[ad id=”1177″]
معاناة مجتمعاتنا طالت الجميع كبارا وصغارا .. براعمنا البريئة التي تتفتح في مجتمع مشلول منذ بدايته من تكوين الأسرة ، ليتبعه الجهل وعدم ادراكه لكيفية تربية الأطفال ، بسبب قلة المؤسسات وعدم توفر الوعي لدى الأنثى لكيفية التعامل والتربية مع هذا الكائن البريء الذي أتى لهذه الدنيا ليكمل فرحتها .. جاهلة عن معرفة احتياجاته أوكيف تهتم به أو خلق بيئة تتناسب مع أحلامنا ليكبر بشكل صحيح وسليم القليل من يعرفون كيف يتعاملون مع هذا البرعم الشفاف بروحه وبراءته ولأنه يحتاج لإدراك ممن حوله ليتعلم ويكتشف ويسأل ويجب أن نجد له الجواب الذي يتناسب مع مراحل عمره ونكتشف نحن قدراته ليكون طفل عبقري أو له مواهب وقدرات عقلية وفكرية كل هذا ضمن بيئة مليئة بالخلافات والنزاعات الأسرية أو حالات الإنفصال لوالديه ولا تقتصر معاناة الأطفال في عالمنا لجو الأسرة وإنما تعدتها لمراحل التعليم والمدراس وانتشار الحروب في وقتنا الحالي والأمراض والتشرد والفقر هذا هو حال أطفال وطننا العربي ولهذا الحوار اخترت ضيفا جعل أكبر مشروع له هو الإهتمام وتوعية الأطفال لنتحاور في هذه المعاناة .
لأعرفكم أولا على ضيفي…..
رضا سالم الصامت
المستشار الثقافي لاتحاد الكتاب والمثقفين العرب
– صحفي و باحث ، كاتب قصص أطفال معروف من مواليد يوم الخميس 20 نوفمبر 1952 يوافق 2 / ربيع الأول/ 1372 هجري بمدينة صفاقس .
– إداري أحيل أخيرا على التقاعد .
– شغل منصب كاتب عام لجنة الشباب و الطفولة بمعتمدية صفاقس الغربية و هو مؤسس نادي الصداقة التونسية الصينية منذ سنة 1978 بصفاقس ، و سنة 1981 تم انطلاق نشاطه بصفة رسمية.
– زار الصين في عديد المناسبات و اهتم بالثقافة و اللغة الصينية منذ الدراسة ساعد على إنشاء فصل دراسي لتعليم اللغة الصينية بمدينة صفاقس مسقط رأسه .
– عضو بالجمعية الدولية للمترجمين و اللغويين العرب .
– عضو رابطة أدباء و كتاب الوسط في تونس .
– مدير عام مجلة صدى الأحبة الألكترونية .
– حاليا يشرف على تقديم برامج إذاعة الصفاقسية التي تأسست بعد ثورة 14 يناير 2011 التونسية
– اهتم بدراسة الأعمال الإبداعية للشباب العربي.
– شارك في العديد من الندوات والملتقيات الوطنية والدولية .
– لديه أيضا مجموعة من قصص الأطفال تنشر له في مواقع أطفال عربية و تونسية .
– للكاتب رضا إصدارات قصصية ترجمت له خصيصا لأطفال الصين باللغة الصينية و منها قصة الحطاب و الملك الطيب عن دار النشر (سينو لينغو) بكين في 8 مليون نسخة توزع مجانا على أطفال الصين في المدرس و رياض الأطفال.
[ad id=”1177″]
مرحبا بكم أديبنا الأستاذ الأستاذ رضا سالم الصامت .
1- لنبدأ بالسؤال الأول أستاذ رضا .. من أين تبدأ معاناة الطفولة من وجهة نظرك؟
بادئ ذي بدء أريد أن أشكر حضرتك أديبتنا و شاعرتنا روعة محسن الدندن على هذا السؤال الذي فاجأني لأن الطفل و الطفولة تتعرض يوميا للمعاناة بشتى أنواعها و لا من رقيب و لا يمكن حصر الأضرار التي يتعرض لها الطفل في مجتمعنا العربي من استغلال فاحش و حرمانه من التعليم و تعرضه للتشرد و الضياع و هو ما يؤثر في حالته النفسية و المعنوية ولذلك هو غير محمي باعتبار أن مجتمعنا العربي أصبح و للأسف الشديد غير مبال لما يحدث من حوله من انتهاكات تمس من حقوق هذا الطفل أو ذاك.
2ـ هل هذا يعني أننا عاجزون عن تحديد البداية لمعاناة الطفل والطفولة في مجتمعنا العربي لنرسم الطريق الصحيح لبناء طفولة سليمة؟
سؤال مهم جدا عاجزون عن تحديد معاناة الطفل هذا غير صحيح فمعاناة الطفل ظاهرة في المجتمع الإنساني أما انقطاعه المبكر عن الدراسة أو ضياعه نتيجة طلاق والديه ، و شخصيا كتبت عديد المقالات الصحفية و التقارير في هذا الشأن و اقترحت على المنظمات في المجتمع المدني برفع هذه التقارير لمنظمات حقوق الطفل و هي تتضمن اقتراحات جادة من أجل ايجاد حلول عاجلة لانقاذ الطفل العربي من التشرد و الضياع و الاستغلال الفاحش و…و…و .. فاقترحت إحداث مراكز إيواء للأحاطة بهم و انتشالهم من الضياع و كما تعرفين أستاذة روعة .. أن من ضمن حقوق الطفل حقه في الحياة و حقه في التعلم و الغذاءو حقه في الصحة و في الهوية حتى نساهم كل من موقعه في بناء شخصيته و طفولته السليمة .
[ad id=”1177″]
3ـ ما نحتاجه فعلا إنقاذ الطفولة من التشرد أولا وانضمامهم لتعليم ولكن للأسف أستاذ رضا نجد معاناة من خلال دور التعليم أيضا كيف نبني مؤسسات يمكن أن تكون المعلم والمربي الحقيقي لتنقذ أطفالنا من هذا التدهور؟
صحيح هذا يحتاج إلى تمويل مالي و اعداد جيد حتى نقدر أن نقول أننا في الطريق الصحيح من أجل انقاذ أطفالنا من التشرد و الخصاصة و مؤسساتنا هي تعاني من النقص و مهمشة و مغلقة فالمدرسة أو المعلم هما فقط القادرين على تقليص نسبة الأطفال المشردين و ادماجهم في هذه المؤسسة التربوية أو تلك و متابعتهم نفسيا ثم أن اتفاقية حقوق الطفل التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1959 تنص على حماية الأطفال و حقوقهم فلهم الحق في التعلم الأ توافقيني الرأي ؟.. كأطفال الصومال الذي قتلتهم المجاعة وكأطفل فلسطين الذين بيدهم حجارة يدافعون بها عن ارض آبائهم و اجدادهم في مواجهة تكاد تكون يومية أمام أعتى سلاح صهيوني في العالم فهذا هو حال اطفال العرب و العالم الثالث.
4ـ للأسف أستاذ رضا نملك قوانين وهيئات تنادي بالحماية للأطفال وحقوقهم ولكن هذه جميعها عاجزة أمام أطفالنا وتعاملهم مع أطفال العالم العربي والإسلامي لا يتعدى استنكارا وكلاما ولا نجد على أرض الواقع ما يفعله هؤلاء لأطفال الغرب والدول الأوربية هل السبب من الهيئات أم صمتنا لتواصل معهم بشكل أقوى ليتم التعامل مع أطفالنا بإهتمام أكبر وجعل هذه الحقوق تحت رقابة عالمية بعيدة عن السياسات؟
صحيح هناك تقصير من المنظمات و الهيئات الدولية لحقوق الطفل و بالمقابل هناك صمت عربي لا يعرف أساسا كيف يدافع أن أطفال العرب المشردين في الشوارع و الذين يتم استغلالهم في التنظيمات الإرهابية الخ بحيث التقصير بالتوازي بين هذه المنظمات دعيني أقول الدولية و المنظمات أن صح التعبير الحكومية العربية أو التابع للمجتمع المديني و في كلتا الحالتين الطفل لا فحسب العربي بل و حتى المنتمي للقارة السمراء يظل مستهدف و ليس له ما باليد حيلة كما يقال مثل مايحدث في سوريا و غرق الطفل ايلان العالم كله راى المشهد و مع ذلك لم يحرك ساكنا سوى التنديد .
[ad id=”1177″]
5ـ للأسف نرى الإهمال من المؤسسات العربية ونشاهد التقصير بحق الطفولة من خلال هذه المؤسسات التي لا تترفق بالأطفال وعدم وجود رقابة كافية على دور المعلمين والأيتام وغيرها ونجد الأطفال مشردين دون جهد من الجميع على من تقع هذه المسئولية؟
أما بالنسبة لتعاملنا مع هذا الوضع الدقيق و المحرج و المؤلم فإننا نلاحظ لا فحسب الإهمال بل و حتى اللا مبالاة فالطفل العربي المسلم ليس كاطفل الغربي الأوربي و لكن تأكدي أن المراقبة الدولية موجودة و الدليل أننا نلاحظ في الحروب مساعدات تصل عبر شاحنات ملآنة بالمواد الغذائية و الملابس للأطفال العرب و بالتالي التقصير منا فينا و المسؤولية أستاذتي تقع على عاتق المجتمع الدولي ككل هو من يتحملها لوحده ” في ظل الإطار العام لحقوق الإنسان وضعت اتفاقية حقوق الطفل معاييراً ينبغي إعمالها من أجل تطور ونماء الأطفال إلى أقصى حد، وتخليصهم من ربقة الجوع والفاقة والإهمال وسوء المعاملة. وتعكس الإتفاقية رؤية جديدة للطفل.”
6ـ كانت البرامج التعليمية وبرامج الأطفال هادفة أكثر من الآن ما هو برأيك سبب هذا التراجع؟
الطفل لا يجده راحته الإ في بيته أو مدرسته أو أمام شاشة التلفزيون لمتابعة البرامج التعليمية الموجهة للأطفال هنا يجد راحته بالتمام و الكمال أما بالنسبة لتراجع البرامج فهذ يعود السبب فيه لضعف المواد و الإمكانيات المادية و غلائها الفاحش و لذلك لم نعد نشاهد برامج تعليمية هادفة كسلسلة نعمان و صور متحركة و مسرحيات أطفال بالدمى لأن ذلك يتطلب بعض المال ومثلما يتطلب أناس مختصين لهذا العمل الفني الرائع الذي يزيد في قدرات الطفل و يضعه على الطريق الصحيح.
7ـ هل يمكننا إعادة إنتاج للبرامج الهادفة للأطفال ونجد الإمكانيات لهذه لنعيد بعض ما سلبه هؤلاء؟
كل شيء جائز اذا كانت هنالك رغبة صادقة فيمكن إنتاج برامج للأطفال رائعة و تتماشى و سنهم و هذا يعتبر حق من حقوقهم أما بالنسبة للامكانيات فقد توفر الدولة و المنظمات الشبابية و التي تعني بالأطفال و رجال الأعمال جانب من تمويلاتهم لمساعدة الطفل على متابعة برامجه و الدليل هناك قنوات تلفزة تعنى بهذا و تخصص وقتا طويلا لبث برامج أطفال و أغاني أيضا مسلية ذات مضمون .
[ad id=”1177″]
8ـ هل يمكننا تجميع أصحاب الفكر والإبداع والإنتاج لنقوم بمؤسسة تعيد البرامج الهادفة ؟
لا شك أن الطفولة هي المرحلة التي يعيشها الإنسان وهو تحت سن الثامنة عشر، و تعرف بأنها كل سن يقل عن 18 عاماً وهي كلمة مشتقة من طفيل ، و الطفيل هو الذي يعتمد على الآخرين لذلك سمي بالطفل طفلا وتمتد فترة الطفولة حتى يصبح هذا المخلوق بالغاً ناضجاً, وتبدأ هذه الفترة من لحظة الولادة ويكون للطفل فيها عائل يكفله ويهتم به. ووفقاً لهذا التعريف تكون مرحلة الطفولة عند الإنسان.
9ـ نحتاج لتغير مناهجنا وفقا لتغيرات والتطورات الحالية ولكننا نجد عجزا من مؤسسات التربية هل يمكننا أن نقوم بذلك بدون هذه المؤسسات؟
كل شي مرتبط بمنهاجنا التعليمية وفق ما يريده الحاكم او الدولة أو وزارة التربية و لكننا للأسف نجد عجزا كبيرا لتغيير هذه المناهج البالية اللهم يقوم دور المجتمع المدني للتخل من أجل انقاذ ما يمكن انقاذه بمد الوزارة بمقترحات جادة و تغيير المناهج و قد يحدث و قد لا يحدث .
[ad id=”1177″]
10ـ نحتاج لدور ترعى الطفولة من التشرد ومن استغلال طفولته من التجار من سيقوم بذلك برأيك؟
هناك جهات مختصة تراقب مثل هذه الأعمال الإستغلالية للأطفال الذين هم مشردون يستغلونهم في القيام باعما شاقة أحيانا المراقبة الصحية هي الجهة المخولة التي بإمكانها توقيف هذا التاج و ذاك المصنع و قد يغلق محله و يتم إيواء هولاء الأطفال الذين اعتبرهم بين ظفرين ضحايا في مراكز إيواء خاصة بهم و هنا نقدر أن نقول أن هذه الجهات استطاعت أن ترعى الطفولة و تحافظ عليها .
11ـ كلمة أخيرة تقولها عن معاناة الطفولة في وطننا العربي ولمن توجهها؟
في كلمتي الأخيرة للحوار أردت فقط أن أضيف هذه الجملة و هي عالم الطفولة عالم رحب و لنكن متفائلين خيرا بمستقبل باهر للطفولة العربية ككل و هذا اللقاء لا يفي بالحاجة فملف كهذا يحتاج إلى لقاءات للخوض فيه و هو ملف شامل وواسع في ختام هذا اللقاء أريد أن أشكر محاورتي الشاعرة الأديبة روعة محسن الدندن على أسئلتها الرائعة و أتمنى أن أكون قد وفقت في الإجابة رغم الظرف الصحي الذي امر فيه شكرا لكل القراء و إن شاء الله كنت معهم خفيف الظل مع أجمل تحيات الكاتب و الصحفي رضا سالم الصامت من تونس .
ــ كل الشكر لك أستاذ رضا سالم الصامت لحوارك وقبول الدعوة رغم مرضك ألف شكر لك أستاذي الفاضل وأتمنى أن أكون وفقت بحواري معك مستشارنا الرائع والكاتب الصحفي رضا سالم الصامت …
[ad id=”1177″]