[ad id=”1177″]
بقلم الشيخ السيد العباسي
أحبتي نجلس في مجلس مع الأحباب والأصحاب فنجد أمرا خطيرا جدا أننا اذا تكلمنا في الطب لايتكلم أحد أو الهندسه أو أي مهنه أو وظيفه
ولكن اذا بدأنا الكلام في الدين نجد الكل يتكلم ويُفتي في الدين وكأننا أصبحنا جميعا علماء ونابغين فنزوج هذه ونطلق أخري ونُدخل هذا الجنه وهذا النار
ونسينا أن هناك أمر إسمه… التخصص …
وهو أن يتخصص فرد بعينه في عمل معين دون غيره ويُوفر له الجهد والتعب
ويُقال في اللغه : تخصص بالشيء أي إقتصر أمره عليه وخصه دون غيره بالبحث والإهتمام والفعل .
من العلوم والأعمال وانتاج السلع وتقديم الخدمات وغيرها .
[ad id=”1177″]
وقف هنا وانتبه جدا !!
من الناس من يدعوا ويتكلم ويُفتي علي جهاله وذلك نقول له لست علي خلق النبي ولست علي خلق أهل العلم
لقوله تعالي ..قل إنما حرم ربي الفواحش ماظهر منها ومابطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تقولوا علي الله مالا تعلمون..
فجعل الله تعالي القول عليه بغير علم في أعلي مراتب المحرمات ومن المنكرات العظيمه والكبائر الخطيره لما فيه من عواقب سيئه وإضلال للناس .
وهل علم المُتَقول علي ربه بغير علم أنه أصبح من دعاة الشيطان وما يأمر به
فلاينبغي لأي فرد سواء متعلم أو طالب علم أو من شكله الالتزام أن يسير في ركب الشيطان
لقوله تعالي …يأيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولاتتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا علي الله مالا تعلمون .
انظر الي قوله …يأمركم بالسوء والفحشاء… وهو القول علي الله بغير علم لأنه العدو المبين والقول علي الله بغير علم من أعظم الخطر والفساد في الأرض لأنه .
ربما أحل الحرام أوحرم الحلال وهو بذلك ينهي عن الحق ويأمر بالضلال لجهله بالعلم والتأويل والتفسير
فالواجب الحذر علي طلبة العلم والمنتسبين له من الجهل والعنايه بالأدله الشرعيه حتي يكونوا علي درايه مما يدعون اليه
وهل نحن علماء أصلا حتي نفتي ؟
العلماء هو أشد الناس خشية لله وأكملهم خوفا ووقافين عند حدوده وورعين من طلب الدنيا والشهره والجاه
لقوله تعالي …
إنما يخشي اللهَ من عباده العلماءُ .
وعلي حسب سعة العلم والتقوي والاخلاص تكون الخشيه .
لأن العالم متواضع فلو أخطأ وتبين له الحق عاد الي الحق ورجع اليه
كما قال النبي …كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ..
والجاهل معاند متكبر لاينصاع للحق ويغلبه جهله .
فعلي طالب العلم.
أن يتحري الحق بدليله ويسأل ربه التوفيق ويُخلص في نيته لله ولايسمح لنفسه في الفتوي الا اذا أجازه العلماء
وإن كان غير ذلك وافتي بغير علم فهو تنطع وغلو ولايجوز فعله لذلك .
لأن العالم هو الذي يقف عند حدود الله في الإباحه والمنع والعمل والترك.
ومع ذلك فهو مع علمه نجده شديد الحذر أن يقول أو يفتي بغير علم أو دليل من كتاب الله أو سنة نبيه .
[ad id=”1177″]
ولننتبه جدا ونحذر لقول الله !!
أفمن يعلم أنما أنزل اليه من ربه كمن هو أعمي إنما يتذكر اولوا الألباب .
فلايستوي من يعلم الحق المُنَّزل من الله وهو الهدي والصلاح والإصلاح كمن هو أعمي لايعرف الحق ولايهتدي اليه لفساد علمه وانحراف قلبه وفساده .
فأحل ماحرم الله وحرم ماأحل الله
بفهمه الخطأ وأَوَلَ النصوص في غير مرادها فأحل القتل والتدمير وتكفير المجتمع بدافع العلم بفهمه هو للنص من كتاب وسنة النبي .
وربما أدخل هذا الجنة وهذا النار بغير علم ولاهدي ولو انتبه
لقول الله سبحانه
الذين يُوفون بعهد الله ولاينقضون الميثاق.
فأهل العلم يوفون بعهد الله ويُؤدون ماعليهم ويستقيمون علي دينهم قولا وعملا وعقيدة ولاينقضون ميثاق الحق سبحانه بل يوفون بالعهد والعلم وذلك بخشيتهم ربهم وخوفهم من سوء العذاب
[ad id=”1177″]
ختاما لكلماتي أحبتي .
إن لشهادة الا اله الا الله وأن محمدا رسول الله .
حقا علي كل عالم ومتعلم .
من العمل بها والايمان بها ويشترك الجميع في آداء الفرائض و بر الوالدين وصلة الأرحام وغيرها من تعاليم الاسلام فاعمال الخير تجعلك في خشية من ربك وتمنعك من الوقوع في المعاصي والوقوع في المحرمات والأعراض وليس مجرد كلمات رنانه أو كتابة مقالات .
وإنما ..
لنترك الفتوي لأهل العلم من العلماء ولانتجرأ علي الكلام في الدين أو الفتوي بغير علم أو الخوض في أعراض العلماء
لأني أخاف عليك من عقاب الله ومن عذابه ولنترك الأمر لأهل العلم المتخصصين في العلوم الشرعيه والفتوي حتي لانحل حراما أو نحرم حلالا وكن صابرا علي طاعة ربك وآداء فرائضك بإخلاص وصدق وتقرب الي الله بكل خير
ولاتتكلم قبل أن تتعلم لأن الأمر خطير
[ad id=”1177″]