” هل أخطأ وزير التعليم بحق المعلم”…يكتبها الدكتور رضا عبدالسلام

[ad id=”1177″]

متابعة : محمود ابومسلم

كتب الدكتور رضا عبد السلام محافظ الشرقية الآسبق والاستاذ بكلية الحقوق بجامعة المنصورة مقال بعنوان هل أخطأ وزير التعليم بحق المعلم ؟
يتذكر المتابعين الكرام بأنني كتبت على هذه الصفحة بأنني استبشر خيرا بالدكتور طارق شوقي من باب التمسك بذرة الأمل بعد ان اطلعت على سيرته الذاتية. وبعد ان استمعت الى بعض حواراته…فقضيتي وقضية كل وطني مخلص هو البحث عن الأفضل والتمسك بالأمل.
حتى لا نضيع وقتنا بكلام منمق، ودون لعب بالألفاظ أو المشاعر، أؤكد أنه اذا كان وزير التربية والتعليم قال بأن ” نصف العاملين بالوزارة حرامية والنصف الآخر غير كفء” وهو ما يعني على سبيل القطع بأن جميع العاملين بالوزارة غير أهل للعمل فيها، فعليه الاعتذار فورا ودون أي تردد أو خجل.
اعتذاره هذا موجه لمن بقي من الشرفاء والمخلصين والاكفاء من معلمين واداريين بهذا الوزارة ذات التاريخ العظيم…فالحكم العام والقاطع فيه ظلم لمن بقى من الشرفاء والاكفاء…هكذا تعلمنا.
أما اذا ثبت عدم صحة هذا الادعاء، وجب على الصحفي الذي أجرى الحوار الاعتذار لكافة العاملين بالتربية والتعليم…بل وجبت محاسبته.

[ad id=”1177″]
أقول هذا الكلام بعد تجربة شخصية عرفها القاصي والداني في مختلف ربوع مصر…حاول البعض هدم التجربة التي كانت قد نجحت لمدة اسبوعين في دفن السناتر، وكنا نعد لاعادة الحياة للمدرسة بل والمعلم، وكنا قادرون على ذلك بفضل الله، لولا اننا لم نجد اي دعم او مساندة نهائيا ممن انتظرنا منهم الدعم…وفي المقابل أعدت حملة شرسة مدفوعة لوأد الخطوة، حتى أظهر وكأنني أهين جميع المعلمين ولم يدرك هؤلاء أنني معلم مثلهم.
خلال العام الذي عملت فيه محافظا واجهت مافيا سناتر الدروس الخصوصية، ولكني لم اتطرق لا من قريب ولا من بعيد للمعلم الغلبان، الذي يحصل على ١٠٠٠ جنيه مرتب، ويسعى لحفظ ماء وجهه بالتنقل من منزل لآخر ليحيا بكرامة بين الناس…دون ان يعرف معنى الراحة او متعة الحياة.
هذا المعلم الذي يحصل على أقل راتب تقريبا، في حين يحصل تلميذه القاضى ومهندس البترول -مثلا مثلا- على ٢٠ ضعف مرتبه، ويسعى مضطرا لسد احتياجات أسرته بإعطاء دروس منزلية لا يمكن ان اطلب منه الانتظار أو الانتحار …لا يمكن أن امنعه في ظل ضعف راتبه ودخله مع ارتفاع تكاليف المعيشة…أما اذا تغير الوضع…فقطع الرقاب.

[ad id=”1177″]
مشكلتي الكبيرة كانت مع الحيتان، الذين تركوا مدارسهم وحصلوا على اجازات لعشرات السنين وحجزوا الوظائف وأقاموا مراكز تستهدف هدم المدرسة ويحققون الملايين شهريا من تلك السناتر….
على حس وجود تلك السناتر هناك مخصصات شهرية لرئيس الحي والمدينة ومدير الادارة وناظر المدرسة التي تركها هؤلاء من أجل السناتر…الموضوع كبير جدا جدا جدا.
ولهذا وصفت تلك السناتر بالمافيا…فالمافيا هي التي تمارس الجريمة المنظمة…وليس هناك جريمة منظمة ابرز من جريمة المراكز التي تبتلع نصف دخل المواطن بل يقترض الكثيرون من اجل الدروس، وساهمت في هدم المدرسة والعملية التعليمية ومن ثم الوطن.
وعلى الجانب الآخر، ما من يوم كان يمر الا ودخلت فيه مدرسة بشكل مفاجئ، كنت أجد الصالح والطالح…هناك من كان يوقع عليه الجزاء، وهناك العشرات ممن كرمتهم من معلمين ومديري مدارس وحتى عمال رأيت النظافة والجمال في مدارسهم.

[ad id=”1177″]
اذا …وزارة التربية والتعليم شأنها شأن باقي مؤسسات الدولة أصابها ما أصاب باقي المؤسسات دون استثناء، ولكنها فيها الصالح، الذي لم يمكن بل حورب وبات غير القادر على تحقيق حلمه بمدرسة عصرية، وهناك الفاسد الوقح في فسادة، والذي لم يجد من يوقفه بل تمادى في غيه وتحول الى امبراطورية كبعض العاملين في طباعة الكتاب المدرسي او الكنترول …..الخ.
وللأمانة، كان مقصودا ترك واهمال التعليم والمعلم والطالب، لان التعليم هو بوابة مصر نحو التقدم والشعب نحو الوعي اذا اهتمممنا به والعكس صحيح.
فيقيني الذي لا يتزعزع هو أن الدولة خلال العقود الغابرة تراخت -عن قصد- في ادخال أي تطوير حقيقي على التعليم والعملية التعليمية، وكانت النتيجة هو خريج ضعيف في الغالب، بعد اهمال المعلم والعملية التعليمية..وهذا هو المطلوب…
فمع الجهل والأمية وعدم الوعي يكون التصفيق الحاد والايمان بأن الحاكم هو هبة من عند الله، لا ينطق الا حقا ولا يحكم إلا عدلا، وانه لولاه ولولا فطنته لكنا كما العراق او الصومال…هل تتذكرون هذا التاريخ الغابر؟

[ad id=”1177″]
لقد جربنا بعد ٢٥ يناير عندما اختفت الشرطة تماما وغابت مؤسسات الدولة تماما…لم تتحول مصر الى صومال او عراق لأن النسيج المصري واحد، بل تبارى المصريون مسلمون وأقباط شباب وشابات في حماية شوارعنا ومنشآتنا.
لقد ترك لنا النظام البائد أمة تغط في الجهل والأمية بكافة صورها، كل هذا سببه فشل منظومة التعليم التي لا يمكن ان نسأل عنها المعلم وحده ولا يمكن ان نعمم الحكم، والا نكون جاحدين بحق الشرفاء وهم موجودين بالفعل وهذا كلام نسأل عنه امام الله.
اذا، التعليم هو مشروع مصر القومي رقم (١) اذا اردنا لهذا الوطن الخلاص مما هو فيه من ازمات وتخلف…المعلم… العملية التعليمية والمقررات …الامكانات المدرسية…اذا ركزنا على هذه الاعمدة الاربع، وخصصنا لها المقدرات المادية والبشرية الكاملة والادارة الرشيدة سنستطيع ان نغير وجه الوطن….هذا ليس مجرد كلام فض مجالس ولكنه حلم يمكن أن نراه واقعا.
أعلم يقينا بأن هناك من يتاجر بالتصريحات المنسوبة للوزير لهوى في النفوس، هناك من على رأسه بطحة ويعتقد ان في وجود هذا الوزير قض لمضجعه وعالمه، وهناك من أخذته الحماسة احتراما لنفسه ومهنته التي يحترمها وهذا حقه…
ولهذا وحتى لا يتم الاتجار بالأزمة من اي متاجر وجب على الوزير الاعتذار عن التعميم اذا كان قد قال هذا..جل من لا يخطيء وليس عيبا الاعتذار…
واذا كان هذا الادعاء غير صحيح وجب على الصحفي الاعتذار لكافة منسوبي الوزارة، بل وجبت محاكمته لأنه لابد وان يدرك أنه بما كتب أشعل حريقا في نسيج الوطن…
أما تطوير التعليم والاهتمام الحقيقي بالمعلم (دخل وتأهيل) فهذا ما ينبغي ان تكرس له كافة الجهود وتسخر له الموارد لأن في تطوير التعليم تطوير لمصر قاطبة….دمتم بخير

[ad id=”1177″]

Related posts

Leave a Comment