مقال بقلمي : صلاح الدين ميهوبي
دققت في بعض المقولات المشهورة و الشائعة فوجدتها لا تطابق الواقع الحالي ، كما نفس الشيء لا تحتمل الصحة كثيرا ، و من بين هذه المقولات : ( وراء كل رجل عظيم امرأة ) ، دعونا نغير بعض المصطلحات حسب المنطق و تقريبا للحقيقة و استنتاجا لمعظم التجارب السابقة ، و لنجعلها تحتمل الصواب أكثر منه الخطأ فنقول : # وراء كل رجل عظيم عقل يفكر # و الأمر ذاته ينطبق على المرأة التي لا نقلل أبدا من احترامنا لها بتغييرنا لهذه المقولة ، أو بالأحرى تصحيحها لتصبح لائقة أكثر ، لكن لنبدد بعض المعاني التي لا أساس لها من الصحة حتى و إن حدث في أغلب الأحيان و في قصص كثيرة أن المرأة كانت سببا كبيرا من أسباب نجاح بعض الرجال ، و لكن أغلب هذه القصص كانت فيها فقط الأم هي من تمثل جنس المرأة حتى لا أخرج من مقالتي هاته من الإثبات الى التناقض ، فالأم دائما و أبدا كانت سندا لأبنائها ، و فاعلا مباشرا أو غير مباشر في بلوغ أهدافهم ، لكن نوعية الأبناء تلعب دورا كبيرا في بناء النجاح المحقق ، فالذي لا يشغل محرك عقله من أجل الإنطلاق بالتفكير السليم فلن تفيده تشجيعات أمه و لا أفكارها و لا حتى دفعها به الى الأمام ، فبذلك يبقى يدور في حلقة مفرغة ، و النقش على الجاهل كالنقش على الماء ، لذا فخلف كل نجاح إلحاح ، و وراء كل رجل عظيم عقل يفكر . فوصول الرجل إلى التوفيق و الفوز و بلوغه مناه قرين بمدى رقي أفكاره أضف إلى ذلك سعيه نحو ما يصبوا إليه بثبات مع تحليه بالكثير من الصبر ، فالصبر مفتاح الفرج و هو طريق مضمون و معبد صوب النجاح. و كتعقيب على ما سبق و ذكرت فإن المرأة التي تنطبق عليها مقولة # وراء كل رجل عظيم امرأة # غالبا ما كانت في العصور القديمة نذكر منهن : أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها و أرضاها زوج رسول الله صلى الله عليه و سلم و التي كانت سندا له في نشر الدعوة الإسلامية و بث مكارم الأخلاق و أول امرأة دخلت للإسلام ، دون أن ننسى عائشة رضي الله عنها و جميع أمهات المؤمنين ، و أول شهيدة في الإسلام سمية رضي الله عنها و التي رغم ما لقته من عذاب إلا أنها ظلت صامدة كالصرح في وجه أولياء الشرك و مثالا يحتذى به في الصبر و الدفع بزوجها ياسر و ابنها عمار رضي الله عنهما و أرضاهما نحو الثبات على الدين الإسلامي رغم التنكيل بهم ، و الأمثلة في هذا كثيرة لكن شتانا بين الثرى و الثريا و بين ما خلد التاريخ من أسماء الأمس و ما نراه من نسائنا اليوم إلا من رحم ربي . و سأختم الحديث في خصوص هذه المقولة لأنتقل الى مقولة : # ما فائدة عذرية الجسد إذا كان الفكر عاهرا # ، فهذه المقولة استوفت جميع شروط الخطأ و تحمل في دلالاتها تحريضا نحن في غنى عنه و لا يليق خاصة بمجتمعاتنا الإسلامية العربية ، و لا بتقاليدنا و أعرافنا ، حتى و إن كان المقصود غير فإن المعنى خطير ، فبهذه المقولة عوض جلب مصلحة و التي هي ف رب الفكر و تنظيفه من الشوائب إن أمكن لأجل درأ مفسدة و التي هي الحفاظ على عذرية الجسد ، نجلب المفسدة لأجل مصلحة مفقودة ، فالفكر يصحح و يقوم لكن عذرية الجسد إذا فقدت فقل لها سلاما .