مازلت اري كثير من الالتباس وعدم وضوح الرؤيه بالنسبه لأستخدام الاسبرين لدي عامة الناس ،وخصوصا ان هناك مفهوما خاطئا وراسخا في اذهان البعض ان الاسبرين هو الدواء الواقي لأمراض كثيره يصاب بها الجسم ومنها امراض القلب ونحن نري انه مفهوم خاطيء ، بل وليس له ضروره نهائيا . والحقيقه ثبت انه مع تطور العلم وفي ظل وجود بدائل كثيره للأسبرين ، اصبح من السهل اعادة تقيم ذالك الدواء ومراجعة مدي حاجة الانسان السليم له ، ومدي خطورته. وما كان حقيقه بالامس قد ينقلب الي اخطاء في المستقبل ، لهذا يصبح من الواجب علينا كمتخصصين ان نمدكم بما بأحدث ماو صل اليه العلم لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئه ليستفيد بها القاريء الكريم .. المفهوم الخاطيء الاول والمشاع بين عامة الناس ان الشخص السليم الذي تجاوز الاربعين عام لابد عليه ان يتناول حبة اسبرين للوقايه من جلطات القلب والدماغ ،… ولتصحيح هذه المعلومه نقول ان الاسبرين بلا شك يقلل من اللتصاق الصفائح ويحمي من الجلطات لهذه الفئه العمريه بنسبة10% ولكن المشكله انه يزيد من نسبة نزيف المعده وتقرحاتها وبالتالي قد يعرض المريض الي مصير لا يحمد عقباه، وبالتالي توزن المنافع والاضرار في كل حاله علي حدي فلا يتم يتناول الاسبرين لشخص سليم ألا اذا كانت منافعه اكبر من مضاره المحتمله بحساب عوامل الخطوره المتواجده في ذالك الشخص ….. المفهوم الخاطيء الثاني بالنسبه لأسبرين الاطفال .. ونقصد به ذالك الاسبرين المغلف الذي يعتقد البعض انه لا يضر جدار المعده،ونحن نقول انها معلومه مغلوطه وخاطئه لأن البعض يري ان ذالك النوع من الاسبرين يقي المعده من النزيف . ونحن نقول بل ونصحح هذا المفهوم ونعود نؤكد ان اسباب النزيف سواء كان من الفم او الانف أو الدماغ أو عن طريق الجهاز الهضمي وذالك بنوعه الواضح للعيان او الميكرسكوبي يكمن في تأثير تناول الاسبرين وتأثيره علي الصفائح الدمويه في جميع اجزاء الجسم، فقد يتسبب في الاصابه بأنيميا مزمنه وذالك في كبار السن وايضا قد يتسبب في نزيف الجهاز البولي وكذالك تثبيطه لتصنيع (البروستاساكلين) والتي بدورها تحمي جدار المعده.. المفهوم الخاطيء الثالث.. ألا وهو ان يوقف المريض المتناول للأسبرين الذي اصيب بجلطه سابقه أو سبق له وضع دعامات شريانيه بالقلب.. والتصحيح لهذا المفهوم نقول في البدايه يجب ان نفرق بين المفاهيم التاليه ، (الوقايه الاوليه)و (الوقايه الثانويه) و(العلاج) فالوقايه الاوليه هي اخذ الاسبرين للأنسان السليم الصحيح المعافي الذي لم يصب بجلطات سابقه سواء كان لديه امراض مزمنه ام لا مثل الضغط والسكر والكليسترول وذالك للوقايه من جلطات القلب والدماغ وهذ يكون فاعليته بنسبة10% بالشروط التي ذكرناها في هذا السياق.. اما عن الوقايه الثانويه، وهي اخذ الاسبرين لمن اصابته جلطه سابقه في القلب او الدماغ او في ساقيه (شريانه وليس وريده) وذالك بغرض منع حدوث الجلطه مره ثانيه فنسبة فاعلية ذالك تصل الي حوالي 20% .. والعلاج في هذه الحاله نحن ننصح الانسان الذي اصيب بجلطه حاده حاليه في القلب او الدماغ فهو يحتاج بالفعل لتناول الاسبرين فهو في هذه الحاله يكون اكثر فاعليه وذالك لتقليل احتمالية الوفاه بسبب تلك الجلطه بتوسيعها وفي هذه الحاله تصل النسبه الي25% وبهذ متابعي الافاضل يتضح لنا ان الاسبرين الاكثر فاعليه في العلاج منه في الوقايه الثانويه منه في الوقايه الاوليه وذالك بسبب تناقص الخطوره تدريجيا…
ومن هنا نتسائل ، ماهي شروط تناول الاسبرين؟
أولا نحن ننصح بتناول الاسبرين للوقايه الاوليه لمن تتوفر لديهم جميع الشروط التاليه (1) الرجال فوق الخمسين والنساء فوق الستين (2) من ليس لديه عوارض قرحه في الجهاز الهضمي او نزيف سابق في الدماغ اوأي جزء من الجسم أو يكون لديه قابليه للنزيف مثل (الهيموفيليا) وامراض تليف الكبد او نقص في الصفائح الدمويه اقل من ثلاثين الفا (3) ان يعلم انه من الممكن ان يحدث للشخص نزيف في المعده او الاثني عشر بسبب تناوله للأسبرين، وان ذالك الشخص يفضل الوقايه من جلطات القلب مقابل التعرض لأحتمالية نزيف المعده الذي يمكن ان يكون في بعض الحالات اخطر من بعض جلطات القلب وعليه ان يعلم كذالك ان الفرق الاحصائي بين فائدة الوقايه وخطورة المضاعفات متقارب جدا في هذه الشريحه من الناس (4)من ليس لديه حساسيه معلومه من تناول الاسبرين
(5) من كانت احتمالية اصابته بجلطه بالقلب خلال السنه القادمه اكثر من (1%) وذالك حسب جدول فرمنتقهام وهو موجود لدي موقع مايو كلينك لمن ارد قسطا اكثر في طريقة حساب المخاطر المستقبليه من جلطات القلب (6) لدي الشخص القدره والاستعداد علي اخذ الدواء يوميا والاستمرار عليه لسنوات طويله في سبيل الحصول علي منفعة الوقايه.. اما للوقايه الثانويه فهم من لديهم جلطات سابقه في القلب او الدماغ او جلطات شريانيه في الساقين أو تكون نسبة النزيف في المعده او اجزاء الجسم الاخري اقل من فائدته من اخذ الدواء كما يحدث في تركيب دعامات شريانيه او توصيلات تاجيه سواء كانت وريديه او شريانيه اما العلاج فهي لجلطات القلب الحاده وجلطات الدماغ الحاده وجلطات شريانيه في الساقين . وهناك امثله لمن لا ينصحون بأستخدام الاسبرين (1) شخص عمره اربعين عام وليس لديه ضغط او سكر او كليسترول ولا جلطات سابقه في القلب (2) سيده عمرها ستون عام وليس لديها ضغط ولا سكر ولا كليسترول ولا جلطات سابقه في القلب ولكن لديها حموضه في المعده وارتجاع في المريء (3) شخص عمره ستون عام ولديه قرحه في المعده (4) سيده عمرها خمسون عاما وفحصات الكليسترول والقلب والشرايين سليمه ولديها ضغط ومتحكمه فيه جيدا
والله الموفق والمستعان