[ad id=”66258″]
بقلم /محمد سعيد أبوالنصر
كرم الإسلام المرأة ورفع مكانتها وأعلى شأنها ، ولا يوجد دين من الأديان السماوية ولا الوضعية ، ولا مذهب من المذاهب الأرضية فيما نعرف كرم المرأة أكثر مما كرمها الإسلام ، فالنساء في الإسلام شقائق الرجال، بل لا توجد حضارة كرمت المرأة مثلما كرمتها حضارة الإسلام وقد بلغ من تكريم الإسلام للمرأة أنه خصص باسمها سورة من سور القرآن الكريم سماها ( سورة النساء ) الإسلام يكرم المرأة بنتاً: كرم الإسلام المرأة بنتاً ، وأمر بتريبتها.
[ad id=”1177″]
والإحسان إليها، وجعل ذلك طريقاً إلى الجنة، وبُعداً عن النار.. فقد قال صلى الله عليه وسلم : “من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار”، وفي رواية “حجاباً من النار” وقال تعالى {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)} [الشورى: 49، 50] فقوله (لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي إنه خالق السموات والأرض ومالكهما والمتصرف فيهما، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وهو يعطى من يشاء ويمنع من يشاء، لا مانع لما أعطى، ولا معطى لما منع. فكل ما في السموات وما في الأرض، وما يجرى فيهما من أمور- هو من عند الله: {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [78: النساء] ..فالله سبحانه يخلق ما يشاء، ويهب ما يشاء فيعطى ويمنع، ويثيب ويعاقب. .ولقد اعتبر الإسلام البنت هبة من الرّحمن قال تعالى : { يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ} الشورى: ,49 ] فقدّم الأنثى على الذكر، تقديم يدلّ على التقدير، بل كان أسلافنا يعتبرون المرأة المباركة مَن تبكّر بالأنثى، فتنجب البنت أوّلاً قبل الولد. وَقِيلَ: تَقْدِيمُ الْإِنَاثِ لِكَثْرَتِهِنَّ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الذُّكُورِ، وَقِيلَ: لِتَطْيِيبِ قُلُوبِ آبَائِهِنَّ ولو أن الناس رضوا بتقدير الله وتصريفه لكان خيرًا لهم ..
[ad id=”1177″]
فبعض الناس يهبهم الله إناثًا، وبعضهم يهبهم ذكورًا، وبعضهم يهبه الذكور والإناث معًا: وقوله «يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً» أي يجعلهم أزواجًا، ذكرًا وأنثى، لا أن يتزوج بعضهم بعضا، وقد جاء النص القرآني: «ذُكْراناً وَإِناثاً» للإشارة إلى ما يقع في نسبة الذكور والإناث من اختلاف، عند من يرزقون الذكور والإناث.. فقد يرزق الإنسان ذكرًا وأنثى، أو ذكرًا وعددًا من الإناث، أو عددًا من الذكور وأنثى، أو أعدادًا متساوية من الذكور والإناث.. وقوله تعالى: «وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً» – إشارة إلى الصنف الرابع، وَالْعَقِيمُ الَّذِي لَا يُولَدُ لَهُ، يُقَالُ رَجُلٌ عَقِيمٌ وَامْرَأَةٌ عَقِيمٌ، وَعَقَمَتِ الْمَرْأَةُ تَعْقُمُ عُقْمًا، وَأَصْلُهُ الْقَطْعُ، وَيُقَالُ نِسَاءٌ عُقْمٌ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: عُقِمَ النِّسَاءُ فَمَا يَلِدْنَ شَبِيهَهُ ….. إِنَّ النِّسَاءَ بِمِثْلِهِ عُقْمُ والعقم يكرهه كل الناس ..وكل هذه الأحوال خاضعة لمشيئة الله. لا يتدخل فيها أحد سواه. وهو يقدرها وفق علمه وينفذها بقدرته: «إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ».. وَمَعْنَى الْآيَة َواضَح مِنْ أَنْ يُخْتَلَفَ فِي مِثْلِهِ، فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ أَخْبَرَ أَنَّهُ يَهَبُ لِبَعْضِ خَلْقِهِ إِنَاثًا، وَيَهَبُ لِبَعْضٍ ذُكُورًا، وَيَجْمَعُ لِبَعْضٍ بَيْنَ الذُّكُورِ وَالْإِنَاثِ وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً لَا يُولَدُ لَهُ ذَكَرٌ وَلَا أُنْثَى، إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ أَيْ: بَلِيغُ الْعِلْمِ عَظِيمُ الْقُدْرَةِ ولقد أخبرت السنة المباركة بأن الجنّة جزاء الأب الّذي يحسن صحبة بناته ويصبر على تربيتهن، ويحسن تأديبهن، وجعل منزلته في الجنّة بجواره صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام : ‘مَن عال جاريتين دخلت أنا وهو الجنّة كهاتين” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ad id=”1177″]