بقلم:الشيخ سيد العباسي
احبتي الكرام…
ومازلنا مع مفتاح كل خير ؛ مع السراج الذي ينير للانسان طريقه الي ربه سبحانه ؛ مع الكلمة الطيبة والسمعة الطيبة ؛ مع الاخلاق الكريمة التي هي رأس مال الانسان في حياته ليصل الي مرضات ربه وقلوب عباده..
هل نحن نساعد انفسنا للوصول الي أحسن الاخلاق والافعال ونخالط اهل الايمان الذين يتخلقون بالاخلاق الحسنه ونجالسهم ونسمع منهم ؛ ام اننا للأسف نجالس اهل الشر ونتكلم بألسنتهم ونتخلق بأخلاقهم…
لماذا لانعاتب انفسنا ونترك البيئة الفاسدة والصحبةالفاسدة ؛ ونفر منها فرارنا من المكان الموبوء… لأن النبي قال(يُحشر المرء مع من احب) وقال النبي (من تشبه بقوم فهو منهم)…
واذا علمنا…
اننا احيانا تضيق الدنيا علي العبد وتُغلق امامه الابواب ويري ساعتها عجزه هو عن تغيير احواله وماأصابه… ساعتها يسأل الانسان نفسه ماذا افعل لقد سُدت امامي الابواب اريد من يسمعني ؛ ويعلم بحالي ؛ ويري عجزي ؛ وضعف قوتي ؛ وهواني علي الناس…
حبيبي المصاب ليس امامك الا باب لايغلق ابدا..
قال سبحانه ( امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء)
ذاك الركن الرشيد الشديد الذي بيده مصاريف ومقادير العباد…
كيف اصل اليه سبحانه..
نجد ان سيدنا عمر بن الخطاب دلنا عليه فقال…
طلب من رجل ان يأتيه بمن يعرفه حق المعرفه ليضمنه في مسأله … فجاء الرجل ومعه الذي يشهد له. فسأله عمر… انت جاره الادني. ؟ قال لا…قال فقد رافقته في سفر ؟ قال لا.. قال لعلك عاملته بالدرهم والدينار ؟ قال لا.. قال لعلك ابصرته في المسجد يرفع رأسه تارة ويخفضها تارة. ؟ قال له نعم..
قال له اذهب فإنك لم تعرفه..
وهكذا جعل الفاروق المعاملات هي مقياس الحكم علي الناس وليس بظاهر العباده أو كما ينخدع الكثير في ظاهرهم أو ظاهر غيرهم.. والنبي الحبيب يقول ( ان الله لاينظر الي صوركم وأجسامكم وانما ينظر الي قلوبكم واعمالكم) ..
واذا علمنا…
ان النبي قرن دخول الجنة بالاخلاق وما يقوله اللسان.. فقد جاء اليه رجل يقول…يارسول الله ان فلانه يُذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير انها تُؤذي جيرانها بلسانها.. قال هي في النار..
فقال يارسول الله وفلانه يُذكر من قلة صيامها وصلاتها وانها تصدق بالأثوار من الأقط (الجبن الجاف) ولاتؤذي بلسانها جيرانها. قال هي في الجنة..رواه احمد..
واذا علمنا…
ان النبي عاني اكبر واعظم المعاناة من المشركين (بأبي هو وأمي) فسبوه وآذوه وقالوا عنه ماقالوا ووصل بهم الحال الي ان وضعوا سلا الجذور (امعاء الشاة)علي ظهره وهو ساجد لربه..بل وحاصروه في شعب ابي طالب ومعه صحابته حتي اكلوا أوراق الشجر..
ووقتها نري قلوبا صُمت آذانها عن ادراك الحق ؛ وعمُيت عيونهم عن رؤيته ؛ وأُغلقت آذانهم عن سماعه..وجد النبي قلوبا اشد قسوة من الحجارة ؛ ونفوسا عماها الشرك واعرضوا عن الحق اعراضا عظيما..
ومع كل ذلك نجد ان النبي لم يغضب لنفسه ابدا وانما كان بهم رحيما فقال لهم (اذهبوا فأنتم الطلقاء) لانه هو الذي ارسله ربه رحمة للعالمين والسراج المنير لإخراج الناس بامر الله من الظلمات الي النور..
وختاما…
من الممكن ان نعاني في حياتنا من جفاء الناس ؛ وتشتد بنا الأمور ؛حتي يكاد اليأس ان يتسلل الي قلوبنا ؛ فنشكوا ساعتها الي الله ؛ لاتبرما انما اعترافا بفقرنا وعجزنا اليه جل وعلا فقد قلة حيلتنا…
هنا لن نجد الا أخلاق الحبيب النبي نتصالح بها مع الله تعالي سنجد المعونة من ربنا لاننا ساعتها سنصل الي محبته ورضوانه..
واذا وصلنا..
هل نظن أن الحبيب سيترك حبيبه ؟
والله اعلي واعلم