[ad id=”1177″]
بقلم/ عبدالحميد شومان
سؤال خارج عن مقتديات الطبيعة التي خلقنا الله عليها… ولكن سؤالي افتراضي.. ماذا لو اختفى العرب جميعاً؟ ماذا لو أفاق العالم فجأة واكتشف أننا لسنا موجودين؟ اشك بل أأكد لا يشعر العالم بخسائر كثيره.. الا لما يتامشي ومصالحهم.. فباختفاء العرب لن تتوقف الاقمار الصناعية وستظل مصانع السيارات ولم ينقطع الانترنت ولم ينقص البنسلين من اسواق العالم فقط ستتوقف مصانع الاسلحة التي تصنع لنشتريها لنضرب بها بعضنا البعض وتصدأ الاسلحة المخزونه حيث اختفي مشتربها.. فلن يعترف العالم بنا اننا أمة الهري في الكلام والثرثرة ويتناسي مثقفيهم اننا خير امة اخرجت للناس.
[ad id=”1177″]
وستطل سيدة في اوروبا من شرفتها لتقول لسيدة أُخرى لقد اختفى العرب جميعاً وستسأل الأُخرى الجاهلة: أنت تتحدثين عن هؤلاء الذين يقتلون بعضهم ليل نهار؟ نعم، واذا كان أحد يعتقد أنني أبالغ في رسم الصورة فليقف على مسافة في أية عاصمة خارج الوطن وليراقب خيط الدم من ليبيا حتى العراق مروراً بما يفعله الارهاب بمصر وداعش بسورية واليمن وما بينها من أمة نصفها يسبح على بطنه من شدة الجوع ونصفها الآخر يسبح على كرشه من شدة الشبع وهذا وذاك عالة على البشرية جمعاء. لن يتوقف أي شيء في حياة المواطن الياباني ولن يفتقد المواطن الأوروبي أي شيء ولن يخشى الماليزي أوالصيني أو الأميركي من تعطل حياته اليومية فليس لنا أي دور في الإنتاج الحضاري ولا المعرفي ولا الصناعي ولا الإنتاج المادي ولا الاكتشافات أو الاختراعات فقط نتناول ما تنتجه البشرية، وكثير من هذا الإنتاج نستهلكه بشكل ضار. امتي العربية ستظل خير امة اخرجت للناس وليس معني قولي ان اجهل امتي واخص مصريتي التي حصلت بمفردها بين ابناء الامه علي ثلاث جوائز نوبل.. نوبل ساداتي في السلام ونوبل محفوظي في الادب واخيرا نوبل زويلي في العلوم ..
[ad id=”1177″]
فهذا هو الواقع الذي نتفاخر به نحن ولكن مع الغرب لن يؤثر فيهم. وخاطئ من سيفتقدنا كثيراً لأن مصانع الأسلحة التي تكدس المليارات نحن الأكثر استهلاكاً لما تنتجه ولم نتوقف عن عقد الصفقات الضخمة لأننا نفتح لها سوقاً بالدم مما نستهلكه يومياً من أحدث أسلحة القتل والفتك والدمار. هم ينتجون كل شيء ونحن نستهلك كل شيء ولا ننتج سوى الكلام ثم نعيد تفسير الكلام وتأويله وتدويره عن التحريض والكراهية والإقصاء، فكل من العرب له مشكلة مع العرب ولم تتوقف صراعات العرب البينية منذ فجر التاريخ دول تكره بعضها وقبائل تتربص لبعضها ومليشيات تنتشر بلا حساب، كلٌ شاهرٌ ما استطاع أن يعده من قوة وخيول لم تتوقف عن الجري في ساحات المعارك. ودعوني اذكركم وهو واقع ستؤيدونني فيه.. فقط فلسطين العربي الوحيد المحظوظ بين اقرانه من الامة العربية لان صراعه مع إسرائيل لكنه لم يقبل ان يعزف بعيدا عن الأوركسترا العربية فقد فتح صراعاً مع نفسه ليؤكد انتماءه لهذه الأمة واقصد هنا فتح وحماس. فلا نفعل شيء للمستقبل سوى التمني والكلام.
نحن أكثر شعوب الأرض حديثاً عن الوحدة وأكثرها تشتتاً وأكثر شعوب الأرض حديثاً عن التسامح والمحبة والسلام ونحن أشدها كراهية . وبعد كل هذا كان لابد ان يكون هناك توقع يوما أن يصاب الإقليم العربي بهذه الرجة العنيفة بعد اقرار الرئيس الانريكي بأن القدس عاصمة اسرائيل..
[ad id=”1177″]
تري هل ادرك ترامب مدي الشتات العربي واستغله في احتلال واعتراف غير شرعي باسرائيلية القدس؟؟ هل اكتشف واقع الحالة العربية التي حاولنا اخفاءها على امتداد عقود وربما قرون أصابت بعض الحالمين بعدوى الأمل الكبير ليغنوا “الحلم العربي” والوحدة العربية قبل أن نعود لعصر الجاهلية ونتحدث عن وحدة الدولة الواحدة في العراق وسورية وليبيا واليمن؟ ابناء وقادة امتي التي افخر بها الامة العربيه في أوروبا يصاحب الحروب نقاشٌ فكري هائل، بينما يصاحب حروبنا نزعات انتقامية غرائزية لا تبشر إذا لم نبدأ نقاشنا وقراءة واقعنا على مهل بعيداً عن صخب السلاح ورائحة الدم .. نقاشاً يبدأ بسؤال: ماذا نحن؟ وينتهي بإجابة كيف يجب أن نكون؟ وإلا فإن الرحيل عن الأوطان هو أفضل الخيارات للأجيال القادمة…
[ad id=”1177″]