[ad id=”1177″]
بقلم الكاتبة. مروة رجب الشريف
مفهوم التطرف : بعض الكتاب يصف التطرف بأنه خروجاً عن المألوف والطبيعي فى الحياة المدنية والبعض الآخر ألصق التطرف بالإسلام كدين وقال أن بعض الأيات توحي إلى ذلك، ولكن الأزهر الشريف نفى ذلك بعد أن وجد المستشرقين والغرب يتهمون الإسلام بالتطرف وقال الشيخ أحمد الطيب أن بعض من الجماعات الإسلامية المتطرفة أو التي تدين بهذا الفكر قد أخذت أيات وسور فى القرآن الكريم وفهمته فهماً مغلوطاً والإسلام برئ من هذا الفكر
والكاتبة تؤيد كلام الشيخ أحمد الطيب فى براءة الإسلام من التطرف
فالتطرف حالة فكرية لا تتعلق بالدين ولكن تتعلق بفرد أو مجموعة من الأفراد تريد أن تثبت وجودها على أرض الواقع ووسط الجماهير الحاشدة وليس هذا فقط بل أيضاً تريد من الجميع أن يخشى وجودها فهناك من يحاول أن يبرر ما يفعله من أفكار تطرفية بأنها متعلقة بالدين والدين يأمره بذلك ولا يستطيع أن يتحدث مع الجماهير إلا من خلال نقطة ضعفهم.
ولكن هناك سؤال يطرح على الساحة .
[ad id=”1177″]
هل يستطيع المتطرف أن يقول للجماهير أنه يتبع مجموعة من الأفراد لها أجندة سياسية تريد تحقيقها على الأرض الوطنية بالطبع لا يستطيع لأن هذا سيسقط القناع عن وجهة الحقيقي بأن الصراع الذى يحدث بينه وبين السلطة الحاكمة هو صراع سياسي فى الأصل وليس له علاقة بتطبيق احكام الشريعة الإسلامية .
كيف يتم تجنيد الشباب ؟
سؤال دائماً يتردد فى ذهنى . وعندما بحثت على الفيس بوك والتويتر وجميع مواقع التواصل الإجتماعي وجدت الإجابة وهى تتمثل فى الأتي :
أولاً :استخدام مبادئ وهمية للانجذاب نحو تلك الطائفة مثل مبادئ الحرية والعدالة والمساواة وإنهيار الأخلاق فى مصر
[ad id=”1177″]
ثانياً: استخدام شعارات مؤثرة وطويلة المدي مثل شعار يسقط الظلم ويحيا العدل أو الشعار الذي يعتبر نقطة ضعف عند كثير من الشباب وهو ” الإسلام هو الحل ”
أو استخدام شعارات تتعلق بأشياء أخرى تحدث فى المجتمع أو استخدام شعارات وطنية وهمية تخص الوطن العربي ويكون حلم كثير من الشباب المتدين الذي يحب دينه ووطنه مثل تحرير القدس المحتلة أو استخدام شعارات تنادي بالقضاء على البطالة والجهل والفقر فى مصر فهو يشعر الشاب أنه من خلال هذه الفئة يستطيع أن يحقق كل ما يحلم به وكل ما يؤمن به كما يعطيه إيحاءً بان التغيير سيحدث من خلال تلك المجموعة
ثالثاً : استخدام السلبيات الموجودة فى المجتمع من سوء اخلاق وانعدام ضمير والإنتهازية واستغلال الفقراء والتحرش بالنساء والخيانات الزوجية لإثبات صحة مبادئه المزيفة وإقناع الآخرين بها.
[ad id=”1177″]
رابعاً : استخدام السلبيات الموجودة فى الحياة السياسية مثل الأحزاب التى لا وجود لها على الأرض المصرية وكل ما تفعله هو الظهور على الفضائيات فقط بدون الإندماج مع الشباب ومحاولة استقطاب هؤلاء الشباب وتحقيق احلامهم السياسية من خلال دخولهم فى أحزاب سياسية معروفة . او حتى عمل احاديث ولقاءات معهم عبر الصحافة والإعلام بدل نشر المسلسلات التركية. فكل حزب لديه صحيفته وكل حزب لديه القناة الفضائية الخاصة به.
خامساً : استخدام قناع ديني مزيف ومؤثر مثل إرتداء ملابس الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يظهر امام الشباب أنه يسير على نهج الإسلام وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وفتح قنوات تنادى بالاخلاق الكريمة والطب البديل وعلينا أن نسأل ماذا سيستفيد وأقول :-
أنه يريد أن يعيد شبابنا إلى مرحلة التخلف . فإذا تركنا العلم والتقدم لأل صهيون يعملو على بناء أكبر صرح طبى وتكنولوجي أما نحن نبقى كما كنا فى الجاهلية لا علم لنا ولا طب لنا
ولو كانت هذه الفئة على حق ما اتخذت طريق الدم وكانت تدعى الشباب إلى قيام ثورة أخلاقية أو ثورة صناعية لكى نصنع أسلحتنا بأنفسنا ولا نستوردها وليست ثورة دموية أو ثورة طبية حتى نعالج فقراء المسلمين من الأمراض التى تفشت فى مجتمعاتنا مثل السكر والكبد والقلب
أسباب التطرف
[ad id=”1177″]
أولاً : انتشار الأمية فى قرى وصعيد مصر وعدم إتجاه الدولة فى القضاء عليها
ثانياً : عدم سيطرة الدولة المصرية على مناطق نائية فى مصر وليس لديها قدرات إجتماعية أو ثقافية أو سياسية أو أقتصادية تستطيع أن تحمى نفسها
ثالثا: إنتشار الفقر فى الريف المصري وعدد كثير من المدن المصرية دخلوا تحت خط الفقر وبذلك يتسطيع التطرف أن يدخل من خلال ضخ أموال كثيرة على الأسرة الأشد فقراً واحتياجاً فى مصر وبالتالى يستطيع السيطرة على هذه الأسرة فى مقابل أن تتنازل الأسرة عن أحد أبنائها وكأنها تعيرة من أجل حياة كريمة أفضل
رابعاً : إنتشار قلة الوعى والإدراك فى المناطق العشوائية
خامساً : عدم رعاية الدولة للشباب وعدم تبنيها فكرة دمج الشباب فى الدولة حتى يتمكن الشباب من إحداث تغيرات على أرض الواقع وينتمى إلى وطنه من خلال هذا الدمج
سادساً : إهمال الدولة المصرية لكثير من القضايا التي تهم الشباب المصري ومنها البطالة وإرتفاع الأسعار والسكن وإقامة أحزاب سياسية شبابية وعدم إعطاء فرص قيادية وإدارية حقيقية للشباب
[ad id=”1177″]
سابعاً : عدم مراقبة مواقع التواصل الإجتماعي ، فيستطيع أى شاب أن يدخل الموقع الذي يحتاجه وبمجرد دخوله يجد صفحات للتطرف يتم تجنيده من خلالها فى بساطة وسهولة ويسر
ثامناً : ضعف الحياة الفكرية والثقافية فى مصر
تاسعاً : الجهل بالتاريخ العربي – المصري – الإسلامي
ولو كانت امتنا تقرأ تاريخها جيداً لأصبحنا أعظم الأمم ولكن الغريب أن أولادنا وشبابنا بل وشيوخنا وأمهاتنا يجهلن تاريخ العروبة والإسلام أما العالم الغربي فإنه يقرأ تاريخنا جيداً . يقرأ تاريخ الماضي والحاضر لكي يخطط للمستقبل ولم يكتفي بذلك بل صنع كليات تدرس علوم الفارابي وابن سينا وعلوم قدماء المصريين أما نحن فندرس ونتعلم أشياء آخرى مثل قصص مهند وبذلك أصبحنا الان اضعف الأمم وبسهولة ويسر ينفذ علينا سيناريوهات منها التطرف ولذلك لا تتعجب اخى وصديقى المواطن من سقوط الدول العربية والإسلامية فى سيناريو التطرف الذى صنعته الصهيونية العالمية
[ad id=”1177″]
عاشراً : اختيار كوادر إدارية ذات سن كبير جدا وغير مؤهلة علمياً وثقافياً بالإدارة التي تعمل بها حتى تسطيع الدولة أن تنهض وتتقدم ويري الشباب أن مصر تتغير إلى الأفضل فعلى الدولة أن تقيم كليات تخصصية تتخصص فى دراسة الإدارة فى جميع المؤسسات بالجامعات المصرية بحيث أن الطالب يتخرج من الجامعة يكون على كفاءة علمية ودراسية عالية بشئون الإدارة وبذلك تستطيع المؤسسة وحدها أن تتقدم وتنهض بشبابها إلى الأمام.
ولذلك ينظر الشباب إلى الدولة أنها فى خطى بطيئة جداً ولا يوجد أمل فى الخطى السريعة
أهداف التطرف
أولاً : إسقاط الجيوش العربية حتى لا تكون هناك جيوش تتصدى لأى عدوان على الدول العربية والإسلامية ويكون للجيوش الغربية السيطرة الكبرى والعظمى على الدول العربية
ثانياً : تمزيق الأمة العربية والإسلامية عن طريق إحداث إنقسامات داخل المجتمعات العربية وإنشغال العرب بهذه الإنقسامات حتى لا تتقدم وتتطور الدول وتبقى فى مستنقع التخلف والجهل والإنحدار الحضاري ولا تقام لها قائمة وتبقى دائماً على حافة الهاوية منعزلة عن العالم فى تقدمه التكنولوجي والذري والنووي ويبقى شبابها عاجزاً متاخراً عن الدول العالم ويبقى دائما نحن المتاخرين وهم المتقدمون المتطورون ومن يقضي على تلك الإنقسامات يكفيه أن يكون من الدول النامية فقط ومن يحاول أن يواكب تطور هؤلاء الدول يغرق فى منحدر الإنقسامات الداخلية . هكذا يكون هدف التطرف الهدف الأكبر والهدف الأعظم وليس نشر الإسلام كما يعتقد البعض لأن الإسلام يدعو إلى النهوض بالمجتمعات وتحديثها إلى الأفضل
ثالثاً : سقوط بعض الدول العربية عن طريق التطرف . تلك الدول التي تفكر فى نهوض الامة العربية والإسلامية نهوضاً فكرياً وعلمياً وثقافياً وسياسياً فلا تسطيع أن تقدم شيئاً لشباب الأمة
رابعاً : تشريد الشعوب العربية حتى يكونو بلا أوطان وبلا هوية أو أهداف حياتية في إقامة حضارة عربية وإسلامية راقية ويكون عبرة لكل من يحلم بعودة الحضارة العربية
خامساً : أن تصبح الدول العربية مجرد أراضي خالية من الأفراد حتى يستوطنها أشخاص غرباء لا نعرفهم ولا نعرف أصلهم وبالطبع لن يكون أصلهم عربي بل الأصل معروف وواضح وهو الأصل الصهيوني فإنهم يريدون إسقاط الدول العربية والإستيلاء على الأراضي العربية قطعة قطعة كما فتحها أجدادنا العرب المسلمين قطعة قطعة
[ad id=”1177″]
سادساً : القضاء على الطاقة البشرية العربية . فبعد إنتصار حرب أكتوبر المجيدة أثبتت الدراسات والبحوث الغربية أن الإنتصار ليس عن طريق السلاح بل أعتمد فى الأساس على الطاقة البشرية ولذلك بعد الحرب أنشئت الجماعات المتطرفة التى قتلت السادات الذى أثبت للعالم كلة أن القوة ليست فى السلاح ولكن فى البشر. وعملوا على إسقاط الشباب العربي فى التطرف حتى لا يكون هناك طاقة بشرية تصنع وتدرس وتبني أمم وحضارات وجزءاً منها أنغرق فى الإدمان
مراحل التطرف
– المرحلة الأولي : مرحلة الاحتجاجات والمظاهرات الفئوية
تبدأ هذه المرحلة بالاحتجاجات الفئوية والمظاهرات التي تنتشر في أنحاء البلاد حتي يتم إيقاف حركة المجتمع وعجلة الحياة ولنسأل سوياً هل هذه الاحتجاجات تحدث في الدول الغربية بالطبع لا لأنهم يعلمون جيداً أن دولتهم تخسر كثيراً بسبب تلك الاحتجاجات ، فهم يفهمون جيدا قيمة العمل ولا يريدون إسقاط دولتهم من خلال إيقاف العمل بالمؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولذلك هذه الدول بعيده كل البعد عن السقوط في هاوية التطرف نعم فالتطرف نوع من أنواع الإرهاب علي الدول العربية والإسلامية وهويتهم هو القتل من أجل إثبات الذات ولكننا تعلمنا من محمد صلي الله عليه وسلم أنك إذا أرت ان تثبت ذاتك فذلك يتم من خلال الاجتهاد والكفاح في العمل والمثابرة علي المتاعب والصبر علي المحن حتي تصل إلي غايتك المجيدة وهي النجاح وخدمة مجتمعك ورفعته وليس هدم المجتمع ونشر الفوضى واستفزاز الأخرين أو لتدميرهم لكي يسمع صوتك ، فالصوت يسمع إذا كان صاحب كلمة الحق أم إذا كان باطلاً فلا يسمع ويبدوا وكأنهم صوراً تلفزيونية بدون صوت لا يفهم لها شئ
– المرحلة الثانية : مرحلة الثورة المخلقة
[ad id=”1177″]
تلك الثورات التي ليس لها قائد أو زعيم يحركها وتهدف إلي إحداث حركة فوضوية في المجتمع بجميع مؤسساته الاسرية والسياسة والعسكرية فإذا تحدثنا عن الثورات العربية فالقرن الماضي نجدها ثورات حقيقية كان وراءها زعيم أو قائد وطني يهدف إلي إصلاح المجتمع المصري خاصة والعربي عامة علي سبيل المثال ثورة 1919 كان الراحل الزعيم سعد زغلول قادها ضد الاحتلال البريطاني وأما عن ثورة 1952 فكان زعيمها هو الجيش المصري وأيدها الشعب وحافظ عليها الزعيم القائد جمال عبد الناصر ولكننا لننظر سوياً في التاريخ الحاضر من هو قائد الثورات العربية ومن كان يحرك الجماهير الحاشدة ومن هو الزعيم الذي دعي إليها وهل بالفعل الشعوب العربية أيدت تلك الثورات جميعها إنها أسئلة تطرح وليس لها إجابة فإذا لاحظنا أن أهداف ثورة 1919 هو القضاء علي الاحتلال البريطاني في مصر وإهداف ثورة 1952 هو الاستقلال ورفع الحماية الإنجليزية والوصاية عن مصر والعالم العربي وتغيير مسار بعض الدول العربية ومنهم مصر من الملكية إلي الجمهورية والقضاء علي الإقطاع وبدء الاقتصاد الاشتراكي وهذا كان بيان من الجيش بأهداف الثورة أهداف وطنية رائعة لم نسمع أن قد تم حرق مساجد أو كنائس أو أقسام أو تدمير منشئات سياسية أو اقتحام سجون كما حدث في الثورات التي تسمي بالربيع العربي والكاتبة تعتبرها ثورات مخلقة فوضوية حتي يكون لهم وجود علي الساحة المصرية ويفرضوا الوصاية علي مصر بأجندات رخيصة وسنور يهات غربية ترديد السيطرة علي الوطن العربي وتقسيمه وتمزيقه إلي قطع صغيره وليس كما كان منذ خمسة وأربعين عاماً كيانات كبيرة تواحدت فانتصرت
– المرحلة الثالثة : مرحلة التمرد
[ad id=”1177″]
ومرحلة التمرد تأتي من خلال نشر أفراد تتحور مع الشعوب العربية وتبدي رأيها بأن لا يعجبها شئ في تلك البلاد ثم ينتشروا بالبطيء بين ثنايا الشعب فيشعر المواطن بعدم الارتياح بالحكومة والرئيس وأن بلاده تتأخر خطوات إلي الوراء والكل لا يفهم الأجندات الغربية التي تحاك بالوطن المصري الحبيب وكل ما يريده مصالحه الذاتية ولا يهمه مصالح المجتمع المصري ولذلك تنجح الفئويات التمردية في اسقاط البلاد سياساً واقتصادياً واجتماعياً والشعب يجد أنه امام تغير غير حقيقي
– المرحلة الرابعة : مرحلة العنصرية والفتنة
وبعد نجاح التمرد الفئوي تدخل مجموعة أخري لكي تغتال بعض الرموز السياسية وبعض ضباط الجيش والشرطة حتي تحدث فتنة عنصرية بين الشعب المصري وقاداته العسكرية ثم تأتي مرحلة أخري من مرحلة الفتنه وهي قتل الفئة الأقل وجوداً في المجتمعات العربية علي سبيل المثال اضطهاد الأقباط في مصر وتهجيرهم من أرض الوطن وحرق كنائسهم واغتيال الرموز الوطنية منهم كما حدث في لبنان والعراق عندما قامت الشيعة بقتل أهل السنه وتهجيرهم من منازلهم إلي مناطق أخري ثم تأتي المرحلة الأخيرة مرحلة التطرف :
بأنه يتم الاستيلاء علي المناطق الحدودية في الوطن العربي وتجهيزها لتكون معدة لبيئة التطرف مع تجنيد الشباب الغير واعي في الوطن العربي وتمويلهم بالسلاح والأموال حتي يتم السيطرة علي الحدود العربية أو بالمعني الأصح أو الأدق أن يكون للوطن العربي ليس له أي حدود ولا يكون لهم السيطرة علي حدوده لكي يرضخ قادات العرب بما تمليه عليه الأجندات الغربية
عزيزي المواطن العربي ولا اخفي عليك سراً أن ما يحدث في مصر من تلك المراحل التي سبق وتحدثنا عنها هي التي حدثت بالفعل في العراق ومن قبلها لبنان ومن بعدها سوريا وليبيا وليس أمامهم غير الوطن العربي المصري ( حفظ الله مصر وشعبها )
[ad id=”1177″]