[ad id=”1177″]
بقلم : ريم خيري شلبي
ربما يكون لدخولى المبكر للعمل بالإذاعة المصرية ذلك الأثر البالغ فى نفسى ، حيث أننى معبأة بالذكريات التى كادت تفيض من روحى . يحل على ذاكراتى فى هذه اللحظة الفترة التى عملت بها فى البرامج الموجهة ، عندما جلست فى الإستديو أنتظر صاحبة الحجز القادم والمكتوب فى فورمة الحجز التى ترد إلينا من التنسيق )من الساعة كذا للساعة كذا البرنامج اليونانى “ستيلا علوى”) دخلت عليا فى الموعد المذكور إمرأة فى حوالى الخمسين من عمرها وقد كان هذا من حوالى ٢٠سنة تتمتع بجمال صارخ رغم هذا العمر وجاذبية مفرطة ،ترغمك على النظر فى وجهها الحسن طوال الوقت ، بشرتها سمراء بلون فتيات امريكا الاتينية عيونها خضراء شعرها ناعم كالحرير متموج كموج بحيرة متطرفة تأتيها الرياح على مهل وفى خجل ، هى فى الحقيقة سيدة شديدة الأدب والخجل ، تتحدث العربى المتكسر ولكن دونما أخطاء جسيمة ، تتبسم فى وجهك دائما ، تدخل الاستديو لتسجل حلقات برنامجها باللغة اليوناينية فى هدوء وثقة وتخرج فى تواضع شديد تلقى عليك التحية ،تصادق جميع العاملين بالدور الثانى بالإذاعة حيث مقر إستديوهات الإذاعة ،دون التفريق بين عامل ومدير بمنتهى الصدق ودون إدعاء ، لم يفوتها أن تبدى إعجابها بى وبمظهرى ، وإحترامها لى لكونى أعمل فى هذه السن المبكرة ، لم أكن وقتها أعرف حقيقة شخصيتها ولكننى تجرأت لأسألها ..مدام ستيلا هو انتى من اب مصرى ؟
[ad id=”1177″]
..أجابتنى بإبتسامة : لا بس جووزى مصرى ..سألتها بطريقة آخرى امال مين علوى ؟!! أجابت : جوزى انا جوزى اسمه علوى ..ثم نظرت لى فى تواضع غريب وقالت انا عندى بنت بتمثل إسمه ليلى علوى..نظرت لها فى تعجب وقولت ..
النجمة ليلى علوى وقد كانت وقتها ليلى علوى فى عز النجومية..قالت اه..نظرت اليها وقولتلها انا عرفت ليلى علوى طالعة قمر لمين ..ومنذ هذه اللحظة صارت بيننا صداقة ومحبة ، كنت استشيرها فى امور كثيرة واستمتع برأيها وأممومتها المفرطة ومحبتها لكل من حولها ..
[ad id=”1177″]
وكانت تخبرنى كثيرا عن حزنها لعدم زواج ابنتها ليلى مثل اختها، لم يكن نجاح ليلى علوى فى العالم الفنى يشبع رغبتها كأم فى الإطمئنان على ابنتها، رغماننى كنت ارى سعادتها بنجاح اى عمل جديد ليلى وتأتى تسألنى شوفتى ليلى ،وكنت ارى ايضا حزنها عندما تتعرض ابنتها لإشاعة ما وتخبرنى والله ليلى معاية فى البيت ودا مش حقيقى ،لا يفوتنى ان اخبركم انها كأى أم كانت تشترى لإبنتها الحلى فقد كانت تمر علينا سيدة فى الاستديوهات تبيع اكسسوارات للمذيعات كانت تشترى منها ..سألتها ذات مرة فى خبس وأنا ابتسم ..هى ليلى علوى هتلبس الحاجات دى برده ؟! دى اكيد عندها صندوق الماظات !!!..
ردت فى طفولة ليلى كل فلوسه بيضع على اللبس هى بتحتاج لبس كتير عشان التمثيل واكسسوارات كتير، ضحكت وقولتلها انا بهزر معاكى وقعدنا ننقى سوى كام خاتم يليقوا بالفنانة الجميلة.
[ad id=”1177″]
حديثى عن هذه السيدة ليس لأنها أم الفنانة الجميلة التى أحبها كثرا “ليلى علوى” ولكن لأنها مثل يجب أن يحتزى به ظلت تعمل بإنتظام صارم تأتى فى موعدها حتى أنك تظبط عليها عقارب الساعة دون اى تكلف لم ارى ورائها عامل يحمل حقيبتها ولا مهرجان لطلب الاسانسير ، لا تشعر بوجودها إلا إذا لفت جمالها نظرك ، حتى بعد أن وصلت لسن المعاش وإنزلقت قدميها من السلم وأصابتها إصابة بالغة ظلت تأتى على عكاز بنفس الطريقة ونفس الهدوء ، ظننت أننى لن أراها مرة اخرى بعد ان تزوجت ابنتها برجل من عائلة الجمال أو ربما تأتى بحراسة ، ولكنها ظلت كما هى زاد عليها فقط انها تطلب من احد العمال ان يوصلها لباب التليفزيون واحضار تاكسى لها، وعندما رأيتها اخر مرة على السلم تسند يدها وتنزل فى بطء شديد نتيجة لإصابتها ،سندتها بيدى وقبلتها وأوصلتها لباب المبنى وبادلتنى هى الحب والتحية ولكن بكل أسف لاحظت أنها لم تتذكرنى وأناأيضا لم أشأ أن أجهد عقلها بالتفكير تركتها وصعدت لعملى من جديد وكلى احترام وتعجب لكون والدة الفنانة الجميلة ليلى علوى تأتى لعملها بتاكسى وتذهب بتاكسى وتتعامل معك ببساطة الواثق من نفسه ..حقيقى اخلاق خوجات..
[ad id=”1177″]