[ad id=”1177″]
بقلم . أحمد الشامي
الخطاب في لغة العرب : الكلام . والكلام في أصل اللغة : الأصوات المفيدة (المعجم الوسيط) إذن الخطاب هو الكلام المفيد. أما في الإسلام . فقد ورد في تفسير الطبري لقوله تعالى (وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب) سورة ص آية ٢٠ أن الخطاب. ١-علم القضاء والفهم به ٢-تكليف المدعي البينة واليمين على المدعي عليه ٣-قول أما بعد والفصل هو القطع والخطاب هو المخاطبة. ومن ثم يتبين لنا أن الخطاب هو الكلام الفصل في كل شيئ. والخطاب الديني هو الكلام الفصل في الأمور الدينية .والخطاب الإسلامي هو الكلام الفصل في الأمور الإسلامية.والخطاب السياسي هو الكلام الفصل في الأمور التي تتعلق بالسياسة. والخطاب الإقتصادي هو الكلام الفصل في الأمور التي تتعلق بالإنتاج والتوزيع والإستهلاك إلخ. كيف يكون ذلك ؟ يتضح أن الخطاب هو الكلام الفصل فيما يلي :
[ad id=”1177″]
١-عندما نتكلم عن مسألة أو قضية ما لابد أن نأتي بأدلة قطعية وفاصلة. مثال. هل المسيحيين كفاراً أم لا ؟ في هذه المسألة يجب علينا أن نأتي إما بأدلة قاطعة وفاصلة على كفرهم وإما أن نأتي بأدلة قاطعة وفاصلة على عدم كفرهم حتى لا نتأرجح بين هذا وذاك.
٢-عندما نتكلم عن هوية شخص ما هل هو مسلم أم لا ؟ لابد أن نأتي بأدلة قاطعة وفاصلة تثبت أن هذا الشخص مسلم أو نأتي بأدلة قاطعة وفاصلة تثبت العكس .
وفي ضوء ماسبق فإن تنمية الخطاب الديني تتوقف على الآتي. ١-إيجاد الخطاب الديني المراد تنميتة فلا يمكن تنمية شيئ غير موجود. ١-قدرة الإمام والخطيب على القطع أو الفصل في الأمور الفقهية أو العامة بأدلة لاتحتمل الشك أو التردد. فلا نأتي ونقول في المسألة الواحدة قال فلان وقال فلان وقال آخر . بل نقول تبين لنا من أقوال فلان وفلان كذا وكذا وقد أجمع العلماء على كذا حتى تستقيم الآراء فتستقيم الأمة. والآن كيف نثبت أن الخطاب الديني هو الكلام الفصل في كل مايتعلق بالدين وأن الخطاب في الإسلام هو الكلام الفصل في القضايا الفقهية أو الإسلامية…؟ ندلل على ذلك بالجواب على السؤال السابق ونقول. المسيحي في لغة العرب : المنسوب إلى دين المسيح عليه السلام والمسيح هو عيسى بن مريم عليه السلام. (المعجم الوسيط) أما في الإسلام فقد ورد في تفسيرالطبري لقوله تعالى (قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولانشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله……) سورة آل عمران آية ٦٤ أن أهل الكتاب هم أهل التوراه والإنجيل . والنصرانية في لغة العرب: دين أتباع المسيح عليه السلام والإنجيل كتاب الله المنزل على عيسى عليه السلام(المعجم الوسيط) .
[ad id=”1177″]
ومن ثم يتبين لنا أن النصارى أو المسيحيين هم أهل الكتاب .وأهل الكتاب هم أتباع المسيح عليه السلام. وقد ورد في تفسير الوسيط لطنطاوي لقوله تعالى (وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله….) سورة آل عمران آية١٩٩ أن أهل الكتاب ليسوا سواء بل منهم الأشرار ومنهم الأخيار.أي وإن من أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى لفريقا يؤمن بالله إيمانا حقاً منزهاً عن الإشراك ومظاهره. وورد في تفسير الطبري لقوله تعالى ( ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب…..) سورة البقرة آية ١٠٥ أي ما يحب الكافرون من أهل الكتاب ولا المشركين بالله من عبدة الأوثان أن ينزل عليكم من الخير الذي كان عند الله فنزله عليكم .
وورد في تفسير البغوي لقوله تعالى (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم….) سورة المائده آية ١٧ هم اليعقوبية من النصارى يقولون المسيح هو الله تعالى . ومن ثم يتبين أن من المسيحيين أو النصارى مَن يؤمن بالله ومنهم كفاراً ومنهم مشركيين ومنهم مادون ذلك. لذا كان الجواب أن المسيحيين من أهل الكتاب يجب مخاطبتهم بهذا اللفظ الوارد في الكتاب والسنة . فهو أعم وأشمل وقاطع وفاصل بل وأدق لفظ لزوال الخلاف. وختاماً فالخطاب في الدين الإسلامي كلام نهائي لا شك فيه يُلقى على مسامع الخاصة أو العامة.
[ad id=”1177″]