[ad id=”10069″]
بقلم:سها البغدادي
هناك عدة أسباب لقضم الأظافر عند الأطفال منها: الفضول، والملل، تخفيف التوتر، قضاء وقت الفراغ، او بحكم العادة. وتعتبر عادة قضم الأظافر من العادات العصبية الأكثر شيوعا مثل: مص الأصبع، ونكش الأنف، ولف الشعر او شده، وصرير الأسنان. عادة قضم الأظافر أكثر شيوعا بين الأطفال الحساسين، وهي عادة وراثية، وتستمر حتى بعد سـن الرشد، وهي عادة شديدة الانتشار، فنسـبة انتشارها عند الأطفال في عمر المدرسة 30-60% ،وتصل عند المراهقين إلى 20% ، ويستمر حوالي ربع طلاب الجامعات بقضم أظافرهم. هل قضم الأظافر مؤشر لخلل لدى الأطفال؟ ترافق عملية النمو عوامل التوتر، والقلق، والضغط النفسي الذي يعانيه الطفل وقد يخفى على الأهل، فإذا كان الطفل يقضم أظافره لا شعوريا وبشكل بسيط بدون أن يؤذي نفسه، مثلا أثناء مشاهدة التلفزيون، او يفعل ذلك كرد فعل لحالات نفسية معينة كالامتحانات، فان هذا لا يستدعي القلق.
[ad id=”10069″]
وقد يمر الطفل بحالة نفسية تسبب له التوتر: كالانتقال من بيئة إلى أخرى، او الطلاق، او تغيير المدرسة، فيجب على الأهل أن يساعدوه على التعبير عن مشاعره بحرية. ومن دواعي قلق الأهل المشروع رؤية أطراف أصابع الطفل مجرحة ونازفة، وجلده مخدوشا، ورموشه منتوفة، ونومه مضطرب، تعبيرا عن انتقامه من نفسه وتدميرا لذاته. فهذه ممارسات تستدعي الاهتمام والحصول على استشارة أخصائي. وقد يبدأ الطفل في بعض الحالات بقضم أظافره فجأة، وتيرة الحالة وتتصاعد بسرعة، فيجب معرفة السبب الجوهري لهذا التغيير في سلوك الطفل. في مقابل ذلك؛ إذا كانت هذه العادة لا تشكل تهديدا جسديا او نفسيا للطفل، فالأفضل تجاهلها لان الطفل يمكن أن يتوقف عنها من تلقاء نفسه، او قد تتطلب مساعدة بسيطة من الأهل لمساعدته على تركها. كيف أساعد طفلي على التوقف عن قضم أظافره؟ يعتبر العقاب والتأنيب أسوأ الطرق العلاجية، التي سوف تقود إلى نشوب الصراع والخلاف مع الطفل. ويمكن تعويد الطفل على تجربة بعض الأشياء التي تذكره بالتوقف عن قضم أظافره، فمثلا يمكن أن يضع في جيبه أي شيء صغير ليتذكر كلما لمسه أن يتوقف عن القضم، كما يمكن الاتفاق معه على رمز معين لتنبيهه إلى التوقف دون التسبب له بالإحراج أمام الآخرين، ويمكن تذكيره بين الحين والآخر بلهجة لطيفة محببة ”سأكون سعيدا إذا تمكنت من التوقف عن قضم أظافرك لهذا اليوم بطوله”، وان توضح له بأنك ستقوم بتفحص أصابعه في كل مرة تراه يقضم أظافره. ومن الأساليب المفيدة الأخرى، وضع قواعد سلوكية معينة مثل: ممنوع قضم الأظافر أثناء الأكل. ومن الضروري إظهار التعاطف مع الطفل وإفهامه انك تدرك صعوبة الأمر عليه، لكنك لا تحب مشاهدته يقضم أظافره، لذلك أنت مضطر للذهاب إلى مكان آخر لفترة من الوقت.
[ad id=”10069″]
واهم شيء هو ضبط النفس وهدوء الأعصاب، فخنق مشاعرك لفترة، ثم إطلاقها والبدء بالصراخ على الطفل بحدة هو وصفة كارثية للحل، فإذا كان الوضع متوترا، فيمكن التخفيف من حدته بأن تكون مباشرا، ومصارحة الطفل بأن الجميع اشتغل كثيرا على هذا الموضوع ومن الضروري التوقف لفترة. وطالما كان الطفل لا يؤذي نفسه، ولا يبدو مجهدا ومتوترا، فالأفضل الانتظار حتى تنتهي هذه الممارسة وحدها، فكلما قلت الضجة المرتبطة بقضم أظافره كلما زاد احتمال توقفه عنها من تلقاء نفسه، وعندما يصبح مستعدا لطلب المساعدة بشكل او بآخر للكف عن هذه العادة. ماذا افعل عندما يطلب الطفل المساعدة؟ بداية؛ يجب بناء أسس، عن طريق مناقشة العادات العصبية عند الناس، وكيف يمكن التخلص منها. يمكن تجربة الاشتراك بالإقلاع عن عادات سيئة مشتركة بين الطفل والأب او الام، مثلا ترك التدخين والإقلاع عن قضم الأظافر، بإمكان الأهل تقدير مدى قدرتهم على الانخراط في خطة الطفل للإقلاع عن هذه العادة، هل يريد منك أن تذكره في الوقت المناسب، ام سيتحسس من ذلك، وكلما زاد عمر الطفل قلت رغبته في انخراط الأهل في خطته. وإذا اختار الطفل أن تذكره، فاتفقا على إشارة خفية مثل: لمسة خفيفة على الكتف، او كلمة رمزية،
[ad id=”10069″]
وان يتعلم تقنيات للاسترخاء، مثل:
التنفس العميق، او شد وإرخاء قبضتي يديه، ويمكن تعليق شيء صغير في حزامه او حمالة مفاتيحه حتى تذكره ويعود لممارسه عادته، المهم الاستمرار في تكرار المحاولة وعدم الاستسلام لليأس، واشرح له ان الناس يختلفون في استجابتهم للتقنيات المختلفة، ونمِّ في نفسه الإرادة على محاولة مختلف الحلول، فلا بد أن ينجح شيء ما باستمرار المحاولة، وكلما كبر الطفل ازدادت قدرته على تحمل المسؤولية في سبيل هذا المسعى. وقد يختار بعض الأطفال في مختلف الأعمار اتخاذ عادة بديلة مثل الإمساك بشيء صغير بين أصابعهم يلهون به أثناء مشاهدة التلفزيون او القراءة، او أي شيء يختاره الطفل، وعادة ما يحتاج الطفل تحت عمر الثماني سنوات للمساعدة على التغيير، ويمكن القيام بالتمرين معه قبل النوم او قبل الذهاب إلى المدرسة.
[ad id=”10069″]
وللمزيد من التشجيع، يمكن للتقويم أن يلعب دورا مساعدا، ليقم الطفل بلصق نجمة على تواريخ الأيام التي لا يقضم فيها أظافره، ويمكن عمل خطة ادخار محفزة للطفل الأكبر سنا، حيث يدفع مبلغا يتفق عليه إذا قضم أظافره، أما إذا لم يقضم أظافره فيقوم الأهل بدفع نفس القيمة، او يمكن تحفيزه بتقديم بعض المطالب التي أبدى رغبة في الحصول عليها عندما تطول أظافره. ويمكن استعمال لاصقات الجروح على رؤوس أصابعه، وهناك مادة ذات طعم سيء تباع في الصيدليات لمنع قضم الأظافر، حيث تدهن رؤوس أصابع الطفل بها. ويجب الانتباه إلى مكونات هذه المادة، فقد يقوم الطفل بفرك عينيه ويتسبب في تهيجهما، او قد تحتوي على مواد مثل الأسيتون الذي قد يؤذي مجاري التنفس للطفل.
[ad id=”10069″]
وأخيرا؛ يجب أن يدرك الأهل أن تغيير العادات مسالة صعبة، وان الطرفين معاً في محاربة هذه العادة، وليسا خصمين، وعند الشعور بالتعب من مقاومة هذه العادة يفضل التوقف لفترة لالتقاط الأنفاس، ولكن الصبر والمثابرة في النهاية سيكللان الجهود المبذولة بالنجاح.