin’s pharmacy school والذي ألف المرجع الرئيسي في الثبات الدوائي “drug stability “ يقول أنه أجري اختبارات علي أنواع مختلفة من الأسبرين وأثبت أن الأسبرين يظل بعد 5 سنوات له نفس مفعول
الأسبرين الجديد إذا تم تصنيعه بصورة صحيحة”.
– ويستثني الكاتب من تلك القاعدة الأدوية التي ثبت علميا حدوث تحول كيميائي للمواد الفعالة المكونة للدواء أو الأدوية التي نقص أو زيادة الفعالية لها يهدد حياة المريض مثل:
1- مركبات *tetracycline*حيث ثبت ضررها الشديد علي الكلي بسبب حدوث تغيير كيميائي لها مع الوقت.
2- أدوية السكر والإنسولين.
3- الأدوية الموسعة للشرايين مثل النيتروجليسرين.
4- المضادات الحيوية السائلة .
المعروف دستوريا ان الدواء طالما كان محتويا علي 90 % من المادة الفعالة او اكثر يعتبر صالحا للاستعمال بغض النظر عن المدة.
ولكن الاشتراطات الصحية للوزارات أقرت ان اقصي مدة صلاحية لدواء هي في حدود 5 سنوات من تاريخ الانتاج حتي ولو كانت المادة الفعالة بنفس مستواها عند التصنيع.
والخلاصة:
إذا لم يكن الدواء الذي تأخذه دواء مؤثرا علي الحياة مثل أدوية القلبوالسكر والضغط وغيره واضطررت إلي أخذ دواء منتهي الصلاحية لعلاج الصداع أو الألم أو الحموضة أو المغص وغيرها من الأعراض البسيطة فلا تقلق تماما وسيعطي الدواء نتيجة فعالة معك.
والله الموفق والمستعان
دكتور // هاني عبد الظاهر